وصلت إيطاليا إلى ما يبدو طريق مسدود فيما يخص حربها مع وباء فيروس كورونا الذي قتل حتى الآن ما يفوق 90 ألف شخص حول العالم من بينهم 17 ألف شخص في إيطاليا فقط. ووفقًا لما نشرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية أن البلاد يسودها حالة من الإحباط بعدما أعلن اتحاد الأطباء الإيطاليين عن وفاة 100 طبيب نتيجة فيروس كورونا، وأن العدد من المتوقع أن يزيد أكثر خلال الأيام القادمة. وأضافت الصحيفة أن من بين هؤلاء الأطباء عدد من المتطوعين، الذين خرجوا على المعاش، لكنهم عادوا بكامل إرادتهم للمساعدة في الحرب على الفيروس ومساعدة المصابين. وأوضحت الصحيفة انه إلى جانب الأطباء، قتل الفيروس حوالي 30 ممرضة وعامل في النظام الصحي بإيطاليا. ووفقًا لآخر إحصائيات صادرة عن المعهد الإيطالي العالي للصحة فإن الفيروس التاجي أصاب حوالي 13.121 شخص من العاملين في المجال الطبي بإيطاليا منذ بداية الأزمة، إلا إن هذه الإصابات جعلت المزيد يتطوعون للمشاركة في مواجهة المرض وفقًا للصحيفة البريطانية، حيث وصل إجمالي المتطوعين على 8 آلاف شخص. وقدر المعهد أن 10% من إجمالي إصابات إيطاليا تقع بين العاملين في المجال الصحي. وكانت ممرضتين إيطاليتين قد أقدمتا على الانتحار بعد علمهما بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد، بينهما ممرضة تدعى دانيلا تريز، حيث نشرت نيويورك بوست الأمريكية نهاية مارس الماضي البيان الذي أصدره الاتحاد الوطني للممرضات في إيطاليا ناعيًا تريز. ووصف البيان حادثة انتحار تريز ب"المفجعة"، موضحًا أنه بالإضافة للضغط النفسي الذي كانت تتحمله يوميًا بعملها في غرفة العناية المركزة بمستشفى سان جيراردو في مدينة مونزا، والتي تعتبر واحدة من أكثر المدن الإيطالية تضررا بالفيروس، شعرت دانيلا والتي تبلغ من العمر 34 عاما ببعض الإعياء، ثم ظهرت عليها أعراض الفيروس تباعًا، وبعد تأكدها من حملها لمرض كوفيد-19، شعرت أنها قد تكون خطرا على كل من حولها، وأنها بتنقلها بين المرضى والعاملين في المستشفى تساهم في نشر الفيروس، فقررت الانتحار.
