الزيادة السكانية المطردة تعد أزمة خارج النص المكتوب.. من الطبيعى أن يكون هناك توازن بين عدد أفراد الأسرة ومستوى الدخل العائلى حتى لا تخرج احتياجات الأسرة عن النطاق المعقول وأيضا يكون هناك احتياطى نقدى أو عينى لمواجهة أية ظروف طارئة أو زواج أحد الأبناء فى المستقبل. ومن المفارقات العجيبة أن تنظيم النسل بدأت الحملات التوعوية والاعلانية عنه منذ زمن بعيد ولكن وكأنها مادة للفرجة فقط والتغنى بها مثل إعلان «حسنين ومحمدين» والتسلية والمزاح حتى فى بعض الأفلام ورغم أن فيلم «أفواه وأرانب» نوه بخطورة زيادة أفراد الأسرة من خلال إنجاب المزيد والمزيد وقدم صورة إيجابية لحل هذه المشكلة من خلال مزارع الفاكهة والدواجن التى تستوعب اعداداً كبيرة من الأيدى العاملة إلا أن الأمر يحتاج ما هو أكبر من ذلك. علينا أن نطرح السؤال: لماذا هذا الكم من الإنجاب.. أربعة أطفال كل دقيقة رغم زيادة حالات الطلاق وانخفاض نسبة الزواج وارتفاع التضخم وانخفاض الدخل الذى يستوعب احتياجات أسرة كثيرة العدد ونقص حصة المواطن من المياه والغذاء؟ هذا اللغز المصرى الأسرى.. رغم أنه يدعو إلى التوقف عن إنجاب العدد الكثير من الأولاد الا أن المواطن يطرح هذا جانبا ويكمل مسيرة الخلفة. علينا أن نطرح أساليب جديدة للحد من هذه الظاهرة السكانية ليس لأنها تأكل فقط ثمار التنمية ولكن أيضا تأثيرها على التعليم والصحة والبيئة ومرافق الدولة.. لهذا يجب أن نبدأ مع القرى الأكثر إنجابا والتحاور معهم للحد من الإنجاب واقناعهم وتوفير وسائل حديثة لتنظيم الأسرة والخروج بما هو قائم إلى المشاريع الزراعية والصناعية الجديدة للاستفادة من هذا الكم والبدء فوراً بإنشاء المعاهد المتخصصة للتعليم الحرفى والفنى حتى المرحلة الثانوية الفنية بجميع تخصصاتها وأيضا يكون هناك مزايا للالتزام حتى نعود إلى النص المكتوب ونخرج بأقل الخسائر من هذه الأزمة.
