باسم الأخوة الإنسانية، ومن على متن طائرة فوق السحاب بين القاهرة وأبوظبي، منحت الشابة المصرية «ياسمين» وجهًا مختلفًا للصينيين والذي يقابلونه من شعوب العالم، منذ ظهور فيروس كورونا. ياسمين عبيد، شابة مصرية وقع عليها الاختيار للمشاركة في مؤتمر التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية بالإمارات، لكنها اكتشفت أن رحلتها على متن طائرة تحمل ركاباً صينيين وأن «اللغة الصينية» تسيطر على هواء الطائرة من المقدمة حتى مؤخرتها. لكن مع التزامها التام بكافة التعليمات الخاصة بالوقاية من الفيروسات، صعدت ياسمين مرتدية كمامتها خاصة مع تحذيرات من انتشار فيروس كورونا في عدد من الدول أبرزها الصين. ولا يخفى على أي شخص أن الخوف والفزع زحفا إلى قلوب شعوب العالم، ليصبح الحذر من وجود صينيين ربما يكونوا مصابين بالفيروس القاتل أمرًا ملحوظًا؛ غير أن الوضع مع الشابة المصرية كان مختلفًا. وضعت ياسمين الإنسانية فوق كل اعتبار، وطبقت بحرفية المعنى الحقيقي للأخوة التي لا يخلو خطابًا لشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب منها، فبدأت كعادة المصريين «خلق جو من المرح وتخفيف توتر البعض». فتحت الشابة المصرية الكاميرا على وضعية «السيلفي»، وقررت التقاط صور كوميدية للاحتفاظ بها كذكرى، إلا أنها عندما وجدت رجلا صينيا ينظر إلى العدسة، قررت أن تستمد روح الأخوة الإنسانية ووتعامل وفقا لمبادئها، فانتظرت حتى نظر وابتسمت له فضحك هو الآخر مستشعرا بالراحة لأنها لم تنفر منه كغيرها. وتروي ياسمين هذا الموقف بكلمات دقيقة؛ حيث تقول: «بعد أن سلمت على الرجل وشكرته على التقاط الصور معها، شكرني بدوره مرددا: «أنتِ الوحيدة التي لم تتعامل معنا على أننا فيروسات». وفي هذه اللحظة بدا إحساسا مختلطا بين الفرحة والحزن تملك ياسمين، خصوصا عندما علق الصيني عما يتعرضون له، قائلا: « الشعب الصيني يعامل بنظرات مؤلمة ونعاني من العنصرية والتنمر في كل مكان، رغم أن نسبة المصابين بالمرض لا تتعدى 1٪ من عدد سكان الصين». ابتسمت ياسمين عبيد للرجل الذي أخرج منها أجمل ما فيها وهو «الإنسانية»، مرة أخرى، قائلة: «الشعب المصري معروف بالدم الخفيف وبيهزر في كل حاجة حتى في المصايب»، معتذرة له عن أي تصرف بدر عن أي شخص واعتذرت له في الرحلة وودعته.
