إنه حقا سحر المغاربة المتمثل فى هذا الأداء الرجولى والحماسى والبطولى .. وليد امرابط لاعب الفريق يكثف علاجه وتأهيله حتى الساعات الأولى من يوم هذه المباراة التاريخية ليتحامل على نفسه ويشارك زملاءه أسود الأطلس فى هذه المناسبة الشاقة : إقصاء الماتادور من المونديال والصعود بالمغرب لأول مرة فى تاريخها وتاريخ كل العرب للدور ربع النهائى لكأس العالم .. وياله من إنجاز عملاق تصدر مانشيتات الصحف والمواقع العالمية وسالت معه دموع الإسبان على صفحات مواقعهم .. ولمن يتحدثون عن سحر المغاربة عليهم مراجعة شريط المباراة الشاقة ليدركوا حجم ما تحمله أسود الأطلس من ضغوط وهجوم مكثف بصمود رجولى وروح بطولية وتنظيم دفاعى يدرس من وليد الركراكى المدرب الشاب ( راتبه 60 ألف دولار فقط ) ثم تألق الأسود فى تسديد ضربات الترجيح وتفوق ياسين بونو ( بادو الزاكى الجديد) فى التصدى لركلات الإسبان .. إنه حقا سحر المغاربة الملفوف فى روح قتالية فولاذية وحماسة وطنية متدفقة وكفاءة لاعبين منتشرين فى أندية أوروبا ومناخ رياضى داخلى نظيف يحوى مشروعا لافتا لتطوير الكرة المغربية وصناعتها .. هذا هو سحر المغاربة الذى قادهم لتصدر مجموعتهم بالدور الأول للمونديال بعد التفوق على بلجيكا ثانى العالم تصنيفا والتى كانت ضمن المرشحين للمنافسة على لقب البطولة لكنها خرجت بعد عضة أسود الأطلس القاتلة. الفرحة للمغرب الشقيق كانت طاغية على مقاهى القاهرة وشوارعها وتابع الجميع مباراة الأسود مع الإسبان بتركيز ولهفة وعلى أعصابهم ثم كانت الفرحة الكبيرة .. والعجيب أن نتائج المونديال الاستثنائى فى الدور الأول جاءت مخالفة تماما للمنطق حتى أنها غيبت القواعد المنطقية تماما ، بما يفكرنا بالسؤال البسيط فى مسرحية مدرسة المشاغبين لما سألت مدرسة الفصل أبلة عفت (الفنانة سهير البابلى ) مرسى الزناتى ( سعيد صالح ). ما هو المنطق ؟ .. وظل مرسى الزناتى والأباصيرى فى حالة من الكوميديا والسخرية بحثا عن تعريف للمنطق .. وأنه يعنى أن الإنسان يقع ما يحطش منطق !! وفى هذه النسخة الاستثنائية من كأس العالم كان المنطق غائبا تماما فى مجموعات الدور الأول.. وخد عندك ست حالات لا منطقية فى المونديال : 1 فرنسا هزمت أستراليا وأستراليا هزمت تونس وتونس هزمت فرنسا !! 2 السعودية هزمت الأرجنتين والأرجنتين هزمت المكسيك والمكسيك هزمت السعودية !! 3- الإكوادور هزمت هولندا وهولندا هزمت السنغال والسنغال هزمت الإكوادور!! 4- اليابان هزمت ألمانيا وألمانيا هزمت كوستاريكا وكوستاريكا هزمت اليابان ! 5- البرتغال هزمت غانا وغانا هزمت كوريا وكوريا هزمت البرتغال! 6- البرازيل هزمت سويسرا وسويسرا هزمت الكاميرون والكاميرون هزمت البرازيل!! إنه حقا مونديال «أبلة عفت « بما شهده من النتائج والعجائب غير المنطقية. والتحية للمنتخب السنغالى الذى شرف أيضا الكرة الأفريقية مع الكاميرون وغاناوتونس وللأسقاء فى السعودية أصحاب الضربة الأولى فى البطولة التى هزوا بها ميسى ورفاقه .. أما التحية كل التحية فهى للأشقاء فى قطر على هذا التنظيم المشرف جدا لنسخة هى الأجمل فى تاريخ المونديال ..
