محطة عملاقة..مشروع ضخم..انجاز كبير يضيف لمصر في مجال إنتاج الكهرباء.. محطة كهرباء البرلس بكفر الشيخ رقم قياسي جديد يحققه الرئيس في كيفية رفع المعاناة عن كاهل المواطنين وتسهيل الاستثمار، تنتج أكثر من 4800 ميجاوات، أي أكثر من مثلى ما ينتجه السد العالي من الكهرباء. هذا الكم الهائل من الكهرباء سيحقق طفرة كبيرة في جميع المحافظات المجاورة.. العمل داخل المشروع الضخم الذى تبلغ مساحته 250 فدانا، يجرى كعقارب الساعة بانتظام.. وصل حتى الآن 12 توربينا من ألمانيا، طاقة كل واحد منهم 400 ميجاوات، ستستخدمها شركة سيمنز العالمية فى إنشاء المحطة.. العمال فى المشروع «خلية نحل» كبيرة لا تكل ولا تمل.. يعملون بحب وإخلاص وتفان.. «الأخبار» رصدت على ارض الواقع ملحمة تنفيذ هذا المشروع العملاق بكفر الشيخ، ونقلت للقارئ حالة الحب والتفاني التي يعمل بها أكثر من 6 آلاف عامل في هذا المشروع. يجرى العمل على قدم وساق بمحطة الكهرباء العملاقة التي يتم إنشاؤها شمال محافظة كفر الشيخ بمنطقة البرلس المطلة على البحر المتوسط للانتهاء من المرحلة الأولى فى الوقت المحدد وافتتاحها نهاية العام الحالي..ويبلغ انتاج المحطة العملاقة أكثر من ضعف إنتاج السد العالي من الكهرباء.. يتم الانتهاء من جميع مراحل المحطة بحلول عام 2018.. وتشرف شركة "سيمنز" العالمية على إنشائها في فترة قياسية حيث تم تقليص زمن الإنشاء من 7 سنوات الى اقل من 3 سنوات تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة الانتهاء من المشروعات القومية العملاقة ليشعر المواطنون بثمرة الجهد الكبير المبذول بها. أحدث التقنيات تجولنا فى هذا المشروع والتقينا اللواء عماد عزمي مدير الموارد البشرية بالشركة المنفذة للمحطة العملاقة «أوراسكوم للإنشاءات» والذي اكد ان العمل بالموقع يجرى على قدم وساق للانتهاء منها فى الوقت المحدد. وأوضح ان المحطة يجرى انشاؤها وفقا لاحدث التقنيات العالمية، وتحتوى على 12 توربينا لتوليد الكهرباء بطاقة 400 ميجا وات لكل توربين..وقد وصل الى المحطة حتى الان 7 توربينات من خلال شركة «سيمنز» المشرفة على تنفيذ المشروع وتم نقلها عن طريق البحر واستقبلتها ميناء البرلس عقب رفع كفاءتها..مشيرا الى ان المرحلة الاولى من المحطة سيتم افتتاحها نهاية العام الحالى وسيتم خلالها ادخال 4 توربينات الى العمل بطاقة 1600 ميجا وات..على ان تنتهى جميع الاعمال بالمحطة خلال عام 2018. واضاف اللواء عزمى ان عدد العمال الذين يقومون بانشاء المحطة يبلغ 6 الاف عامل..وقد ساهمت المحطة فى إحداث نقلة نوعية للمنطقة المحيطة بها حيث قامت الشركة المنفذة للمحطة بتوفير المعدات والعمال لمساعدة اهالى المنطقة الساحلية ببرج البرلس على رفع مياه البحر التى أغرقت المناطق المطلة على الشاطئ خلال الشتاء الماضى. كما قامت برفع المياه المتراكمة داخل المدارس القريبة من المشروع وتسوية اراضيها وتعليتها لمنع تراكم المياه بها مرة اخرى..كما شهدت الوحدات السكنية بمصيف بلطيم المجاور للمشروع رواجا كبيرا. حيث تستأجر الشركة المنفذة للمشروع 600 وحدة سكنية للعاملين بالمشروع..مما أدى إلى طفرة كبيرة بالمصيف خاصة خلال فصل الشتاء حيث يكون المصيف خاليا تماما من السكان خلال هذا الوقت من العام. تحقق طفرة يقول اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ إن هذه المحطة تعد من أكبر محطات إنتاج الطاقة الكهربائية فى الشرق الأوسط، حيث تقام على مساحة 250 فدانا..ويبلغ حجم الطاقة الإنتاجية لها 4800 ميجا وات..أي ما يعادل أكثر من ضعفي إنتاج السد العالي من الكهرباء. كما يبلغ حجم الاستثمارات بالمحطة 2 مليار يورو، مشيرا إلى أن هذه المحطة تعد هدية الرئيس عبد الفتاح السيسى لأبناء كفر الشيخ حيث ستحقق طفرة كبيرة فى المنطقة المحيطة بها، وقد بدأت عمليات التنمية بالمناطق المحيطة بالمحطة بالفعل. حيث تم رفع كفاءة ميناء البرلس المجاور لها وتحويله من ميناء صيد عادى إلى ميناء قادر على استقبال السفن التجارية مما يعد نقلة نوعية كبيرة لمحافظة كفر الشيخ. وأوضح اللواء السيد نصر أن الرئيس السيسى نجح بتوجيهاته فى إقناع الشركة القائمة على المشروع بأن تقلص مدة إنشاء المحطة من 7 سنوات الى 33 شهرا فقط، مشيرا الى ان المحافظة سخرت جميع إمكاناتها من اجل الانتهاء من المشروع فى الوقت المحدد..حيث تم توصيل المرافق والخدمات اليها..بجانب الدعم الادارى والقانوني اللازم وتعاون جميع أجهزة المحافظة حتى يخرج هذا المشروع القومي العملاق إلى النور والذي يعد من أضخم المشاريع القومية المهمة بالمحافظة. واضاف محافظ كفر الشيخ ان الساحل الشمالى للمحافظة سيكون "وش خير" على ابناء مصر عامة وكفر الشيخ خاصة، حيث يشهد إنشاء عدة مشروعات عملاقة منها محطة الكهرباء الضخمة. ومشروع الاستزراع السمكى ببركة غليون الذى تشرف القوات المسلحة على انشائه على مساحة تتجاوز 20 الف فدان لانتاج الاسماك البحرية..كما يجرى العمل على إنشاء مدينتين واحدة سكنية واخرى سياحية على مساحة 16 الفا و800 فدان..إلى جانب حقول الغاز الطبيعي المكتشفة بمنطقة برج البرلس..والمنطقة الصناعية المقامة على مساحة 1600 فدان..وكل هذه المشروعات تقع على الساحل الشمالى للمحافظة المطل على مياه البحر المتوسط..وستوفر الالاف من فرص العمل لابناء كفر الشيخ..الى جانب إعمار الساحل الشمالى للمحافظة الممتد بطل 118 كيلو مترا مما يقضى تماما على ظاهرة الهجرة غير الشرعية التى تعانى منها شواطئ المحافظة.. ويروح ضحيتها المئات من المصريين والاجانب سنويا. السفن التجارية من جانبه يقول المهندس محمد الصيرة سكرتير عام محافظة كفر الشيخ ..ان محطة الكهرباء جاءت فاتحة خير على ميناء البرلس شمال المحافظة حيث تم رفع كفاءتها من ميناء صيد عادى الى ميناء يمكنه استقبال السفن التجارية الضخمة بهدف نقل التوربينات والمعدات الخاصة بالمحطة..مشيرا الى ان الميناء يبعد فقط 16 كيلو مترا عن المحطة مما جعله المكان الامثل لاستقبال المعدات والتوربينات. وأوضح ان الميناء تم تطويره حيث تم مد الرصيف البحرى بطول 125 مترا.. وإطالة حاجز الأمواج الغربى لمسافة 125 مترا..وتعميق قاع الميناء الى 5.5 متر بعد ان كان 3 امتار فقط..كما تم تجهيز ساحة الانتظار والتشوين على مساحة 6000 متر مربع..الى جانب تطوير الطرق الداخلية للميناء لتتحمل اوزان تصل الى 600 كيلو لتتمكن من تحمل الاوزان الثقيلة للمعدات. حيث يصل وزن التوربين الواحد الى 500 طن..كما تم تزويد الميناء بونش عملاق قادر على حمل اوزان تصل الى 700 طن..واجريت عمليات تجريبية ومناورات قبل استقبال المعدات لضمان التعامل مع السفن التى تحمل المعدات على الوجه الامثل. ويوضح العميد يسرى الدسوقى رئيس ميناء البرلس انه يتم نقل التوربينات والمعدات الخاصة بالمحطة من المانيا الى ميناء الاسكندرية لاتمام اجراءات التراقى تحت اشراف الهيئة العامة لموانئ الاسكندرية..وبعد ذلك تقوم السفن بالابحار الى ميناء البرلس مباشرة..وتستغرق الرحلة 10 ايام من المانيا الى الاسكندرية و10 ساعات من الاسكندرية الى البرلس..ويتم تفريغ الحمولة بواسطة ونش للاحمال الشاقة قدرة 700 طن.. ويتم نقل المعدات الى المحطة بواسطة شاحنات خاصة "كاسحات هيدروليكية" مخصصة لحمل الاوزان الثقيلة ومجهزة لمنع تأثير الاوزان الثقيلة على كفاءة الطرق التى تسير عليها..وتسير لمسافة 16 كيلو متراً حتى تصل الى وجهتها النهائية داخل المحطة العملاقة.
