واصلت الليرة التركية اليوم الخميس 9 يونيو الانهيار الذي تشهده منذ عدة أيام أمام الدولار الأمريكي. اقرأ أيضًا: الليرة التركية تسجل تراجعا جديدا امام الدولار الأمريكي وشهدت العملة التركية انخفاض جديد حيث وصل سعر الصرف إلى 17.2 مقابل الدولار مقتربة من أدنى سعر لها العام الماضي. سجلت الليرة التركية أس الأربعاء 8 يونيو، لليوم السادس على التوالي، انخفاضا ملحوظا، لتصل إلى 17 ليرة للدولار الواحد للمرة الأولى منذ أزمة العام الماضي، بحسب ما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال، مما زاد من تآكل القوة الشرائية للمستهلكين والشركات التركية. أشارت الصحيفة الأمريكية الي أن ارتفاع تكلفة الغذاء والرعاية الطبية والطاقة والضروريات الأخرى، دفع ملايين المواطنين الأتراك إلى الاقتراب من الفقر واستنزاف دعم الحكومة في الشارع التركي. تكافح تركيا لأشهر لدعم اقتصادها من خلال ضخ مليارات الدولارات لدعم عملتها، إلا أن هذه الإجراءات تفقد زخمها ، مما يؤدي إلى تشديد الضغط الاقتصادي على الحكومة التركية. أدى الغزو الروسي لأوكرانيا، والضغوط التضخمية العالمية، وارتفاع الدولار، إلى تفاقم مشاكل تركيا، حيث أدت الظروف إلى تفاقم الأزمة المحلية التي بدأت العام الماضي بعد أن ضغطت الإدارة التركية على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم. أعلنت وكالة الإحصاء التركية ، الجمعة الماضي، إن التضخم في تركيا ارتفع في مايو إلى ما يقرب من 75٪، مما يشير الي أن المعدل حاليًا هو الأعلى بين أي دولة في مجموعة العشرين، والسادس الأعلى في العالم، خلف دول مثل سوريا التي لا تزال في خضم حرب أهلية، وفنزويلا. كان قد اُجبر البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة أربع مرات متتالية في أواخر عام 2021. لكن مع ارتفاع التضخم، عاد انزلاق الليرة في الارتفاع مرة أخري خلال الأسابيع الأخيرة، حيث فقد أكثر من 20٪ من قيمته منذ بداية العام. تظهر بيانات البنك المركزي التي استعرضتها صحيفة وول ستريت جورنال أن البنك قد باع على الأرجح 24 مليار دولار من العملات الأجنبية من يناير إلى مارس من هذا العام، في محاولة منه للتكيف مع انخفاض قيمة العملة من خلال إنفاق الدولارات المتضائلة الموجودة تحت تصرفه للتدخل في أسواق العملات لدعم الليرة. أدت الأزمة الأخيرة إلى انهيار مستويات المعيشة للطبقة المتوسطة الواسعة في تركيا والتي توسعت خلال العقدين الماضيان.
