نظم قسم الصدر بكلية طب قصر العيني، الجمعة 6 مارس، مؤتمرا لرفع التوعية بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وعلاقته بالأمراض المختلفة لاكتشافه مبكرا، وعلاجه بشكل فعال برعاية إحدى شركات الأدوية العالمية، وبالرئاسة الشرفية للبروفيسور المصري العالمي في جراحة القلب مجدي يعقوب. وأكد الأطباء المتخصصون أن النهجان الشديد، وزيادة ضربات القلب، والإغماء رغم أنها أعراض مشتركة للإصابة بأمراض صدرية كثيرة إلا أنها قد تشكل أعراض للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لدى السيدات في عمر الثلاثينات والأربعينات نظرا لأنهن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال، فيما يتوجب في هذه الحالة إجراء أشعة تليفزيونية على القلب، والتوجه إلى المراكز المتخصصة في ارتفاع ضغط الشريان الرئوي. وشدد الأطباء على ضرورة أن يقوم مرضى الذئبة الحمراء، وتيبس الجلد، والعيوب الخلقية بالقلب، أو أمراض الكبد وتليفه، بإجراء متابعة دورية للتأكد من عدم إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي. وقال البروفيسور جراح القلب العالمي مجدي يعقوب والرئيس الشرفي للمؤتمر إن الأبحاث الحديثة تظهر أن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي سبب رئيسي للوفاة، والإعاقة على مستوى العالم، وهو أكثر انتشار في دول العالم النامية بما فيها مصر. وأشار مجدي يعقوب إلى أن تطورات المرض سيئة في حالة تأخر اكتشافه وعدم علاجه مبكرا، لافتا إلى أن هذا المؤتمر من الجهود المرحب بها لردع هذا المرض القاتل ويعد سبيلا في إنقاذ حياة المرضي وتحسين جودة الحياة لكثير من المصريين. وقال أستاذ الأمراض الصدرية كلية طب قصر العيني ووزير الصحة السابق د.أشرف حاتم، إن مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي عرف منذ زمن بعيد ولكن كان تشخيصه دائما مرتبطا بأمراض أخرى تتعلق بالجهاز التنفسي، والقلب، كما كان للبلهارسيا دور في الإصابة به أيضا، واقتصر الأطباء في تشخيصهم للمرض على هذا النحو. وأضاف د.أشرف حاتم، أنه خلال 10 سنوات مضت أصبح هناك تخصص لارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وذلك بعد اكتشاف أن المرض قد ينتج من خلل في الشريان نفسه، أو بدون سبب، مشيرا إلى أن نسبة المرضى أصبحت بالآلف حاليا بعد تشخصيهم من خلال قسطرة القلب من الناحية اليمنى، وفحص الموجات الصوتية، مؤكدا أن اكتشافه مبكرا يجعل من علاجه والتحكم في أعراضه أمرا يسيرا، مما يجعل المريض يعيش حياة طبيعية، لافتا إلى أن اكتشافه متأخرا يعني ضرورة زرع قلب ورئة للمريض. ومن جانبه أكد أستاذ الأمراض الصدرية كلية طب قصر العيني د.مدحت عبد الخالق، أن مشكلة هذا المرض تتمثل لفي عدم وجود أعراض خاصة به، وتشابهها مع جميع أعراض الأمراض الصدرية، ومن بينها النهجان، والكحة، والشعور بالتعب والإرهاق؛ ولذلك يتأخر تشخيصه، مما يؤدي إلى صعوبة العلاج، معلنا أن 70٪ من الحالات تشخص متأخرة في المرحلة الثالثة والرابعة. وأوضح أستاذ أمراض الصدر كلية طب قصر العيني ومدير وحدة ارتفاع ضغط الشريان الرئوي د.يوسف أمين، أنه ولأول مرة يعقد مؤتمر عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وعلاقته بالتخصصات المتعدد في الطب، بحيث يتم تشخيص المريض من كل الجوانب وخاصة تخصص الكبد والأمراض المناعية، مما يترتب عليه توجيه التخصصات الأخرى للعلاج في نفس الاتجاه. وقال إن دراسة أجرتها كلية طب قصر العيني، أظهرت نتائجها 20٪ من المرضى بارتفاع ضغط الشريان الرئوي مجهولي السبب، والمصاحب لأمراض الكبد، والبلهارسيا، وجلطات الرئة المتكررة. وأشارت أستاذة الأمراض الصدرية كلية طب قصر العيني د.ريم القرشي، إلى أن الدراسات الحديثة حول المرض أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة بين السيدات في عمر الثلاثين والأربعين بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وأن أمراض الذئبة الحمراء، وتيبس الجلد، ومرضى العيوب الخلقية بالقلب، أو مرضى الكبد وتليفاته لابد من متابعتهم كل فترة للتأكد من عدم إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي. وعن أساليب العلاج المتوفرة عالميا ومحليا، أوضحت د.ريم القرشي أن معظمها دوائية فيما عدا مجموعة واحدة وهي ارتفاع ضغط الشريان الرئوي الناتج عن جلطات متكررة حيث يمكن علاجها جراحيا أو في مجموعات أخرى يمكن علاجها تداخليا بقسطرة الشريان الرئوي، أما المجموعات غير معلومة السبب، والكبد فيعتمد علاجهم على الأدوية. وعلى صعيد آخر أوضح المدير التنفيذي للشركة الراعية د. رامز محسن، أن الاهتمام بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، والأمراض النادرة، يأتي مواكبا لمبادئ والتزام الشركة بتوفير أحدث العلاجات المبنية على البحث العلمي، والتطوير للمرضى. وأضاف أن الشركة تقوم بدعم ورعاية العديد من الأنشطة لرفع الوعي عن المرض وزيادة كفاءة مقدمي الخدمات الطبية لتحسين معدلات الكشف المبكر، والتشخيص، والمتابعة، وتوفير أحدث العلاجات المتاحة، فيما تسعى الشركة لبناء شراكات مع مختلف الجهات المعنية لخدمة المرضي من أجل تحسين مستوى الخدمة المقدمة.