اليوم.. هو اليوم المشهود فى الولاياتالمتحدةالأمريكية كلها، ابتداء من الساحل الشمالى الشرقى حيث "نيويورك" وصولا إلى الساحل الغربى حيث "كاليفورنيا"، مرورا على كل الولايات الخمسين التى تشملها القارة الأمريكية. ففى هذا اليوم.. من المقرر طبقا للدستور الأمريكى أن تنتهى رسميا ولاية الرئيس ترامب، الذى خسر الانتخابات لتجديد ولايته فى نوفمبر الماضى، وتبدأ ولاية الرئيس الجديد "جو بايدن" الذى فاز فى الانتخابات بعد معركة شرسة مليئة بالعجائب والغرائب. وهذا يعنى أن يودع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب رسميا، المنصب الرئاسى الذى دام أربع سنوات طوال، مليئة بالمتناقضات والمشاكل والطرائف والتقلبات، التى لم يسبق أن شهدت أمريكا مثيلا لها من جانب أحد الرؤساء السابقين له. وعلى الرغم من كل ذلك، أصبح ترامب وسيظل مدونا فى سجلات التاريخ، بوصفه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية، شاء البعض أم أبى، وخاصة قيادات الحزب الديمقراطى الأمريكى. وسيظل أيضا أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل ولفتا للانتباه، وموضعا للتساؤل حول ما إذا كان ظاهرة طارئة على الساحة السياسية الأمريكية، أم انه بمثابة المتغير الأكثر عمقا من ذلك. واليوم أيضا.. وفى لحظة انتهاء ولاية ترامب، من المقرر أن تبدأ الولاية الرسمية للرئيس ∀جو بايدن∀ بحفل التنصيب الرسمى له، بوصفه الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، وهو الحفل الذى أعلن ترامب انه لن يحضره، نظرا لكونه مازال غير معترف بفوز بايدن، بل يؤكد انه قام بسرقة وتزوير الانتخابات، وان الفائز الحقيقى هو ترامب وليس بايدن. ونقول من المقرر واضعين فى اعتبارنا حالة القلق والتوتر والترقب، والاستنفار الأمنى غير المعتادة فى العاصمة الأمريكية، تخوفا وتحسبا من وقوع أعمال عنف تهدد أو تعوق مراسم حفل التنصيب للرئيس الجديد، من أنصار الرئيس المنتهية ولايته.
