أصبح دونالد ترامب، المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية الأكثر جدلا في العالم أجمع، وليس المجتمع الأمريكي فقط عقب تصريحاته الأخيرة التي أدلي بها حول منع دخول المسلمين أمريكا حال فوزه بالرئاسة الأمريكية. كاد "ترامب" أن يخسر انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل بدء انتخابات الرئاسة الأمريكية بشهور، ليتخلى عنه الكثير من مؤيديه وينتقده زعماء الدول الكبرى. وأعلن رجل الأعمال والملياردير الأمريكي الشهير دونالد ترامب في 16 يونيو خوض الانتخابات الأمريكية، يعد ترامب البالغ من العمر 69 عاما المرشح رقم 12 لانتخابات الحزب الجمهوري الداخلية. وهو الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة "ترامب العقارية" ومؤسس منتجعات ترفيهية شهيرة تحمل اسمه، تدير كازينوهات وفنادق عدة في بعض دول العالم، وحقق شهرة كنجم تلفزيوني لامع في برنامج الواقع الذي سماه The Apprentice أو "المبتدئ" على محطةNBC التلفزيونية، وفيه يستضيف مشاهير، يزيدون في الوقت نفسه من شهرته على كل صعيد. يعتبر كثير من الأمريكيون ترامب هو المهدد الأكبر لهيلاري كلينتون في الحزب الديمقراطي، ولجيب بوش عن الجمهوري. حيث تغيرت الموازين تجاه "ترامب" المرشح الأوفر حظا في الفور بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، عندما أصدرت حملته الانتخابية بيانا تحت عنوان "منع الهجرة الإسلامية"، دعا ترامب في 7 ديسمبر إلي وقف تام وكامل لدخول المسلمين أمريكا، وقال ترامب أن عدد كبير من المسلمين الذي يعيشون في أمريكا يكنون بالحقد للأمريكيين. ندد البيت الأبيض بمقترحات ترامب واعتبرها تناقض مع القيم الأمريكية، وأكد علي عدم أهليته لشغل منصب الرئيس الأمريكي القادم. وانتقده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قائلا إن دعوات ترامب بمنع دخول المسلمين أمريكا تهدد الأمن القومي، وأضاف انه بذلك يسعى للتفرقة ضد دين معين، وهذا يناقض بشكل كامل المبادئ الرئيسية لأمريكا. شنت أبرز المرشحين المحتملين عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كيلنتون هجوما عنيفا علي ترامب عقب تصريحاته الأخيرة، وقالت كيلنتون أن ترامب تجاوز الحدود وتصريحاته أصبحت تشكل خطر، وتضر بقدرة أمريكا في التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي. وجردت جامعة اسكتلندية ترامب، من شهادته الفخرية وسط عاصفة من الانتقادات التي تواجهه بسبب تعليقاته ضد المسلمين، وقالت الجامعة في بيان لها أن تصريحات ترامب تتنافى بالكامل مع روح وقيم الجامعة، ولذلك قررت الجامعة إلغاء قرارها بمنحه "الدكتوراه الفخرية". يأتي ذلك بعد أن جردت الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستورجيون الأربعاء 9 ديسمبر ترامب من منصبه كسفير للأعمال لاسكتلندا بعد تصريحاته المسيئة تجاه المسلمين. عاقبت مجموعة الهاكرز "أنانيموس" ترامب بإيقافها لموقعه على الانترنت Trump Tower New York الجمعة 11 ديسمبر، وذلك بعد قيامها بتحذير ترامب بشأن تصريحاته الأخيرة حول حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة. وقام البريطانيين بنشر عريضة علي موقع خاص بالعرائض المقدمة للبرلمان والحكومة البريطانيين أن معايير السلوك غير مقبولة تستخدم لمنع دخول من يدعون للكراهية إلى بريطانيا يجب أن تُطبق بإنصاف على الغني والفقير، الغني والضعيف على حد سواء، ووقع أكثر من نصف مليون بريطاني علي العريضة لمنع دخول ترامب بريطانيا، لتصبح العريضة الأكثر شعبية علي الإطلاق. ووسط حالة من الغضب تعم العالم وترفض تصريحات ترامب، تجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل هذه الموجة من الغضب وأشاد بتصريحات ترامب حول الاستعداد لتعميق العلاقات مع روسيا حال فوزه بالرئاسة، وقال بوتين إنه يعتبر ترامب الزعيم المطلق في سباق الرئاسة الأمريكية. هذا علي عكس ما أظهرته مؤشرات كثيرة نتيجة لتلك التصريحات التي أدلي بها ترامب تجاه المسلمين فقامت سلسلة من المتاجر الكبرى بوقف بيع منتجات "ترامب هوم" من المصابيح والمرايا وصناديق المجوهرات. كما قامت مؤسسة "داماك" العقارية في دبي - التي تبني مع ترامب مجمعا للجولف - بتكلفة تقرب ستة مليارات دولار، بإزالة اسمه وصورته من المجمع. فيما فتح أحد النوادي في بروكلين أبوابه للمسلمين للاستماع بعروضه بشكل مجاني، رفضَا لتصريحات دونالد ترامب. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة إن بي سي، أن غالبية الأمريكيين يعارضون دعوة ترامب لمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة.