قبل أكثر من عشرين عاماً من ظهور السوشيال ميديا، تحدث فيلم الكيف عن ظاهرة التريند فى مصر، حين تكلم مزاجنجى الفنان«محمود عبد العزيز» فى أحد المشاهد مع أخيه الدكتور المثقف الفنان «يحيى الفخراني» بلغة غريبة عنه، ليكتفى الأخير بجملة «طول عمرك فالح فى الخيبة»، ليرد عليه مزاجنجي:« ما هى الخيبة هى اللى بتكسب دلوقتي، صدقنى عصر الشهادات والوظائف انتهى مابقاش يأكل عيش احنا فى عصر تفتيح المخ»، هذا السيناريو الذى رسمه الكاتب الراحل محمود أبو زيد، كان سابقا لعصره، فهذه الثقافة وفلسفة مزاجنجى فى الحياة أخشى أن تكون قد تسللت إلى أرواحنا، بتنا الوحيدين الذين نغرد خارج الكوكب،تفردنا وتميزنا فى استخدامنا لمنصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت التفاهة هى الشعار للمكسب السريع، فالبقاء للأغرب واللا منطقى واللامعقول فى عالم التريندات،أزعم إننى لا أرى أثناء متابعتى للتريندات حول العالم مثل ما يحدث فى مصر، خيبة وتفاهة وموجة من التسطيح الفكرى التى تصدره لنا تلك التريندات، فتحولت من شىء نسلط الضوء عليه، إلى انهيار ثقافي، السيكوباتية تغلب عليه، حتى الظهور الإعلامى المستنير واستقبال الضيوف فى القنوات من النوادر ، فالراقصون على التريند هم الآن نجوم المجتمع وصفوته.. وباتت الأفكار والمفاهيم التى تربينا عليها موضة قديمة عفى عليها الزمن. - الخلاصة: «ابتعدوا عن خطط السوشيال ميديا الممنهجة والمتلاحقة لتفكيك الأوطان، ولا تلتفتوا إلى الراقصين على التريندات خلال هذه الأيام، فقد نشهد فارقاً كبيراً فى الوعى والأخلاق». - فيسبوكيات: «الولاء المطلق يعنى انعدام الوعى».