أكد الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة على أهمية مبادرة "اتكلم مصري"، التي أطلقتها اليوم الخميس السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بحضور وزير الإعلام الدكتور أسامة هيكل، نظرا لأنها تأتي دعما لجهود ربط الأطفال بالخارج ولتعزيز انتمائهم وهويتهم. وفِي كلمته ضمن فعالية الإطلاق الرسمي لمبادرة "اتكلم مصري"، قال الدكتور هشام عزمي - إن الدولة المصرية عملت من خلال وزارة الهجرة بالاهتمام بالمصريين بالخارج، مشيرًا إلى أن أبناء الجيل الأول هم من حافظوا على الكثير من هويتهم، وبمرور الوقت وظهور الجيلين الثاني والثالث بدأ ظهور المشكلة بسبب الابتعاد عن اللغة العربية في التواصل مع المجتمعات التي يعيشون بها. ولفت إلى أنه من ضمن الأسباب أيضا هو التقليل من شأن متحدث هذه اللغة ما أدى إلى إهمالها، وللأسف إن اللغة العربية لا تحظى بالاهتمام بالغرب، مضيفا أن الهجرة تمثل بُعدا حضاريا في كل زمان، وإنه على الجانب الآخر تعرض المهاجرون لاختلال ركن من أركان هويتهم، وهو أن تتبدل ألسنتهم الأصلية باللغات الأخرى، والجميع يعلم أن المصري المقيم في الخارج له دور بارز في المجتمعات التي يعملون فيها وبينهم قامات يشار إليهم بالبنان. كما أوضح عزمي، أن تعزيز الهوية الثقافية لا تتعارض مع الانفتاح على الآخر، ونحن الآن نحتاج إلى العمل الجاد لترسيخ الانتماء بداخل النشء في الخارج، وتعريف أن الهوية المصرية تلعب اللغة فيها دورا فاعلا في تراثها وتعزيز روح الولاء والانتماء. وذكر أن التراث الثقافي هو الذاكرة الحية لكل من الفرد والمجتمع وهي لا تنتج بدون اللغة، فإن اللغة العربية هي الوعاء الحاوي للهوية الثقافية ويجب الحفاظ عليها وتعلمها هو الوسيلة الوحيدة لربط المصريين بالخارج بهويتهم المصرية حتى يلموا بحقيقة الأمور عن وطنهم، كما يستطيع الطفل عن طريق اللغة أن يرتبط بوطنه وتجعله قادرا على قراءة الأدب في وطنه وسيظل الطفل المغترب حتى يتعلم لغة وطنه هش الهوية إلى أن يتعلم اللغة العربية. وأعرب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، عن سعادته للمشاركة في الفعالية، موجها الشكر للسفيرة نبيلة مكرم، على كل جهودها في هذا الملف، كما نقل إلى الحضور تحيات الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة. يذكر أن مبادرة "اتكلم مصري" تستهدف ترسيخ مفهوم الهوية المصرية في أبناء مصر بالخارج من خلال تعليم اللغة العربية بشكلها المصري البسيط، للأجيال الناشئة من المصريين بالخارج، ويتم العمل خلالها على تقديم محتوى بسيط يتناسب مع هذه الفئة العمرية، في شكله ومضمونه بالاعتماد على نشر الكلمات العربية الشائعة، وتعليم أحرف اللغة العربية كذلك عمليات الدمج بين هذه الأحرف كي نصل لمرحلة تكوين الكلمة، من خلال أنشطة تفاعلية للأطفال ويشارك فيها أعضاء الأسرة، إضافة إلى خلق قصص وأغان وفيديوهات تتضمن هذا المحتوى. حضر أيضا حفل إطلاق المبادرة لفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين وكتاب الرأي والفنان محمد صبحي ضيف شرف المبادرة .
