أجرت صحيفة "نيوزويك" حواراً مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، تطرق فيه إلى العديد من الملفات والأحداث الجارية في المنطقة. ونشرت صحيفة البيان الإماراتية نص الحديث، الذي بدأه بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط ليست في أجندته السياسية بل هي أجندته في الأساس، وأن ما يحدث بها مؤلم ويستحوذ على كامل اهتماماته. وأشار بن راشد إلى أن دولة الإمارات تعمل بكد وتنفذ نموذج ناجح قائم على الانفتاح والتميز وتمكين الكفاءات وإعلاء دور المرأة في المجتمع، متمنيا أن تقوم باقي الدول بالاستفادة من هذا النموذج. وأوضح بن راشد إلى أن الإمارات ستبقى على موقفها من بذل الجهد من أجل استقرار وأمن المنطقة، وهو من منطلق مسؤوليتها التاريخية. وردا على اقتراحاته من أجل الخروج بالمنطقة من نفقها المظلم، لفت "بن راشد" إلى أنه لا يحب وضع فلسفة خاصة به ولكن من خلال تجاربه الطويلة يرى أن التفتح والتسامح واستقطاب العقول الناضجة هو السبيل الوحيد نحو مجتمع جيد، ولذلك نجد الولاياتالمتحدة وهي تقود العالم في أغلب المجالات بسبب ذلك. وأضاف إلى أن ما جعل المنطقة تعاني هو وقوعها في براثن العنف والطائفية والتفرقة القائمة على أساس الدين، إضافة إلى ضرورة تساوي الفرص أمام الجميع وتحقيق العدالة والقانون، وخلق أجواء وبيئة صالحة للاستثمار، كما أن للحكومات دور كبير في ذلك فلابد لها أن تركز على تمكين شعوبها، وليس التمكن من شعوبها. أما فيما يخص مسبار الأمل الذي تنوي الإمارات إرساله للمريخ، فقد أشار بن راشد إلى أن الإمارات لا تنظر للمشروع باعتباره مشروع خاص بل هو مشروع عربي يأتي في وقت تحتاجه المنطقة. ويأتي هذا المشروع من أجل إثبات أن العرب قادرون على استئناف الحضارة وتطوير المعرفة البشرية وقدرتهم على منافسة العالم من أجل الوصول للمريخ وذلك بأيادي مهندسين إماراتيين سيخرجون لعلوم الفضاء وتقنياته وتقدمه. أما بالنسبة إلى الاستثمار في دولة الإمارات، فهو استثمار ناجح جداً على المدى البعيد، نحن منذ بداية قيام الدولة في 1971 كان أحد أهم مبادئنا هو الإنسان، وانتقلنا من دولة صحراوية فقيرة إلى دولة غنية قوية متقدمة بسبب استمرارنا على هذا المبدأ، الإنسان هو من يصنع الاقتصاد والإدارة والعلوم والبنية التحتية وغيرها، لذلك فإن الاستثمار فيه هو الأساس. وفيما يخص أسعار النفط أفاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنه من الخطأ أن نرهن مستقبل أجيالنا بتقلبات أسواق النفط ومضارباتها، فلا بد للحكومات أن تفكر فيما بعد اقتصاد النفط، لابد من إعادة النظر في المنظومة التشريعية والاقتصادية بشكل كامل، للابتعاد عن الاقتصادات المعتمدة على النفط.