كان الفنان الراحل محمد رشدي في سنوات عمره الأخيرة حريص في شهر رمضان على الجلوس مع أحفاده وكان يجلس مرتديًا جلبابه الأبيض على الأرض، ويجهز بنفسه لأحفاده مصطفى وسارة ومحمد وناريمان، سلطة الفواكة التى يحبونها. لكن ما كواليس تقديم أغنية "يا بركة رمضان"، التي تعد من أشهر الأغنيات في وداع الشهر الكريم؟، الإجابة أن جملة "يا بركة رمضان خليكي في الدار"، كانت محفورة في ذهن رشدي منذ طفولته في مركز "دسوق" بمحافظة كفر الشيخ، إذ إعتاد أن يرى في آخر أيام الشهر الكريم النساء تصعدن على أسطح البيوت، وترددن "يا بركة رمضان"، متابعًا أن جدته والنساء يقمن بغناءها ب"غطيان الحلل". فالأصل أن الأغنية تراث شعبي، أراد رشدي أن يقدمه في عمل فني، وفي يوم طلب من الملحن حسين فوزي، أن يصنعا أغنية يقول فيها هذه الجملة، وبالفعل تم تنفيذها. كما روى الإعلامي وجدي الحكيم في أحد لقاءاته، أن رشدي استطاع من بداياته أن يخترق راديو القهاوي والبيوت والحارات في كل أيام العام، ومشاركتهم لحظاتهم الإجتماعية الخاصة، مثلما غنى "ع الرملة"، وارتبطت بالمصايف الأسرية، حتى أراد أن يكون جزءا من المناسبة الروحانية الأهم، فكان اختيار رشدي لدعاء نساء قريته نافذة الدخول إلى البسطاء عبر كلماتهم، التي أكملها المؤلف محمد الشهاوي، ووضع الملحن حسين فوزي لمساته الخاصة التي شاركت في تخليدها، وتداولها التليفزيون بالمشاهد التي ألتقطها المخرج مهدي القماطي من الشوارع المصرية، فكانت أغنية "يا بركة رمضان" التي تعد من الأغنيات القليلة التي تغنت لإنتهاء الشهر الكريم، وأحدثت فرقا لدى الجمهور، لما تحدثه من شجن بإنتهاء الحالة الروحانية التي ينتظرونها من العام للعام. وكان لمحمد رشدي مواقف عدة مع شهر الصيام، فله أغنيات دينية ووطنية، وقدم في رمضان أغنيات مسلسل "ابن ماجة"، كما زار دولة المغرب في شهر رمضان عام 1972، وغنى 6 أغنيات، وطلب الجمهور زيادة حتى وصل إلى الأغنية الثامنة، وقد حان وقت السحور، فبذكاءه وحسه أخذ ينشد: "يا عباد الله.. وحدوا الله، أصحى يا نايم.. وحد الدايم، سحور يا صايم". اقرأ أيضا : «قولوا لمأذون البلد» السبب في نجاحه.. أهم محطات في حياة الراحل محمد رشدي
