إنها الانتخابات رقم 4 التى يفوز فيها بول كاجامى برئاسة رواندا، لكن انتخابات هذه المرة تكتسب طبيعة خاصة، لأنها تواكب الذكرى ال30 لإنهاء مأساة الإبادة الجماعية بالبلاد عام 1994. هذه المرة، فاز كاجامى بنسبة 99.18% من الأصوات، حسبما أعلنت لجنة الانتخابات، مما يمدد فترة بقائه فى منصبه التى تقترب من ربع قرن. ورغم فوزه بالاقتراع للمرة الرابعة على التوالي، إلا انه كان قد تولى قيادة الدولة كزعيم للمتمردين الذين سيطروا على الحكومة وأنهوا الإبادة الجماعية فى عام 1994، غير أنه كان وقتها نائباً للرئيس، ثم أصبح وزيرًا للدفاع والحاكم الفعلى للبلد. وتولى رسميًا رئاسة بلاده في عام 2000، بعدما انتخبه البرلمان على إثر استقالة باستور بيزيمونجو رئيس رواندا السابق، ثم أُعيد انتخابه ثلاث مرات بالاقتراع العام فى 2003 و2010 و2017. وأعلنت رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، أودا غاسينزيجوا، إن نسبة المشاركة فى التصويت بالانتخابات الأخيرة بلغت 98.20% من إجمالى تسعة ملايين ناخب مسجل.. وأضافت حسبما أكدت وكالة رويترز، أنه من المقرر إعلان النتائج النهائية الرسمية فى موعد أقصاه 27 يوليو. وحظى كاجامى، الذى حصل على أكثر من 93% من الأصوات فى الانتخابات الثلاثة السابقة، بإشادة من زعماء غربيين وإقليميين لمساعدته عام 1994 في إنهاء الإبادة الجماعية التى شهدتها رواندا، ونجح فى تحويل بلاده إلى وجهة جذابة للاستثمار والمساعدات فى العقود الثلاثة التالية.. وتعد الأصوات التي حصل عليها فى هذه الانتخابات أعلى من تلك التي نالها بسابقتها. وقد جرت انتخابات رواندا وسط مخاوف متزايدة من انعدام الأمن فى منطقة البحيرات العظمى فى أفريقيا، حيث يقاتل المتمردون المعروفون باسم M23 القوات الكونغولية فى منطقة نائية فى شرق الكونغو. وذكر خبراء الأممالمتحدة فى تقرير تم توزيعه الأسبوع الماضى إن عددا يتراوح بين 3000 و4000 من القوات الرواندية يقاتلون إلى جانب M23، كما وصفت الحكومة الأمريكية هذه الجماعة بأنها مدعومة من رواندا.. ومن جانبها تتهم رواندا الجيش الكونغولى بتجنيد مقاتلين كانوا من بين مرتكبى الإبادة الجماعية. وقد واجه كاجامى خصمين فى هذه الانتخابات هما فرانك هابينيزا مرشح الحزب الأخضر الديمقراطى وفيليب مبايمانا المرشح المستقل، وحصل كلاهما على أقل من 1 فى المائة من الأصوات.. وكانت اللجنة الانتخابية قد استبعدت 8 مرشحين، لأسباب عديدة من بينها صدور أحكام قضائية ضد البعض وعدم استيفاء البعض الآخر الأوراق المطلوبة. وكشفت رئيسة اللجنة الوطنية للانتخابات أن المرشحين المنافسين لكاجامي، فرانك هابينيزا، وفيليب مبايمانا حصلا على 0.53% و0.32% من أصوات الناخبين على التوالى.. ونقلت صحيفة «نيو تايمز» الرواندية عن رئيسة اللجنة قولها: «إن نسبة مشاركة الناخبين فى التصويت تقدر بحوالى 98% من إجمالى عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت». جدير بالذكر أن المرشحين الوحيدين أمام كاجامي فى هذه الانتخابات، خاضا أيضًا أمامه انتخابات 2017 الرئاسية والتى فاز فيها كاجامي بأكثر من 98%، بينما لم يحصل فيليب مبايمانا سوى على 0.7% من الأصوات، بينما لم يتجاوز فرانك هابينيزا 0.5% من أصوات الناخبين.