استقبل، صباح اليوم، فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس والوفد المرافق له؛ لدعم العلاقات بين الأزهر وفرنسا والتعرف على جهود الأزهر على كافة المستويات. وقال فضيلة الإمام الأكبر إن الأزهر تربطه بفرنسا علاقات تاريخية علمية وثقافية، ففي كبرى الجامعات الفرنسية تخرج بعض من قادة الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر يقدر دور فرنسا الداعم لمصر وقواتها المسلحة، ووقوفها إلى جانبها في محاربة الإرهاب الذي أصبح ظاهرة تهدد الأمن والاستقرار على المستوى العالمي. واستعرض فضيلته جهود الأزهر الشريف وخطواته الحثيثة نحو التجديد في مناهجه التي تدرس في مراحل التعليم المختلفة لإيجاد جيل أزهري جديد قادر على التعامل مع مستجدات العصر، وإنشاء مرصد الأزهر باللغات الأجنبية لرصد ضلالات تنظيم داعش الإرهابي وما يبثه وغيره من التنظيمات المسلحة من أفكار مغلوطة حول الإسلام حيث يقوم علماء الأزهر المؤهلون بالرد على فكرهم الشاذ ثم يتولى المرصد ترجمتها إلى لغات مختلفة ونشرها على نطاق واسع، بالإضافة إلى مؤتمرات الأزهر العالمية وندواته وجهود بيت العائلة المصرية الذي يجمع النسيج المصري بمسلميه ومسيحييه في إطار وطني واحد. واستعرض فضيلته دور الأزهر البارز في التواصل مع كافة دول العالم عبر قوافل السلام التي سيرها إلى دول العالم المختلفة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الإمام الأكبر؛ لتعزيز السلم المجتمعي وتحذير الشباب من خطورة فكر التنظيمات الإرهابية، ومن خلال زيارات شيخ الأزهر المتعددة إلى بعض العواصم الأوربية لترسيخ قيم السلام والعدل والرحمة بين مختلف الدول والشعوب، فضلا عن دور رابطة خريجي الأزهر المنتشرة بفروعها في دول عدة حول العالم لنشر رسالة الأزهر الوسطية. وأكد فضيلته أن الأزهر يعمل على حماية الشباب من خطر الفكر المتطرف، موضحا أن الأزهر لديه استعداد لتدريب الأئمة الفرنسيين وفق برنامج تدريبي خاص يلبي احتياجات مجتمعاته، ويعمق فيهم روح الانتماء، ويؤهلهم لمواجهة التحديات المعاصرة، ويغرس فيهم صحيح الإسلام الذي يقوم الأزهر على تدريسه وتعليمه منذ أكثر من ألف عام. وأضاف فضيلته أن الفكر المتطرف فكر غريب على المجتمعات العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الأزهر قد نبه منذ البداية على خطورة الحركات التي تحمل السلاح في مواجهة الآخرين باسم الدين الإسلامي كتنظيم داعش الذي ظهر بشكل سريع ومفاجئ وقوي، وهو الأمر الذي يثير الدهشة والحيرة في نفوسنا، لافتا أن ما يحدث في منطقتنا إنما هو نتيجة سياسات عالمية، وكان يجب استغلال الأموال التي تنفق في الحروب على الفقراء الذين تضرروا من هذه الحروب في بعض البلدان العربية. من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي إن هذه الزيارة فرصة للتأكيد على علاقتنا الإستراتيجية مع مصر لتكوين نظرة مشتركة إزاء الأحداث العالمية ومواجهة الإرهاب، معربًا عن تقديره للأزهر الشريف وجهود إمامه الأكبر في إرساء قيم السلام وعمله على نشر ثقافة الحوار بين الحضارات. وأكد دولة رئيس الوزراء أن فرنسا لديها قناعة بضرورة التعاون مع الأزهر الشريف في إبراز سماحة الإسلام وفكره الوسطي ونشر ثقافة التعايش السلمي بين الشعوب، وفي التصدي لفكر الجماعات المتطرفة التي تتبنى العنف والإرهاب، مشددًا على ضرورة عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب، والعمل على مواجهة التمييز بين اللاجئين على أساس ديني. وقال سيادته: نحن نعاني من أنه لا يوجد صوت واحد للإسلام في فرنسا، ونؤيد فكرة تدريب الأئمة الفرنسيين وتأهيلهم لمواجهة الفكر المتشدد حتى لا يقع الشباب فريسة في أيدي الجماعات المسلحة.