أثار فوز إسرائيل، الاثنين 13 يونيو، برئاسة لجنة دائمة بالأممالمتحدة للمرة الأولى في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل 71 عاما، احتجاجات دول عربية والفلسطينيين، فيما حازت على تأييد الولاياتالمتحدة ودول أوروبية. وكانت إسرائيل مرشحة مجموعة منطقة غرب أوروبا وآخرين لرئاسة لجنة الشؤون القانونية بالمنظمة الدولية وحصلت، الاثنين 13 يونيو، على أغلبية مريحة من الأصوات إذ نالت 109 أصوات من أصل 175 صوتا صحيحا في الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة، وجاءت السويد في المركز الثاني إذ حصلت على عشرة أصوات. وقال المندوب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور للصحافيين إن انتخاب الممثل الدائم لإسرائيل في منصب رئيس لجنة القانون الدولي "يهدد عمل اللجنة السادسة"، وقال إن ممثلي فلسطين "مع شركائنا والأصدقاء والزملاء" سنناقش كيفية المضي قدماً بعد بدء عمل اللجنة. ووصف منصور إسرائيل بأنها "أكبر منتهك للقانون الدولي وتوقع أن انتخاب دانون "يهدد عمل اللجنة السادسة". وللجمعية العامة ست لجان دائمة تقدم لها تقارير عن قضايا "نزع السلاح" و"القضايا الاقتصادية والمالية" و"حقوق الإنسان" و"إنهاء الاستعمار" و"ميزانية الأممالمتحدة" و"الشؤون القانونية". ورغم أن دور اللجنة القانونية أو "اللجنة السادسة" رمزي إلى حد كبير، فإن رئاستها ستمنح لإسرائيل فرصة للقيام بدور أكبر في الشؤون الروتينية داخل الأممالمتحدة، علما أن هذه اللجنة تشرف على القضايا المتعلقة بالقانون الدولي. وقال منصور إن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا عارضتا انتخاب إسرائيل. من جهته، قال السفير اليمني خالد اليماني الذي يرأس المجموعة العربية في الأممالمتحدة، إنه بعث برسالة إلى كل الدول الأعضاء للاحتجاج على انتخاب السفير الإسرائيلي، مضيفا: "لا يمكن أن نقبل بأن يكون لبلد مثل إسرائيل، منتهك للقانون الدولي والقانون الإنساني وآخر قوة استعمارية موجودة في العالم، حق بالحكم في جميع الشؤون القانونية". من جهته، قال السفير الإسرائيلي دانون، إنه "فخور جداً" كونه أول إسرائيلي يرأس لجنة أممية، معتبرا أنها "لحظة مثيرة للشفقة لرؤية بعض الدول العربية تسعى إلى منع هذا الترشيح". وعادة يتم انتخاب رؤساء اللجان بتوافق الآراء دون تصويت. ودعا المعارضون لترشيح إسرائيل للتصويت مما أدى إلى رد فعل حاد من ديفيد بريسمان نائب السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة. وكانت إسرائيل في الأصل ضمن مجموعة آسيا والمحيط الهادي مع دول الشرق الأوسط الآسيوية الأخرى ومعظمها معادية بشكل علني لإسرائيل أو لا تربطها بها علاقات قوية. وانتقال إسرائيل إلى مجموعة منطقة غرب أوروبا وآخرين منحها فرصة الترشح لمناصب قيادية والاضطلاع بدور أكثر نشاطا في الأممالمتحدة. يشار أن جامعة الدول العربية أكدت في بيان الأحد الماضي، أن ترشيح إسرائيل لرئاسة اللجنة السادسة يتناقض مع مهام اللجنة "حيث دأبت إسرائيل، القوة القائمة باحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية، على مخالفة قواعد القانون الدولي من خلال تماديها في مواصلة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وممارسة الأعمال غير القانونية مثل الجدار العنصري العازل والاعتقال الإداري للفلسطينيين بدون وجه حق وغيرها من المخالفات القانونية الجسيمة".