الحشد الدولى الكبير من زعماء وقادة العالم المنتظر وجودهم فى شرم الشيخ، للمشاركة فى مؤتمر المناخ (كوب 27)، هو بالقطع أحد أكبر التجمعات لهؤلاء القادة فى مكان واحد، غير مبنى الأممالمتحدة (المنظمة الدولية)، التى يتجمعون بها عادة لحضور دورات انعقادها المهمة. هذا الحشد وذلك التجمع هو الأهم والأكثر تأثيرا فى مستقبل العالم، خلال السنوات القادمة قياسا على ما هو مطلوب منهم من قرارات واجراءات، لانقاذ كوكب الأرض من المصير المظلم الذى ينتظره، إذا ما استمرت سلوكيات دوله وشعوبه تسير على النحو الذى هى عليه الآن. ذلك قول لا مبالغة فيه وتلك كلمات ليست للاستهلاك المحلى أو إثارة المشاعر وجذب الانتباه، بل هى حقيقة مؤكدة يعلمها كل المتابعين للمتغيرات المناخية التى طرأت على كوكب الأرض، وشملت كل العالم وأثرت على جميع الدول والشعوب وباتت تهدد الجميع بأخطارها الواقعة واللاحقة أىضا. والمهمة الكبرى الملقاة على عاتق المؤتمر هى التوافق على خطة واضحة لمواجهة الخطر الأكبر المحيط بالعالم، فى ظل التقلبات الحادة فى الأحوال الجوية التى هى نتيجة مباشرة لتغير المناخ الناجم عن تلوث البيئة والاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة الأرض بكل ما تعنيه من أخطار وكوارث. والخطر الأكبر الذى يخشاه العالم حدث بالفعل وتداعياته أصبحت قائمة إذا لم يتم مواجهتها والتعامل معها والحد منها، حيث بدأت درجة حرارة الأرض فى الارتفاع وزادت بالفعل معدلات ذوبان الجليد فى القطب المتجمد، وبدأت مستويات المياه فى البحار والمحيطات فى الارتفاع، وأخذت فى ابتلاع أراضى بعض الدول وهو ما يعنى بدء غرق الأرض تدريجيا. وفى ظل ذلك فإن المطلوب من هذا الحشد من قادة العالم هو الاتفاق على انقاذ العالم، واتخاذ الاجراءات اللازمة لتخفيض الانبعاثات الحرارية وتدفق الغازات الكربونية، وخفض درجة حرارة الأرض والقضاء على الاحتباس الحرارى المسبب لها. وذلك يعنى توقف الدول الصناعية الكبرى عن الممارسات السلبية الضارة التى تقوم بها، والتى كانت ولا تزال لها الدور الأكبر فى تغير المناخ وتلوث البيئة وحدوث الكارثة. والمطلوب فى ذات الوقت من هذه الدول الكبرى مساعدة الدول النامية على مواجهة الأخطار المحدقة بها، نتيجة المتغيرات المناخية مثل الفيضانات والعواصف والتصحر والتلوث، سواء كانت هذه المساعدات علمية وتكنولوجية أو مادية واقتصادية، وتشجيع هذه الدول ومساعدتها فى اللجوء للطاقة النظيفة وتحقيق التنمية الاقتصادية. والسؤال الآن.. هل سيكون القادة على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم ويستطيعون إنقاذ العالم بالفعل؟! «وللحديث بقية»