«تطون» فقدت 156 شابا و94 متوفيًا من أبنائها منذ عرفوا الهجرة

في ندوة مخاطر الهجرة بالفيوم.

كشفت مناقشات الندوة التي عقدتها محافظة الفيوم، حول مخاطر الهجرة غير الشرعية بديوان عام المحافظة، أن هناك 156 شابا مفقودا و94 متوفيًا من أبناء قرية تطون في مركز إطسا منذ أن بدأ أبنائها في الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وبالتحديد دولة إيطاليا.
كانت محافظة الفيوم، عقدت ندوة شهدها المستشار وائل مكرم محافظ الإقليم، تحت عنوان "حوار مع الشباب حول مخاطر الهجرة غير الشرعية والفرص البديلة" والتي نظمتها اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع محافظة الفيوم.
وجاء ذلك بحضور السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، واللواء محمد حسن حمودة السكرتير العام المساعد للمحافظة، والمستشار محمد إبراهيم المحامى العام بالمكتب الفني للنائب العام، وجيهان فهيم مدير إدارة الائتمان ومنح الجمعيات والمؤسسات بالصندوق الاجتماعي للتنمية، وناصر مسلم مدير برنامج الحد من الهجرة غير الشرعية بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، ومها عرفات مدير وحدة الاتجار في البشر والهجرة غير الشرعية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، وعدد من وكلاء الوزارة ومديري العموم، وممثلين عن مديريات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والأوقاف والجمعيات الأهلية والصندوق الاجتماعي للتنمية .
وأشاد محافظ الفيوم بالدور الفعال الذي تقوم به اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، حيث ساهمت بشكل كبير في بلورة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتُعد نقطة الاتصال الحكومية لكافة السياسات والجهود المعنية بمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، وقد وضعت هذا الملف ضمن أولوياتها بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية.
وأضاف المحافظ: «نعلم جميعا مدى خطورة الهجرة غير الشرعية كونها ظاهرة تهدد سلامة أبنائنا وتجعلهم عرضة لكافة صور الاستغلال، إضافة إلى كونها تهدد أمن المجتمع».
وأوضح أن الدولة حريصة على توفير فرص عمل للشباب من خلال فتح آفاق جديدة من مشروعات تنموية إضافة إلى توفير مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر من خلال الصندوق الإجتماعي للتنمية وبرنامج مشروعك، مشيرًا إلى أن الفيوم من المحافظات الواعدة حيث تتمتع بإمكانيات سياحية وصناعية سوف تسهم في توفير فرص عمل حقيقية للشباب، لافتا إلى أن المحافظة بصدد إنشاء المنطقة الصناعية العالمية التي صدر بها قرار جمهوري والتي سوف تقام على مساحة 7800 فدان، وتنمية الساحل الشمالي لبحيرة قارون على مساحة ثلاثة آلاف فدان، وأيضاً إنشاء أكبر مصنع على مستوى الشرق الأوسط لاستخراج الأملاح على بحيرة قارون والذي يُعد المشروع القومي للمحافظة والذي سيوفر أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل مباشرة و40 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
وصرح المحافظ أنه سيتم تنظيم مؤتمر توظيفي للشباب السبت المقبل، بمشاركة أكثر من 120 شركة توظيف، ويشارك فيه أكثر من ألف شاب من خريجي التعليم الفني ضمن سلسلة مؤتمرات التوظيف التي يتم تنظيمها على أرض المحافظة.
بدورها، أكدت السفيرة نائلة جبر، في كلمتها، أهمية دور الأسرة في تشجيع أبنائها على عدم السفر للخارج بطرق غير شرعية واستغلال قدراتهم في البحث عن فرصة عمل حقيقية داخل الوطن وعدم تعريض أنفسهم للمخاطر.
وأضافت أن الدولة تبذل قصارى جهدها للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة من خلال توفير فرص عمل وبدائل تلبي احتياجات هؤلاء الشباب وأسرهم بما يضمن لهم حياة كريمة، موضحة أن الدولة قد قامت بتشكيل اللجنة الوطنية التنسيقية بهدف وضع آليات لمكافحة هذه الظاهرة وأسبابها الرئيسية، إلى جانب حملات التوعية من خلال الاتصال المباشر بالشباب في المحافظات، إضافة إلى المشاركة في مختلف المحافل الدولية للتصدي للأسباب التي تؤدي إلي الهجرة غير الشرعية وعلي رأسها الفقر والبطالة والجهل.
وحذرت نائلة، من هجرة الأبناء دون وجود أي عقود تحميهم ولابد أن يتحمل الجميع مسئولياته وأن الدولة مسئولة عن إعادة أبنائها في الخارج والذين لا يجدون فرصة عمل كريمة، مشيرة إلى أن هناك الكثيرين الذين يعيشون حياة غير كريمة مطالبة الأسر المصرية الحفاظ على أبنائهم وعدم إلقاءهم في آتون الغربة خاصة أن الكثيرين منهم يسافرون دون معرفة اللغة أو التقاليد للبلد التى يتوجهون إليها مما يعرضهم للضياع.
وأضافت نائلة، أن قرية تطون بالفيوم منذ أن عرفت الهجرة غير الشرعية فقدت 154 شابا وتوفى لها 94 حتى الآن .
وفى نهاية الندوة تم فتح حلقة نقاشية مع الحضور حول أسباب المشكلة والبدائل المتاحة، وتم الرد على كافة التساؤلات .