يحل اليوم الخميس، عيد استشهاد القديس مار بطلان الطبيب الذي ولد في بلدة تعميدون، من أب وثنى اسمه أسطوخيوس، وأم مسيحية تدعى أونالة. وتعلم «القديس مار» مهنة الطب وكان بالقرب من منزلهم قس فكان كلما عبر بطلان أمامه، يتأمل اعتدال قوامه وكمال عقله وكثرة علمه، ويتحسر عليه لبعده عن الله، وكان يطلب من الله في صلاته أن يهديه ويرشده إلى طريق الخلاص. وتعلم مبادئ المسيحية علي يديك ففرح بذلك وصار يحادثه كلما اجتاز به إلى أن تمكنت عري المودة بينهما، فعرفه القس فساد عبادة الأصنام وبين له شرف ديانة السيد المسيح وأفضلية حياة تابعيها، وأن الذين يؤمنون بالمسيح تجري علي أيديهم آيات وعجائب فلما سمع بطلان الطبيب فرح واشتهي أن يعمله ليكمل له قصده في الطب ففي أحد الأيام لدغت حية إنسانا وظلت قائمة تحته. ولما تنيح أبوه حرر عبيده ووزع كل ماله علي المساكين وصار يداوي المرضي بدون أجر ويطلب منهم الإيمان بالمسيح، فحسده الأطباء وسعوا به وبالقس وبجماعة كثيرة كانوا قد آمنوا لدى الملك. فاستحضرهم وهددهم بالتعذيب ان لم يكفروا بالسيد المسيح. وتعرض القديس الي العديد من التعذيب وتم قطع راْسه ونال إكليل الشهادة .