أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن هناك أساسا لعلاقة إستراتيجية أمنية اقتصادية مع العديد من الدول الأفريقية. وشدد فهمي في تصريحات صحفية له، الأحد 20 أكتوبر، علي دور مصر مع أفريقيا في تاريخ دعم حركات التحرير، فضلا عن جذور مصر عربيا وأفريقيا. وقال فهمي، إنه ومن هذا المنطلق بدأ اليوم مع وزيري الإسكان إبراهيم محلب، والزراعة محمد فريد أبو حديد ، هذه الجولة الأفريقية بزيارة أوغندا أول محطة له خلال الجولة التي تشمل كذلك كلا من بوروندي والكونغو الديمقراطية . وأضاف وزير الخارجية في هذا الصدد أن هذه ثاني زيارة إقليمية له أولها كان عربيا لرام الله والسودان،موضحا أن حضور الوفد الوزاري المصري، لأوغندا في إطار هذه الجولة الأفريقية هو "حضور استراتيجي" سيتم خلاله الحديث في مختلف القضايا الإقليمية ومن بينها الوضع في منطقة البحيرات العظمي والاتحاد الأفريقي وكذلك موضوع الأمن المائي وعلاقتنا بدول حوض النيل، وأشار إلى أنه وبنفس القدر من الأهمية التي تمثلها تلك القضايا غير أنه من المهم أيضا أننا سنتحدث حول المستقبل المشترك بين بلداننا في إطار مصالح محددة وملموسة . ولفت إلى أنه ولذلك فإن حضور وزيري الزراعة والإسكان يؤكد مدى اهتمامنا بالمشروعات الزراعية والتعاون ودور شركات التعمير المصرية، مشيرا إلى أنه وتأكيدا على التواجد المصري في هذا المجال فإننا نريد أن نؤكد على رسالة هنا أيضا، مفادها أن لنا مصالح مع أفريقيا والعكس ولنا تعاون إيجابي مع أوغندا ورئيسها بالتحديد وبوروندي والكونغو . وأعرب فهمي عن اعتقاده بأن كل من يتابع تحركاتنا في السياسة الخارجية سيجد أن هذه التحركات تعكس بجلاء ما أكدناه منذ بداية عملنا من احترام واهتمام بإفريقيا وأننا نحضر لأفريقيا ليس فقط للحصول على دعم الدول الأفريقية وهذا أمر طبيعي ولكن أيضا للإفادة والاستفادة على الساحة الأفريقية . وأشار في هذا الإطار إلى أن الحكومة المصرية حكومة فاعلة تنظر لمشروعات محددة وأنها عازمة على تعزيز التعاون مع افريقيا فى المستقبل القريب . وردا على سؤال حول عدم انتظار الدبلوماسية المصرية انتهاء المرحلة الانتقالية وتحركها المكثف الآن على مختلف المحاور، قال نبيل فهمي إن الحكومة وإن كانت انتقالية ولكن عليها مسئولية تاريخية فعليها مسؤولية تاريخية داخليا في التفاف المجتمع المصري حول مصريته والإشراف على بناء الديمقراطية المصرية الجديدة ومؤسساتها والدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية ومسئولية تاريخية أيضا في بدء استعادة مصر مكانتها الطبيعية إقليميا ودوليا، وهذا يتطلب توفير الأمن داخل مصر وتنشيط الاقتصاد وإحياء دور مصر إقليميا في أهم موقعين لها عربيا وأفريقيا . وأضاف أنه ، لا يوجد وليس لنا في أي حال من الأحوال بل ومن غير المقبول أن تتأخر الحكومة المصرية في أمورها الداخلية والخارجية فنحن ننشط خارجيا بخطة واضحة وأهداف محددة ونقول للبعض الذي كان يشكك في بدء الأمر في أن حديثنا عن العالم العربي كان نتيجة دعم البعض وأن حديثنا عن أفريقيا كان حديثا تقليديا أننا نثبت بوضوح عدم صحة ذلك، مشيرا إلى أن أولى زيارته كانت للسودان ورام الله عربيا وهناك الآن جولتنا في دول حوض النيل ارتباطا بأفريقيا . وشدد وزير الخارجية على أن قضية مياه النيل ليست القضية الوحيدة وليست ترفا، ولكنها مسؤولية تاريخية تجاه الشعب المصري أولا ورسالة قوية للشعب الأفريقي في الوقت نفسه . وحول مشاركة وزيري الإسكان والزراعة في هذه الجولة الأفريقية، قال وزير الخارجية إن ذلك يعكس تكاملا داخل الحكومة المصرية .. فهناك تعاون كامل وأقول بكل صراحة أنه مع بداية عمل الحكومة اتفقت ووزير الإسكان الذي يملك باعا طويلا في أفريقيا على أن نضع يدنا بيد بعضنا البعض ، كما اتصلت بوزير الزراعة الذي كان مرحباً للغاية بالجولة لوجود مجالات تعاون كثيرة في مجال الزراعة. وأضاف أن هذه رسالة واضحة بأن الحكومة المصرية تريد أن تنجز مواقف عملية لصالح مصر لأنها حكومة ليس لديها ترف الوقت وبالتالي ندخل مشروعات باسم الحكومة ولكن باسم الشعب المصري ويشارك فيها القطاع الخاص الذي نشجعه على مزيد من التواجد في هذه الدول. وقال فهمي إننا نريد أن نستعيد دورنا في أفريقيا حيث أن قضايا أفريقيا في الماضي كانت ترتبط بحركات التحرر الوطني، ولكن هذه القضايا الآن ترتبط بالتنمية، واختتم تصريحاته مؤكدا أن رسالتنا من خلال الجولة الحالية وتحركاتنا المتواصلة ليست رسالة سياسية فقط ولكنها أيضا رسالة للحكومات والشعوب الأفريقية فنحن نفعل أكثر مما نتحدث وعندما نتحدث ننفذ ما نقوله