منذ بداية هجمة الاغتيالات الإسرائيلية على غزة لم تتوقف الجهود المصرية لوقف العدوان، وإنهاء القتال، حتى استطاعت بعد خمسة أيام أن تحقق الاتفاق على الهدنة التى فرضت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد، مع الالتزام بوقف استهداف المدنيين والأفراد وهدم المنازل. انتهت جولة صعبة من جولات الصراع المحتد الذى لن ينتهى إلا بنهاية الاحتلال وحصول شعب فلسطين على حقوقه المشروعة ودولته الوطنية المستقلة على كل الأرض الفلسطينيةالمحتلة فى 67 بما فيها القدس العربية. ورغم التفوق الكبير لآلة القتل الإسرائيلية فإنها لم تنجح فى تحقيق أهدافها من هذا العدوان الوحشى الذى ترك وراءه أكثر من ثلاثين شهيدا بينهم أطفال ونساء، والذى استهدف قيادات من تنظيم «الجهاد»، فى منازلهم وبين عائلاتهم فى انتهاك اعتادت عليه إسرائيل لكل القوانين الدولية. سيحاول «نتنياهو» تسويق ما حدث على أنه نجاح فى تحقيق ما كان مستهدفا منه. كان ذلك ممكنا فى اليومين الأولين من العدوان، وقبل أن ترد صواريخ المقاومة وتصل إلى حدود تل أبيب والقدس.. لكن الأمر اختلف بعد ذلك. ومع وقف إطلاق النار سوف تنطلق الأسئلة لتحاصر نتنياهو عن جدوى العدوان الوحشى باستثناء محاولة تحسين صورة نتنياهو لدى جماهيره والحفاظ على ائتلافه الحكومى مع زعماء عصابات اليمين المتطرف! كان العدوان يستهدف تأكيد الفصل بين الضفة المحتلةوغزة، وهو ما لم يتحقق. وكان العدوان يستهدف استعادة قوة الردع الإسرائيلية ومعها سلاح الاغتيالات. وقد انتهت الجولة والصواريخ الفلسطينية تصل لقلب إسرائيل، والقبة الحديدية تفشل فى مواجهتها مع شكوك فى أن تنظيم «الجهاد»، استطاع تعطيلها!! وانتهت الجولة بإقرار إسرائيل بالامتناع عن اغتيال الأفراد وهدم المنازل. وهو إقرار له معناه حتى لو انتهكته إسرائيل بعد ذلك. على الجانب الآخر.. هناك جهد فلسطينى لابد منه لكى تكون التضحيات المبذولة طريقا لفتح آفاق سياسية تستعيد الحق الفلسطينى، وتضع العالم أمام مسئوليته، وتكشف عار الصمت الدولى على جرائم إسرائيل. البعض سيحاول إغلاق الصفحة، وعلينا أن نبقيها مفتوحة حتى يدرك العالم كله أن القضية هى الاحتلال، وأن الصمت أو التواطؤ أو المعايير المزدوجة لن تمنع انتصار الحق الفلسطينى مهما كانت التضحيات.