«ملناش في الصندوق دا» .. بكلمات تمتزج بالحقد والشر وقلب انعدم منه الرحمة والإنسانية، في لحظة صمت خيمت على المكان، ومشهد لم يستغرق أكثر من 10 دقائق، نظر المتهم يمين ويسار فلم يجد أحد، فبدأ في قذف الكاهن بوابل من الشتائم، حتى أيقن من عدم وجود مار في الطريق، وذهب مسرعا وانهال عليه حتى تسبب في مصرعه. انتقلت « بوابة أخبار اليوم »، إلي مكان الحادث، بمنطقة مؤسسة الزكاة بجوار مدينة السلام، لمعرفة أسباب الواقعة وكشف ملابسات الحادث من خلال شهود العيان وصاحب ورشة حديد التسليح التي كانت شاهدة على مقتل القمص سمعان. القساوسة دائمين التردد على المنطقة فيقول أيمن فكري، صاحب ورشة الحديد التي قتل فيه القمص، إن في صباح يوم الواقعة حضر كاهنين إلي المنطقة لجمع التبرعات من سكان المنطقة نظرا لأن غالبية المواطنين بمؤسسة الزكاة من الأقباط لافتا إلي أن كل أسبوع يحضر قساوسة بشكل يتم تنظيمه بين الكنائس من كل محافظات مصر خاصة الشرقية وبني سويف والمنيا لجمع التبرعات لبناء الكنائس ومساعدة الأقباط الفقراء. هاتف محمول تسبب في مقتل القمص فيروي فكري في يوم الواقعة، حضر اثنين من القساوسة إلي الورشة، لأخذ التبرعات في صندوق أسود وبصحبتهم سائق، وسرعان ما انصرفوا، لكن فوجئت بالهاتف المحمول لأحدهما قد تركه، فتصلت به لكي يأتي ويأخذه، فما كان من القمص سمعان سوي أن أستوقف السيارة ونزل منها مسرعا لكي يحضر هاتفه المحمول، وكانت المفاجأة بأن جاء القمص إلي الورشة غارقا في دمائه ويجري ورائه أحد الأشخاص حتى سدد إليه ضربة بسكنية كبيرة تشبه "الساطور" أنهت حياة القمص. لحظة القبض على الجاني في سياق متصل، صرح "نادر.ع"، أحد العمال، بأن المتهم بمجرد ضرب القمص بدأ يهدد الجميع بأن من يقترب منه سوف يقتله، فما كان من المواطنين سوي أن أفسحوا إليه الطريق، فلم يستطيع أن يسير أكثر من 500 مترا حتى استطعت وبرفقتي أحد العمال يدعي علي، يعمل في تغير الزيت للسيارات، بالمسك به وإجباره على ترك السلاح. وأشار نادر إلي أن الواقعة ليست بهدف الفتنة أو قتل الأقباط كما يتم تداوله في وسائل الأعلام، فلو كان يريد الجاني ذلك فهناك كنسيتين بالجوار فكان يستطيع أن يفعل فعلته بل الجريمة ارتكبت بسبب مشادة بينهم وليست أيضا بدافع السرقة. الجاني غريب عن المنطقة تابع عماد خلف سائق بالورشة الحديد، أن الجاني لو كان هدفه السرقة، كان قتل السائق والقمص الثاني الذي برفقتهما الصندوق الذي يجمع التبرعات مشيرا إلي أن المتهم لم نراه من قبل في المنطقة. بينما روي سعيد موسي، عامل المنشار بالورشة، كنت أعمل من داخل الورشة، وفاجأه سمعت صراخ وعويل من الخارج فحسبت أنها مشاجرة بين المحاسب وأحد الزبائن، لكن ما اشتداد الصراخ تركت عملي وذهبت لأراه ما يحدث.. فرأيت القمص سمعان ملقي على الأرض وسط دماء تسيل في كل الأنحاء. خايفين من النزول ليطلع شبح القمص واستطردت أم محمد أحد سكان المنطقة، أن لحظة قتل القمص والقبض على المتهم لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، استيقظ عليها كل سكان المنطقة وتجمع الأهالي حول مشهد يدمع له القلب مشيرة إلي أن الجاني يسكن بالقرب من المنطقة ناحية مدينة السلام على بعد كيلو من الحادث لكنه غريب على المنطقة. وتابعت « بعد الحادث.. بقينا خايفين من النزول ليطلع شبح القمص في المكان، فلا يوجد إنارة ومن بعد 7 لا يستطيع أحد النزول». المتهم يواجه عقوبة الإعدام في سياق متصل، قال المستشار خالد القوشي الخبير القانوني، إن المتهم بقتل القمص سمعان شحاتة، بمنطقة المرج، سوف يوجه إليه تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد لافتا إلي أن المتهم قد عزم النية وإحضار الأداء المستخدمة "الساطور" لقتل المجني عليه. وأشار القوشي في تصريحات خاصة ل«بوابة أخبار اليوم»، إلي أن المتهم سوف يواجه عقوبة الإعدام ولا يجوز الرأفة أو تخفيض العقوبة لأنه عقد النية على قتله مشيرا إلي أن القضية تندرج تحت قضايا الجنايات إلا في حالة ثبوت أن المتهم يتبع خلية إرهابية وتلقي منها معلومات وتعليمات برصد القس وقتله وفي تلك الحالة تدخل القضية في قضايا الإرهاب ويحاكم المتهم في المحاكم العسكرية. وتابع الخبير القانوني إلي أن الحكم في تلك القضية سوف يكون سريع ولا يستغرق وقت كبير نظرا لأنها أصبحت قضية رأي عام.