لا تزال إسرائيل تغرق في مستنقع أزمة حكومتها السياسية، التي لم تجد مسكن للآلام بعد، رغم مرور عامين على تفجر الأزمة، فاستدعى ذلك اللجوء لانتخابات رابعة في ظرف سنتين، لعلها تأتي بنتائج أكثر وضوحًا مما جاء به في الثلاثة استحقاقات السابقة. وأُعلن مع انقضاء، أول أمس الثلاثاء، حل الكنيست الإسرائيلي، لتتوجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة جديدة بعد ثلاثة أشهر من الآن في 23 مارس المقبل. وعرف المشهد السياسي الإسرائيلي، تغييرات كبيرة، بدأت بالصعود الواضح لحزب "أمل جديد" الوليد بزعامة جدعون ساعر، المنشق عن حزب "الليكود"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأظهرت استطلاعات الرأي تراجعًا لحزب الليكود، رغم احتفاظه بالأكثرية، إلى جانب تضاؤل فرص حزب "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة بيني جانتس، الذي كان شريكًا لنتنياهو في الائتلاف الحاكم، الذي انهار مؤخرًا. استطلاع «كان» وأجرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، قبيل حل الكنيست بيومٍ واحدٍ، استطلاعًا للرأي خلصات منه، أنه لو جرت الانتخابات في ذلك اليوم، فستكون الأسبقية لحزب "الليكود" ب28 مقعدًا في الكنيست، فيما سيأتي حزب "أمل جديد" ثانيًا ب20 مقعدًا. وفي المركز الثالث، سيأتي تحالف يمينا بزعامة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت ب15 مقعدًا، ثم حزب "ييش عتيد"، بزعامة يائير لابيد ب13 مقعدًا. وتأتي بعد ذلك، القائمة العربية المشتركة رابعةً ب11 مقعدًا، ثم حزب "شاس" اليميني ب8 مقاعد، ثم حزب يهودية التوارة ب7 مقاعد، وأخيرًا أحزاب "أزرق أبيض" و"ميرتس" و"إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدرو ليبرمان بستة مقاعد. أول استطلاع بعد الحل أما أول استطلاع جرى بعد حل الكنيست، أجرته، بانيل بوليتيكس، ونُشر على إذاعة 103FM، وجد أن حزب الليكود سيحظى ب28 مقعدًا، يليه حزب أمل جديد ب18 مقعدًا، ثم "ييش عتيد" ب15 مقعدًا، ثم تحالف يمينا ب14 مقعدًا، ثم القائمة العربية المشتركة ب11 مقعدًا. ويأتي بعد ذلك حزب شاس ب8 مقاعد، وكذلك يهودية التوارة، ثم حزب إسرائيل بيتنا ب7 مقاعد، ثم ميرتس بستة مقاعد، وأخيرًا أزرق أبيض بخمسة مقاعد فقط. وفيما يتعلق بتوزيعات الكتل، فستكون كتلة اليمين مع الحريديم 58 مقعدًا، ثم كتلة اليسار والوسط ب37 مقعدًا، أما حزبا جدعون ساعر وليبرمان، فسيكون لهما 25 مقعدًا. ويلزم للتحالف الفائز بالانتخابات أن يحظى بدعم 61 نائبًا في الكنيست من أصل 120 نائبًا (نسبة ال"50%+1")، كي يتمكن من تشكيل الحكومة، وهو الأمر الذي صعب الوصول إليه في انتخابات أبريل وسبتمبر 2019، وتم الوصول إليه بالكاد بعد انتخابات مارس الماضي. اقرأ أيضًا: الانتخابات الإسرائيلية «الرابعة».. هل يُطرد نتنياهو من شارع بلفور؟