لا أنسى صورته وهو يودع زوجته إلى مثواها الأخير، ظللت محتفظة بها فترة طويلة، فقد كانت شاهدة على حبه الكبير ووفائه العظيم لقرينته الراحلة، كان وجهه مكتسيًا بالحزن الشديد وأصيب بحالة انهيار تام، وكان زملاؤه وأسرته يخشون من تأثير هذا الحزن عليه. وقد ظل الفنان الكبير رشوان توفيق وفيًا لزوجته فى حياتها وبعد مماتها، لا يأتى ذكرها إلا وتسمع منه أجمل الكلام عن امرأة ساندت مشواره بقوة وقامت بتربية أولاده، وكانت تدير حياتهم بشكل رائع فى ظل انشغاله وسفره لتصوير أعماله الفنية، وقد قال لى إنها لم تشعره فى بداية حياتهما مع قلة أجره كفنان بأى أزمة فقد اعتاد أن يعطيها كل ما يتقاضاه وأن يحصل منها على مصروفه، وأنها كانت قادرة على تدبير حياتهم فى كل الظروف دون شكوى ولا إثارة أزمة، وفى مرضها الأخير بقى بجانبها يقوم على تمريضها بنفسه ويطعمها بيده، حتى توفاها الله فشعر وكأن جزءًا عزيزًا من روحه قد غادره. لهذا انتفض الفنان الكبير لشائعة زواجه وبدا الرجل فى قمة انفعاله من صورة نشرتها إحدى المعجبات الباحثات عن الشهرة بأى ثمن عبر مواقع التواصل وادعت زواجه بها، كانت قد طلبت التقاطها معه خلال إحدى المناسبات، فكانت ثورة الفنان الكبير (92 عامًا) على هذا الادعاء الذى اعتبره «ظالماً ومهيناً» فكيف له وقد تخطى التسعين من عمره أن يتزوج، فالمبدأ نفسه غير مطروح فى حياته، وقلبه ملئ بذكريات زوجته الراحلة التى يحدثها ويزورها ويحكى لها كل ما يسعده أو يضايقه، ثم كيف يقترن بفتاة فى عمر حفيداته. رشوان توفيق الذى لا يملك حسابات على «السوشيال ميديا» -رغم انتحال آخرين لاسمه فى حسابات وهمية تنشر أخبارًا عنه- لا يتصور أن يكون طرفًا فى أزمة كهذه، فالرجل بعيد عن أى شائعات منذ بداية مشواره الفنى، ويعيش مع ابنته الإعلامية هبة رشوان وأحفاده، ولا يدرك ما تبثه مواقع التواصل من سموم وافتراءات لمجهولين يجلسون خلف الشاشات يبحثون عن الإثارة بأى شكل. وحسنًا ما فعله نقيب الممثلين د. أشرف زكى باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من فعلت ذلك وأساءت للفنان الكبير وجعلته ينفعل بشدة وهو يبرئ نفسه منها برغم أنه لا يحتاج لذلك، فالجمهور يدرك صدق هذا الرجل فى فنه وفى حياته.