اعتبرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الجمعة 7 سبتمبر، أن إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية هو الذي يبرر إصرار الإيرانيين على المضي قدما نحو تطوير وامتلاك قنبلة نووية. وحذرت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني - من أن تقع الولاياتالمتحدة في أخطاء الماضي القريب، حال ما إذا دعمت وساندت ضربة إسرائيلية عسكرية للمنشآت والمفاعلات الإيرانية، مشيرة إلى أنه مهما اختلفت الآراء بشأن الحرب الأمريكية على العراق والإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إلا أنه من المؤكد أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق تونى بلير قد ارتكبا خطأ جسيما باتخاذ قرار غزو العراق وأن الولاياتالمتحدة ستجازف بتكرار نفس الخطأ بدعمها ضرب إسرائيل للمنشأت النووية، بحسب الصحيفة. وأضافت الصحيفة "أن التساؤلات التي تطرح نفسها حول كيفية رد الفعل الإيراني على تحرك إسرائيلي-أمريكي مثل هذا عادة ما تكون الإجابة عليه في إطار سطحي وضيق مثل منع حاملات النفط العبور من مضيق هرمز وإرسال صواريخ إلى حزب الله وتدبير لعمليات إرهابية غافلة بذلك ما هو أهم وأخطر". ورأت الصحيفة أن ما هو أخطر يتمثل في احتمالات يطرحها دبلوماسيون أوروبيون فيما وراء كواليس المشهد يتمثل أولها في أن ضرب إيران سيوحد القيادة الإيرانية ويضعف من شوكة الساسة المعتدلين في طهران والمنشقين، مشيرة إلى أن الملاه الإيرانيين سيزعمون حينها صحة آرائهم وكل ما اعتادوا وصف الولاياتالمتحدة به خلال تصريحاتهم. أما عن الاحتمال الثاني، أوضحت الصحيفة أنه يتمثل في انسحاب إيران من معاهدة منع الانتشار النووي، معللة ذلك بأن الأسلحة النووية ستكون حينئذ هي رادعها الوحيد ضد أي عدوان غاشم آخر في المستقبل، إضافة إلى تعزيز موقف النظام الإيراني أمام الرأي العام وأبناء شعبه وما يروج له بأن العزلة التي فرضت على بلاده كانت ثمنا لحماسته في الدفاع عن السيادة الإيرانية.