90 عاماً مرت على ذكرى ميلاد مهندس الكوميديا الراحل، فؤاد المهندس، والذي ولد في 6 سبتمبر سنة 1924 بحي العباسية في القاهرة. كان والده الأستاذ زكي المهندس من أعظم الأساتذة المشجعين لحركة الطلاب التي قامت بإشعال ثورة سنة 1919، ونائب رئيس المجمع العلمي. كانت بدايته الفنية عندما التحق بكلية التجارة، فيما انضم لفريق التمثيل بالجامعة، وشاهده الفنان الراحل نجيب الريحاني، وأعجب به في مسرحية الدنيا على كف عفريت فانضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً، وبعد وفاته انضم لفرقة ساعة لقلبك في مطلع الخمسينات، وكانت هذه بدايته مع التمثيل. قدم المهندس 122 عملا فنيا بين السينما والمسرح والدراما، و من أشهر أعماله السينمائية: "أرض النفاق، العريس يصل غدا، عائلة زيزي، اعترافات زوج، الشموع السوداء، هارب من الزواج، جناب السفير، أجازة بالعافية، أخطر رجل في العالم، عودة أخطر رجل في العالم، مدرسة المراهقين، مطاردة غرامية، شنبو في المصيدة، أنت اللي قتلت بابايا، معبودة الجماهير، سفاح النساء، البيه البواب، جريمة إلا ربع". وكذلك شارك في عدد من المسرحيات من ضمنها: "السكرتير الفني، سك على بناتك، إنها حقاً عائلة محترمة، علشان خاطر عيونك". "فؤاد زكي المهندس"، كان ترتيبه الثالث بعد أختين هما صفية ودرية والشقيق الرابع سامي المهندس. كان ممثلاً مسرحياً وسينمائياً وكوميدياً مصرياً من كبار الفنانين المخضرمين، كما كان له برنامج إذاعي اجتماعي يومي يسمى "كلمتين وبس" عبر آثير إذاعة البرنامج العام منذ 1968 يسلط به الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان "سيد أفندي". وتميز في التليفزيون بتقديم أعمال كثيرة للأطفال أشهرها فوازير "عمو فؤاد" في شهر رمضان، والتي لاقت نجاحاً كبيراً، وكان جمهوره الأول فيه الأطفال بالثمانينيات والتسعينيات، كما قدم مسرحيات كثيرة للأطفال منها "هالة حبيبتي"، وغنى أغنيات للأطفال أشهرها "هنوا أبوالفصاد" و"رايح أجيب الديب من ديله"، اللتان لا يزال يرددهما الأطفال إلى الآن، كما أنه دخل تجربة الإنتاج السينمائي عندما أنتج فيلم "فيفا زلاطا" الكوميدي إلا أنه لم يلق نجاحاً وقتها. آمن المهندس بضرورة تقديم رسالة مجتمعية من خلال أعماله؛ فقدم مشكلة الملاجئ من خلال مسرحية "هالة حبيبتى" التي أوضحت سوء المعاملة التي يلقاها الأطفال في الملاجئ، وقد كانت المسرحية كوميدية فأضحكت الأطفال ونبهت الكبار لما يحدث في الملاجئ من تجاوزات بحق الأطفال، كما قدم مشكلات الأبناء في "سك على بناتك". وكان المهندس يحب عمله لدرجة أنه كان يقدم مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة" مع أمينة رزق وشويكار وهو مصاب بجلطة في القلب، وأكد له الأطباء أنه شفى منها من خلال عمله على المسرح. قدّم الأستاذ جيلا كوميديا من الطراز الرفيع، وكان عادل إمام هو ابنه البكر كما كان يحلو له دائما أن يناديه، ولم يبخل الأستاذ بالوقوف خلف تلميذه في عدد من أفلامه. كان الثنائي فؤاد المهندس، وشويكار، من أشهر ثنائيات الكوميدية في المسرح العربي ، والتقيا لأول مرة في مسرحية السكرتير الفني، وتروي شويكار أنه قد عرض عليها الجواز أثناء تقديم أحد العروض، وخرج عن النص ليقول لها "تتجوزيني يا بسكوتة". ورحل فؤاد المهندس في 16 سبتمبر 2006 عن عمر ناهز 82 عاما، بعد رحيل رفيق عمره عبد المنعم مدبولي بشهر واحد فقط.