ملايين الجنيهات خُصصت لتطوير المستشفيات العامة بأسوان، ما بين الحميات والتأمين ومستشفيات المراكز العامة، إلا أنه وبالرغم من بدء أعمال التطوير وانتهاء معظمها بعدد من المستشفيات، إلا أن الخدمة المقدمة لازالت في الإنعاش ومازالت شكوى المرضي متتالية والإضرابات متتابعة. ففي مستشفى كوم أمبو المركزي، التي خصص لها 5 ملايين جنيه لعملية الإحلال والتجديد والتي انتهي منها نحو 90%، لم يشعر المريض بالتحسن في الخدمة المقدمة ما دفع المرضي وذويهم للتجمهر والشكوى للمحافظ في أحد جولاته، وأكدوا له سوء حالة الأجهزة الطبية بالمستشفي وخاصة قسم الغسيل الكلوي، بالإضافة لعدم توافر أطباء لمتابعة الحالات المرضية، مع سوء النظافة بالمستشفى وتراكم المخلفات الطبية خلف أسوارها. وفي النوبة، خُصص لمستشفى نصر النوبة نحو 16 مليون جنيه لإجراء أعمال التطوير، وقرر محافظ أسوان السابق مصطفى يسري نهاية عام 2014 تزويد المستشفى ب 4 ماكينات غسيل كلوي جديدة، بجانب تخصيص سيارة تعمل على مدار الأسبوع بالمستشفى لنقل الأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية من مخازن مديرية الصحة إلى المستشفى. إلا أنه وبالرغم من ذلك، لم يتحسن حال المستشفى ولم يشعر المريض أو العامل بها بالتطوير، ولم تنتهي الأعمال بالجناح الجديد، الذي من المفترض أن يضم قسم مجهز بأحدث الأجهزة لأمراض الكلي وبعض التخصصات الأخرى، ما أدى لإضراب المرضي خاصة مرضي الغسيل الكلوي بعد نقص الأجهزة والكوادر البشرية بالقسم، التي على إثرها قرر المحافظ حينها استبعاد مدير عام المستشفي وإلغاء انتدابه من جامعة أسوان، مع تكليف مدير جديد. أما بأدفو فلم ترى أي مستشفى بها حتى اليوم نتاج الملايين التي صرفت عليها، فمن جانب تم هدم المستشفى العام والبدء بإنشاء أخرى جديدة منذ مايو 2014، وبتكلفة إجمالية تصل لحوالي 258 مليون جنيه، أعلنت المحافظة أن العمل فيها يستغرق نحو عامين. إلا أن من دفع الثمن هم المرضي حيث تم تكديسهم داخل مستشفى الحميات/ وعلى مدار عام كامل عاني الأهالي معاناة كبيرة خاصة مع تدهور حالها وعدم تحملها لهذه الأعداد، ما دفع الأهالي للشكوى مراراً لمحافظ أسوان السابق لكن دون جدوى. وخلال الفترة الماضية، قرر اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، سرعة تخصيص الوحدة المحلية قطعة أرض مناسبة لإقامة مستشفي ميداني من قبل وزارة الصحة شاملة كافة التجهيزات الطبية والأقسام المختلفة، ليتم نقل الأقسام التابعة لمستشفي إدفو العام إليها لتخفيف التكدس بمستشفي الحميات، إلا أن الأعمال ستستغرق 3 أشهر إضافية . أما الحميات والتي يتكدس بها المرضي، أكد المحافظ، أنه سيتم تطويرها بتكلفة 560 ألف جنيه وتستغرق أعمال التنفيذ من 3 إلي 4 أشهر. ولم يختلف الحال بمستشفى دراو المركزي، التي بدأ العمل في تجديدها مارس 2014 بتكلفة 4 مليون جنيه، فقد عانت من الإهمال وسوء الخدمات، وهو ما لاحظه محافظ أسوان أثناء إحدى جولاته بها، فأعطي مهلة شهر واحد لمدير مستشفي دارو لرفع كفاءة أقسامها وخاصة الحميات والاهتمام بالنظافة العامة بها، والتي لاحظ المحافظ سوء حالتها خلال تفقده للمستشفي، مؤكدا على مدير عام الصحة بالتشديد على الشركة المنفذة التي تقوم بعملية التطوير بسرعة إنجاز الأعمال المطلوبة، إلا أن الوضع ظل على ما هو عليه حتى يومنا هذا. ومن جانب آخر، ظهرت مستشفى الحميات بأسوان لتكون أحدى البصمات الإيجابية والتي أشاد بها وزير الصحة د.أحمد عماد، أثناء زيارته لأسوان منذ عدة أشهر، مؤكدا أنه انبهر بما رآه من مستوى متقدم في الخدمة المقدمة وفي المعامل التي لا تقل عن معامل القاهرة. وتقرر لمستشفى الحميات أن تدخل نظام الجودة بعد إرسال فريق متخصص من القاهرة لتدريب كوادرها، وقرر وزير الصحة تحويلها لمركز متكامل للكبد وأمراض الجهاز الهضمي، مع توفير كافة التقنيات الحديثة لها، مقررا دعم المستشفي بجهاز أشعة متعدد المقاطع، وجهاز علاج بالإشعاع لسرطان الكبد، مع شراء مصعدين لخدمة مرضي المستشفي. وأكد عماد، أنه سيتم تخصيص دور كامل أو قسم للحميات داخل المركز نظرا لأن المستشفي تعد الوحيدة لاستضافة الأمراض الوبائية وعزلها كالملاريا والكورونا، موضحا أنه سيتم إرسال فريق معلومات it من وزارة الصحة، لعمل قاعدة بيانات للمستشفي، وتخصيص رقم مسلسل لكل مريض، لتكون هذه القاعدة مرجعا لكافة الأبحاث على مستوي الجمهورية في مجالات الأمراض الوبائية.