على الرغم من انه لم يكمل حتى شهره الأول فى البيت الابيض بعد، الّا أن عدم محادثة الرئيس الامريكى جو بايدن لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو حتى اليوم أصبحت مسار قلق فى الداخل الاسرائيلى، ولدى بعض الدوائر السياسية فى الداخل الامريكى. ليس فقط لمخالفة ذلك لعادة الرؤساء الأمريكيين ولكن لأن بايدن اتصل بالفعل بزعماء 10 دول مختلفة منذ توليه المنصب فى 20 يناير، بما فى ذلك حلفاء امريكا القدامى كالمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا. من هنا باتت «المكالمة المعلقة» محل الكثير من التساؤل والتحليلات بل وحتى السخرية، حيث قام سفير إسرائيل السابق لدى الأممالمتحدة دانى دانون بنشر رقم هاتف نتنياهو فى تغريدة على تويتر، مناشدا الرئيس الأمريكى الاتصال به. كذلك أصبحت المكالمة المنتظرة سؤالا متكررا فى الاحاطات الاعلامية للمتحدثة باسم البيت الابيض، والتى عادة ما ترد عليها باجابة مبهمة :»الرئيس يتطلع للتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى أقرب وقت». اما التحليلات التى انطلقت فى هذا الاطار فتنوعت.البعض رأى ان بايدن يرد لنتنياهو تأخره لساعات عن تهنئته بالفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، فى وقت كان عدد كبير من قادة العالم قد سبقه إلى التهنئة. البعض الآخر رأى فى هذا علامة على عدم تعجل الرئيس بايدن الخوض فى الملف الإسرائيلى - الفلسطينى الشائك. رأى ثالث يرى ان بايدن يرسل لنتنياهو رسالة واضحة مفادها أنه لن يسير على خطى سلفه دونالد ترمب الذى بالغ فى خطب الود الاسرائيلى وقدم لهم « هدايا مجانية» غير مسبوقة، دعمت نتنياهو فى البقاء فى منصبه وكانت سبباً فى صموده امام العواصف العاتية التى كادت تطيح بمستقبله السياسى.هذاجعل البعض يفسر تأخر المكالمة التقليدية على انه احجام متعمد من بايدن فى تقديم اى نوع من الدعم لنتنياهو فى المعركة الانتخابية القادمة.. اياً كانت الأسباب، هذه المكالمة قادمة لامحالة،وتأخرها لا يعكس بأى حال توقف أمريكا عن دعم اسرائيل. قد تتغير الوجوه وتتبدل الأشخاص وتتسارع السياسات أو تتباطأ، لكن تظل العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية كالزواج الكاثوليكى لاطلاق فيه.