الأميرة "ماري إزميرالدا".. الأخت غير الشقيقة للملك "ألبرت الثاني" ملك بلجيكا السابق جاءت إلى الأقصر من أجل إعداد برنامج تسجيلي عن حياة جدها الملك "ألبرت" وزوجته الملكة "إليزابيث" اللذان عشقا مصر وأثارها. ويعد ملك بلجيكا "ألبرت" وزوجته من المولعين بالتاريخ المصري، حيث شاركا في العديد من الاكتشافات الأثرية بمصر وحضرا افتتاح مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون. جاءت الأميرة ومعها وفدا إعلاميا لتصوير بعض المعالم الأثرية بالأقصر بقصد تخليد ذكرى جدها.. تسبقها أحلامها في تأريخ حياة الجد باعتباره عاشقا للآثار المصرية. وحرصت على الإقامة بنفس الفندق الذي كان يقيم فيه، وهو فندق "ونتر بالاس بل".. اختارت نفس الغرفة التي كان يقيم فيها في محاولة لاستنشاق عبق التاريخ والرجوع إلى ذكريات تعود إلى ما يزيد عن مائة عام. الفكرة رائعة وتلقفتها وزارات الخارجية والداخلية والسياحة والآثار والطيران ومحافظة الأقصر والمكتب الإعلامي التابع لهيئة الاستعلامات ببروكسل، وحرصت على استخراج كافة التصاريح اللازمة للتغطية الإعلامية لدرجة فتح مقبرة الملكة نفرتاري للأميرة البلجيكية بقرار من وزير الآثار د.محمد إبراهيم، وهى المقبرة المغلقة والممنوع زيارتها، وذلك ضماناً لخروج الزيارة والفيلم التسجيلي بالشكل الذي يليق بمصر وتاريخها خاصة وأنه سيعرض في برنامج خاص عن مصر، مما يساهم فى تقديم صورة إيجابية عن السياحة المصرية، ونقل الحقائق إلى العالم الخارجي عبر كافة المناسبات المُتاحة. وعلى متن إحدى الدهبيات لبت الأميرة دعوة محافظ الأقصر اللواء مهندس طارق سعد الدين، على الغداء في جولة نيلية رائعة.. ومن خلالها كان ل"بوابة أخبار اليوم" ذلك الحوار معها: في البداية قالت الأميرة ماري إزميرالدا:"بلا شك قضيت وقتا أكثر من رائع في صحبة ملوك وملكات فراعين مصر العظماء في البر الغربي للأقصر.. أبهرني وادي الملوك وما يحويه من كنوز أثرية تمثل تراثا حقيقيا لحضارة منقطعة النظير.. زرت مقبرة الملك توت عنخ آمون.. وتخيلت جدي وهو يفتتح تلك المقبرة.. وطفت بالمنطقة كلها أستنشق عبق التاريخ.. وزرت جميلة الجميلات الملكة نفرتاري في مقبرتها الأشهر بوادي الملكات والتي نقشت جدرانها بلوحات فنية بالغة الدقة من تصاوير ونقوش وألوان لازالت باقية وكأنها قد نقشت بالأمس.. كما سعدت بزيارة تمثالي ممنون وقصتهما الشهيرة. وعن السبب الذي جاءت من أجله، قالت الأميرة البلجيكية:" الزيارة قد تكون تأخرت كثيرا فنحن كعائلة مولعون بالآثار المصرية والزيارة لها علاقة كبيرة بالعائلة المالكة التي عشقت تلك الكنوز منذ عشرات السنين وبالتحديد عام 1907 عندما جاءت أول بعثة بلجيكية للتعرف على الآثار المصرية التي ذاع خبر اكتشافها مع بداية القرن التاسع عشر.. وكانت بلجيكا من أوائل الدول التي اهتمت بتلك الآثار لدرجة أن جاءت الملكة إليزابيث والملك ألبرت وبعدها حرصا على الحضور في افتتاح مقبرة الملك توت عنخ آمون ثم عاودا الزيارة مرة أخرى مما خلق ارتباطا وثيقا بين الأسرة المالكة والآثار المصرية.. ولا زالت البعثات البلجيكية تتوافد على مصر حتى اليوم وتعمل في مجال اكتشاف وترميم وتطوير الآثار". وتابعت:" لعل هذا الولع كان أحد أسباب دخول علم المصريات في الجامعات البلجيكية، حيث توجد 3 جامعات بلجيكية تدرس علم المصريات تكاد تكون من أوائل جامعات العالم التي أرست مبادئ تدريس هذا النوع من العلوم، وقد جئت لتخليد ذكرى جدي الملك أبرت بعمل فيلم تسجيلي عنه يؤرخ لحياته وإسهاماته في الكشف عن الآثار". سألناها .. ما هى انطباعاتك عن زيارة الأقصر ؟ قالت إنها لمست نبضات قلبها حيث أعادتها إلى ما يزيد عن مائة عام يوم أن وقفت جدتها الملكة إليزابيث تنظر بحب وانبهار دائمين إلى تلك الكنوز التي لا مثيل لها وأفاقت لتجد أن حلمها قد تحقق بزيارة تلك المدينة التي تحمل تراثا وفنونا وحضارة منقطعة النظير وتزور نفس الأماكن التي زارتها جدتها الملكة. وما أجمل منطقة أثرية أعجبتك؟ لقد وصلت بالأمس فقط ولم أحظ بالتعرف على كل المناطق الأثرية ولكن كل ما شاهدته أبهرني فمن ذا الذي يصمد أمام سحر وادي الملوك ووادي الملكات أو ممنون وبصراحة كل ما شاهدته يثير في النفس السعادة ولا أنسى تلك الحفاوة التي استقبلنا بها المصريين في كل مكان زرناه وحقيقة أنهم شعب ودود للغاية.. أما تلك الرحلة النيلية التي دعانا لها المحافظ اللواء طارق سعد الدين، فلا يمكن أن تنسى حيث النيل الرائع والشمس المشرقة والطقس الرائع قبل كل ذلك دفء المشاعر وحفاوة المصريين فالشعب المصري ودود إلى حد كبير. وماذا عن الفيلم الذي تقومون بتصويره؟ أنا صحفيه ونحن فريق عمل جئنا لتصوير فيلم وثائقي عن حياة جدي الملك ألبرت وزوجته الملكة إليزابيث، المولعان بالتاريخ المصري لتخليد ذكراهم ونوثق فيه غرام الملك بتلك الآثار ودوره في إرساء فكر تطوير وترميم واكتشاف المناطق الأثرية منذ إرساله أول بعثه أثرية بلجيكية عام 1907 وبعدها توالت البعثات الاستكشافية في النصف الأول من القرن ال 19 والمستمرة حتى الآن وزيارته لمصر أكثر من مرة وحضوره افتتاح مقبرة الملك توت عنخ آمون وقد كان لذلك أثره في اهتمام الشعب البلجيكي بالآثار المصرية وغرامه بها ودراسته لها.. ولك أن تعلم أن لدينا واحدة من أكبر المكتبات المعنية بكل ما يخص المصريات كمؤلفات ومخطوطات وصور وشرائح فيلمية، تقع في العاصمة بروكسل ولها شهرتها العالمية وهى ن أكبر المكتبات في بلجيكا والعالم. ومتى سيتم عرض الفيلم؟ سيعرض في أكتوبر المقبل على القناة الرسمية لبلجيكا والموجودة على اليوروسات مما يتيح ل300 مليون ناطق بالفرنسية متابعة الفيلم. وماذا يتضمن برنامج الزيارة؟ سأذهب إلى منطقه الكاب بإدفو جنوبالأقصر وفيها تعمل إحدى البعثات البلجيكية لتصوير بعض المشاهد هناك وتحديدا في مقبرة أحمس وهى من أجمل المقابر، مع المرور على بعض المناطق الأثرية في إسنا وأرمنت لاستكمال أعمال الفيلم.