يبدو أن توابع الحرب الروسية الأوكرانية، التي تدور رحاها حاليًا في الأراضي الأوكرانية، والتي دخلت عامها الثاني، ستستمر لأبعد فترة ممكنة، وستظل أشواكًا في طريق العلاقات بين روسياوأوكرانيا حتى بعد انتهاء الحرب بسنوات. ذلك الأمر أفضى به رئيس وزراء أوكرانيا، البلد الذي يرزخ تحت نار الحرب الروسية المستمرة في أراضيه، دون توقفٍ أو هوادة، ولا بوادر تهدئة تلوح في الأفق. لا مصالحة قبل 100 عام واعتبر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، أن المصالحة بين أوكرانياوروسيا لن تتم قبل 100 عام على الأقل، وذلك نقلًا عن موقع "روسيا اليوم". وقال شميجال: "لا للمصالحة والتعاون، ليس في ال100 عام المقبلة. يجب على روسيا أن تتغير أولًا، وأن تصبح ديمقراطية، وأن تكون منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة النووية"، وذلك حسب رأيه. وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الأوكراني رغم الجهود المتنامية في الآونة الأخيرة لوضع حدٍ للصراع الروسي الأوكراني والتوصل لاتفاق سلام بين الجانبين، مع دخول الصين على خط لعب دور الوسيط عبر دفع خطة تهدف برمتها إلى إنهاء الحرب. اقرأ أيضًا: الكرملين: موسكو تولي اهتمامًا كبيرًا للخطة الصينية بشأن أوكرانيا الدور الصيني لإنهاء الحرب وقالت ماو نينج، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم الاثنين 27 فبراير، إن بكين تحافظ على اتصالاتها مع جميع أطراف النزاع الأوكراني في ضوء اعتزام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لقاء نظيره الصيني شي جين بينج. وأوضحت ماو، في إفادة صحفية، أن "موقف الصين من الأزمة الأوكرانية ثابت وواضح، وهو قائم على تعزيز محادثات السلام وتعزيز حل سياسي للأزمة، نحن على اتصال مستمر مع الأطراف المعنية، بما في ذلك أوكرانيا". وفي وقت سابق، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، يوم الجمعة الماضي، مواصلة الاتحاد الأوروبي دعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا، بجانب دراسة المقترح الصيني حول إنهاء الصراع الدائر. وتتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية منذ نحو عام، منذ اندلاعها بدءًا من 24 فبراير من العام الماضي، حيث دخلت الحرب سنتها الثانية. وتشن القوات الروسية غارات متلاحقة على الأراضي الأوكرانية، وتحكم سيطرتها بشكل كامل على منطقتي لوجانسك ودونيتسك، بالإضافة إلى أحياء في العاصمة كييف ومدينة ميليتوبول، جنوب شرق أوكرانيا، كما أنها كانت تسيطر على مدينة خيرسون بشكل كامل قبل أن تنسحب منها مؤخرًا. وتقول روسيا إنها لا تريد "احتلال أوكرانيا"، وإنما تدخلت من "أجل حماية الأقليات، الذين كان يتعرضون للاضطهاد من قبل كييف"، حسب رأيها، وهي رواية ترفضها أوكرانيا. وفي 30 سبتمبر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام 4 مناطق أوكرانية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، وذلك بعد تنظيم استفتاءات في المناطق الأربع، في خطوة رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةوأوكرانيا الاعتداد بشرعيتها. والمناطق الأربع هي زابوروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك، وجميعها تقع شرق أوكرانيا. وقد صادق الدوما الروسي مطلع شهر أكتوبر المنصرم على انضمام الأقاليم للاتحاد الروسي. وبالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوباته العاشرة ضد روسيا، بفرض إجراءات مقيدة موجهة ضد أفراد وكيانات داعمة للحرب، وتنشر الدعاية أو تسلم طائرات مسيّرة تستخدمها روسيا في الحرب. ومنذ اندلاع الحرب، دأب الاتحاد الأوروبي على فرض العقوبات ضد موسكو، والتي وصلت في منتصف ديسمبر الماضي إلى حزمة العقوبات الأوروبية التاسعة ضد روسيا. ولم تعرف الحرب منذ اندلاعها توقفًا للقتال إلا في يوم 7 يناير الفائت، بمناسبة عيد الميلاد بالنسبة للشرقيين، حيث أوعز الرئيس الروسي لوزير دفاعه سيرجي شويجو بإصدار أوامر لوقف القتال ليوم ونصف اليوم، قبل أن تستأنف المعارك الحربية على الأرض مع انقضاء يوم عيد الميلاد.