أخشى أن يؤدى ارتفاع سعر لقاح الأنفلونزا إلى انصراف الناس عنه، رغم أهميته القصوى هذا الموسم بالذات، سعر اللقاح ارتفع هذا العام إلى 170 جنيها، بالإضافة إلى عشرة جنيهات خدمة التطعيم، بينما كان فى العام الماضى لا يتجاوز 65 جنيها، وهو ما يجعله بالفعل غير مناسب لفئات كثيرة. وفى هذا الإطار تلقيت رسالة من د.مصطفى أورخان مؤسس مركز الصحة العالمية للإنفلونزا بهيئة المصل واللقاح، والذى رغم خروجه للمعاش منذ سنوات لايزال متابعا ومهموما بكل ما يخص عمله. يقول د.أورخان فى رسالته: أرسل لسيادتكم هذه الرسالة بخصوص رفع سعر لقاح الإنفلونزا إلى 170 جنيها مع رسوم تطعيم 10 جنيهات ليصل سعر الجرعة إلى 180 جنيها وتبرير ذلك أن لقاح الإنفلونزا هذا الموسم رباعى وليس ثلاثيا مثل كل عام. والحقيقة أن كلا اللقاحين الرباعى والثلاثى يضم سلالتين من النوع «أ» وهى السلالة الأهم والأقوى، بينما يزيد الرباعى بسلالة من النوع «ب» وهى أخف من «أ» وبالتالى لا يوجد ما يبرر فرق السعر الكبير بين اللقاحين، كما أن لقاح الإنفلونزا سواء ثلاثيا أو رباعيا لن يحمى من كورونا، ومن يحصل على التطعيم لابد أن يستمر فى ارتداء الكمامة وغسيل الأيدى والتباعد، وهى إجراءات مهمة تحميه ليس فقط من كورونا بل أيضا من الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى، بل والبكتريا التنفسية أيضا، ولذلك فلا يوجد ما يبرر المغالاة فى رفع سعر لقاح الإنفلونزا الرباعى ليصل إلى 180 جنيها شاملة خدمة التطعيم، بما يعنى أن عائلة من أربعة أفراد تتحمل 720 جنيها وخمسة أفراد 900 جنيه. صحيح أن مصطفى محمدى مدير مركز التطعيمات القومى بالمصل واللقاح، يؤكد أن سعر لقاح الإنفلونزا الموسمية لم يرتفع هذا العام ولكن اللقاح الثلاثى الذى كان متوفرا العام الماضى ليس موجودا هذا العام، والمتوفر حاليًا هو اللقاح الرباعي، الذى جرى تسجيله فقط هذا العام فى مصر، وجرى تسعيره من إدارة التسعير بوزارة الصحة. أضم صوتى لصوت د.مصطفى أورخان، وأتمنى التوسع فى توفير اللقاح مجانا لبعض الفئات، أو إعادة النظر فى تسعيره لضمان الإقبال عليه فى هذا الموسم الذى نستعد له بكل القلق.
