في شهر ديسمبر الماضي حضرت المؤتمرالصحفي لفيلم"أنف وثلاث عيون"بعد عرضه في مهرجان البحر الاحمر السينمائي بجدة، وكان يجلس علي المنصة الفنانة الشابة سلمي أبو ضيف والتي قدمت واحدا من أجمل أدوارها في الفيلم وكان هذا الدور نتاج حالة من التطور لموهبة فنانة شابة ، وخلال المؤتمر قلت ل"سلمي" في مداخلتي حول دورها: أتوقع أن أري في الدورة القادمة من المهرجان فيلما من بطولتك اذا استمرت حالة الإهتمام بموهبتك طبقا للخطة التي تسيرين عليها، وهنا قاطعتني منتجة الفيلم "شاهيناز العقاد..من الذي قال لك؟ وهذا يعني أنها تعدها لبطولة فيلم قادم، وبعد العودة من جدة ، وجدت أخبارا متناثرة تشير إلي خوض "سلمي أبو ضيف" تجربة البطولة ولكن علي شاشة التليفزيون وخلال الموسم الأهم بين مواسم الدراما التليفزيونية ، بمسلسل 15 حلقة فقط بعنوان" أعلي نسبة مشاهدة"، ومع بدء عرض الحلقات الأولي من المسلسل، الذي تدور أحداثه حول قصة حقيقية حول "شيماء"؛ وهي فتاة تنحدر من عائلة بسيطة، تعاني من الفقر، تحاول هي وشقيقتها تخطي تلك الحياة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فهي مهووسة بموقع ال"تيك توك"، تأكد ظني بها ووجدت أمامي فنانة شابة مهمة تذكرني ببدايات "حنان ترك ومني زكي"،ممثلة ناضجة تعرف جيدا حجم موهبتها وعملت علي تطوير هذه الموهبة بالدراسة والتدريب وظهر ذلك واضحا في ادوارها الاخيرة مثل دورها العام الماضي في مسلسل"رسالة الإمام"حتي وصلت لدور"شيماء" في "أعلي نسبة مشاهدة" والذي يعتبر شهادة ميلاد لمرحلة جديدة في مشوارها وهي مرحلة القدرة علي تحمل بطولة عمل في سيزون مهم وهو موسم "رمضان" . نعود لمسلسلها"أعلي نسبة مشاهدة" والذي شاهدت منه حتي الآن 10 حلقات، ويتبقي علي نهايته خمس حلقات فقط، فقد إستطاع المسلسل أن يخطف أنظار الجمهور ويصبح اسماَ علي مسمي بعد التفاعل الكبير معه علي شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن وجد الجمهور أن أحداثه تلامس الواقع وقريبة منه وفي نفس الوقت يكشف العالم السري لعالم"التيك توك"، حيث تدور الأحداث في عالم شديد الواقعية لحياة أسرة مصرية ، رب الأسرة "فتحي البنهاوي" – محمد محمود – والأم "حمدية" - انتصار- وبناته الثلاثة "شيماء" - سلمي أبو ضيف - و"أمال" – فرح يوسف- و"نسمة" ليلي أحمد زاهر ، حيث تعاني هذه الأسرة من مشاكل مادية واجتماعية بعد أن فقد عائلها وظيفته ويبحث عن فرصة عمل من خلال تسويق لوحات الخط العربي التي يكتبها، ثم العمل كجرسون في مطعم، والأم التي تعمل"طباخة"عند عدد من السيدات العاملات من معارفها، ومن خلال هذه القصة وخطوط درامية موازية تنطلق المخرجة ياسمين أحمد كامل في ثاني تجاربها التليفزيونية بعد مسلسل"حدوته مُرة" لتكشف تفاصيل عالم"التيك توك"والظروف التي تمر بها هذه الأسرة من خلال عدة شخصيات متقاطعة ابرزهن،"شيماء- سلمي أبو ضيف"، وشقيقتها "نسمة" ليلي أحمد زاهر، وإلهام صفي الدين "هبة تاتو" ، وشيماء الشريف"سامية" ،من خلال سيناريو محكم ودراما متصاعدة غنية بالتفاصيل كتبتها "سمر طاهر" بإسلوب شيق وجذاب. سلمي أبو ضيف، اعتمدت علي البساطة والاداء التلقائي في تقديم شخصية"شيماء" الفتاة الشعبية الحقيقية دون مبالغة في سواء علي مستوي الأداء الحركي، اوالتعبير عن الشخصية بالحوار أوالمشاعر وذلك بجرأة شديدة. انتصار في شخصية"حمدية" الام والزوجة والمرأة المطحونة، كعادتها متألقة في هذه النوعية من الأدوار التي تكشف حجم موهبتها الكبيرة والتي لم يتم استغلالها حتي الآن الفنان محمد محمود "ملح الدراما" والذي يعطي دائما مذاقا خاصا لكل دور يقدمه وهو فنان متمكن ولديه وعي تام بالشخصية التي يقدمها فرح يوسف تمتلك كاريزما خاصة بها تمكنها من دخول القلب بادائها التلقائي البسيط وقدرتها علي رسم شخصياتها بحرفية واقتدار، وآخرها شخصية"آمال" في "اعلي نسبة مشاهدة" وباقي شخصيات المسلسل جاءت اختيارها جيدا بداية من شخصية الخال"بندق" التي قدمها أحمد فهيم، و"علي" اسلام ابراهيم ، و"كاميليا "هند عبد الحليم ، ومحمد خاتم"طارق ، وانعام سالوسة "أم فتحي"، وحلا هشام"سحر". في النهاية قدمت المخرجة ياسمين أحمد كامل لوحة فنية بديعة تمثيلا وإخراجا وتصويرا وديكورا فجذبت المشاهد لمسلسلها ليصبح "أعلي نسبة مشاهدة".
