[email protected] ثلاثة من أبناء وزارة الخارجية ترشحوا في انتخابات رئاسة أول جمهورية بعد ثورة 52يناير، هم: د. محمد البرادعي، وعمرو موسي، وعبدالله الأشعل. وأبدأ بأولهم: بدأ محمد البرادعي نقلاً عن الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" حياته العملية موظفا في وزارة الخارجية المصرية في قسم إدارة الهيئات سنة 1964، حيث مثل بلاده في بعثتها الدائمة لدي الأممالمتحدة في نيويورك ثم في جنيف. سافر إلي الولاياتالمتحدة للدراسة، ونال سنة 1974 شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة نيويورك. عاد إلي مصر في سنة 1974حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية إسماعيل فهمي ثم مسئولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأممالمتحدة للتدريب والبحوث سنة 1980 ، كما كان أستاذا زائرا للقانون الدولي في مدرسة قانون جامعة نيويورك بين سنتي 1980 و1984 واكتسب خلال عمله كأستاذ وموظف كبير في الأممالمتحدة خبرة بأعمال المنظمات الدولية خاصة في مجال حفظ السلام والتنمية الدولية، وحاضَرَ في مجال القانون الدولي والمنظمات الدولية والحد من التسلح والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وألَّف مقالات وكتبا في تلك الموضوعات، وهو عضو في منظمات مهنية عدة منها اتحاد القانون الدولي والجماعة الأمريكية للقانون الدولي. التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 1984حيث شغل مناصب رفيعة منها المستشار القانوني للوكالة، ثم في سنة 1993صار مديرًا عامًا مساعدًا للعلاقات الخارجية، حتي عُيِّن رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1 ديسمبر 7991 خلفًا للسويدي "هانز بليكس" وذلك بعد أن حصل علي33 صوتًا من إجمالي 34 صوتًا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة، وأعيد اختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر 2001، ولمرة ثالثة في سبتمبر عام 2005 ونال خلالها جائزة نوبل ليكون ثالث نابغ مصري ينالها بعد كاتبنا العملاق نجيب محفوظ، و العالم المرموق د. أحمد زويل. تاريخ حافل في خدمة مصر خارجها، أكسبه تقديرا واحتراما في كل المحافل الدولية وعواصمها. أما في مصر فقد عرفناه قبل سنوات معارضاً قوياً لنظام الحكم السابق، مطالباً بتغييره بأمر الشعب. ورأيناه علي رأس الشخصيات العامة التي وقفت إلي جانب انتفاضة الشباب في ميدان التحرير التي سرعان ما تحوّلت إلي ثورة شعبية في طول البلاد وعرضها، شمالها وجنوبها. ولم يسلم "البرادعي" من انتقادات خصومه. لم يستطع واحد منهم اتهامه بأنه من "الفلول"، لكنهم ركّزوا فقط علي أنه أمضي معظم حياته خارج مصر كدبلوماسي في سفاراتنا ثم أستاذاً في كليات حقوق أجنبية إلي جانب الوظائف المرموقة التي تولاها في الأممالمتحدة وآخرها رئاسة منظمة الطاقة النووية لثلاث دورات! كأن الغربة كانت للسياحة أو رفضاً للحياة في بلده؟! أو كأن الرجل المغترب تقطعت اتصالاته بمصر والمصريين ولم يعرف عنهما سوي السطور التي قد يكون قرأها في ذيل الصفحات الداخلية للصحف الأمريكية والأوروبية التي يتابعها يومياً؟! وينسي هؤلاء عمداً أو سهواً أن البرادعي الغائب كان أكثر صراحة في الجهر برفض ما جري ويجري في مصر، والمطالبة بالتغيير علناً في حين كان معظمنا يطالب به همساً! أنصار د. محمد البرادعي الذين يعتبرونه أحد أبرز مفجري ثورة 52يناير طالبوه وألحوا عليه بالترشح لرئاسة وقيادة مصر، وهو ما وافق عليه من حيث المبدأ، إلاّ أنه غيّر رأيه بعد فترة بعد أن صدم فيما يري، ويسمع، ويقرأ، عن المناخ السياسي الذي تحوّل إلي ساحة للصراعات والخلافات والخطايا في حق الثورة التي شارك في اندلاعها، فآثر الرجل بإصرار شديد علي عدم الترشيح للانتخابات الرئاسية، والاستمرار في مسيرته الإصلاحية من خلال الحزب السياسي الذي شرف برئاسته. هكذا ابتعد أحد الثلاثة المترشحين من أبناء وزارة الخارجية عن السباق الرئاسي، رغم اعتراض ورفض أنصاره.. وما أكثرهم في بلادنا. .. والحديث غداً عن ثانيهم: الدبلوماسي المرموق عمرو موسي وزير خارجية مصر الأسبق، وأمين عام الجامعة العربية السابق.