كرة القدم صناعة أكثر منها رياضة.. والساحرة المستديرة لم تكن بعيدة عن ملعب السياسة التي أثرت فيها بشدة.. ولعل أبرز القضايا التي تواجهها حاليا هو الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمقرر إجرائه في 23 يونيو. وما بين مؤيد ومعارض لاستفتاء بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، تعتقد الأندية الانجليزية أن هذه الخطوة قد تدمر البطولة الأغنى والأكثر متابعة وانتشارا حول العالم، معللين ذلك بأن فلسفة الدوري ستواجه بعض المعوقات وفقا لقواعد الاتحاد الانجليزي الحالية، حيث أنه يتيح للأندية بمشاركة عدد معين من الأجانب "خارج الاتحاد الأوروبي". وأعلنت رابطة أندية الدوري الإنجليزي دعمها للبقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث قال الرئيس التنفيذي للرابطة ريتشارد سكودام: "لا يمكننا الانسحاب بدون أن نتفاوض، مغادرة الاتحاد الأوروبي ستجعل من الصعب حماية حقوق الملكية للأندية الانجليزية". وتنص قواعد الدوري الانجليزي على أنه يسمح لأي لاعب يحمل جواز سفر لأحد الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي باللعب دون الحصول على تصاريح عمل، وفي حالة الخروج من الاتحاد الأوروبي سيتم إخضاعهم لمعايير صارمة من جانب الشرطة الانجليزية للحصول على تصريح العمل. وفي حالة تطبيق تلك القواعد على جميع اللاعبين، فإن العديد من اللاعبين الحاصلين على جنسية من الاتحاد الأوروبي ليسوا مؤهلين للحصول على تصريح العمل ومن ثم اللاعب داخل بريطانيا، وفي العام الماضي أجرت صحيفة الجارديان دراسة ووجدت أن "ثلثي اللاعبين الأوروبيين، لا يمكنهم استيفاء المعايير المستخدمة لغير الأوروبيين". وبحسب دراسة لهيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي"، فإن 300 لاعب أوروبي في "البريميرليج"، ودوري الدرجة الأولى "التشامبيونشيب"، والدوري الاسكتلندي، لن يمكنهم اللعب داخل المملكة البريطانية بسبب عدم حصولهم على تصاريح العمل وفقا لقواعد الدوري التي تتيح للأندية اختيار عدد معين من خارج الاتحاد الأوروبي. وتعطي دول الاتحاد الأوروبي جنسية استثنائية للنجوم القادمون من خارج القارة الأوروبية، ويكون للاعبي قارة أمريكا الجنوبية النصيب الأكبر حيث أنهم قادرين على الحصول على الجنسية الإسبانية، وبعد تألقهم ينتقلون للعب في الدوري الانجليزي بدون أي مشكلة حيث أنهم يحملون جنسية اتحاد أوروبي، أمثلة لذلك: "البرازيلي ديجو كوستا مهاجم تسيلسي، وجويل كامبل من كوستاريكا، وكارلوس فيلا من المكسيك". في العام الماضي، أجرت "بي بي سي" إحصائية لمعرفة اللاعبين الذين لن يمكنهم الحصول على تصاريح العمل وتبين أن هناك 23 لاعبا بدوري البريميرليج سيواجهون مخاطر عدم القدرة للعب داخل المملكة البريطانية من بينهم: "الفرنسيان ديميتري باييه وأنطوني مارسيال"، وحذرت صحيفة الجارديان من أن لاعبين مثل "فرانسيس كوكلين، ديفيد دي جيا وخوان ماتا" سيعانون للحصول على تصاريح العمل. وأوضحت الجارديان أن اللاعبين الذين قد يتأثروا بالخروج من الاتحاد الأوروبي هم: "لاعبا تشيلسي كورت زوما وسيزار أزبيليكويتا، ومن أرسنال هيكتور بيرلين وفرانسيس كوكلين، ومن مانشيستر يونايتد دافيد دي خيا وخوان ماتا ومورجان شنايدرلين وانطوني مارسيال، ومن مانشستر سيتي الياكيم مانجالا وخيسوس نافاس وسمير نصري". وستواجه رابطة الأندية الانجليزية مخاطر عدم استمرارها على عرش البطولة الأكثر مشاهدة في العالم، بالإضافة أن حقوق بث المباريات تساعد الأندية في ضخ الأموال لها، وباعت الرابطة حقوق بث المباريات بمبلغ 5.1 بليون جنيه إسترليني العام الماضي، بعيدا عن الصفقات المنفصلة التي تتم عقدها في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة للجماهير الانجليزية فأنها سوف تواجه للمضايقات بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي حيث إنهم حاليا يتم انتقالهم مع أنديتهم بدون تأشيرة داخل القارة الأوروبية ولكن مع الخروج ستصبح التكلفة أكبر من ذي قبل، حيث إن السفر للخارج سيحتاج لتأشيرة، بالإضافة إلى أنه من المتوقع خفض قيمة الجنيه الإسترليني.