تعيش العاصمة المالية باماكو غموضا غير مسبوق حيال نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد الأحد 28 يوليو. مازالت السلطات الرسمية تتكتم علي النتائج وتمتنع عن إعطاء أية معلومات تتعلق بها، تاركة المجال للمرشحين ووسائل الاعلام المحلية لتقديم نتائج جزئية - غير رسمية - بدأت تقسم الرأي العام المالي. وفيما يجري الحديث عن تسجيل نسبة مشاركة مرتفعة تجاوزت الخمسين في المائة من الناخبين البالغ تعدادهم سبعة ملايين ناخب يلاحظ انقسام واضح بين معسكرين. وقد أعلنت بعض الاذاعات المستقلة بناء على متابعتها الميدانية لمكاتب التصويت أن المرشح ابراهيما ابوبكر كيتا قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات بأكثر من خمسين في المائة متقدما بفارق معتبر على منافسه الأهم سيلا سيسي. وقد أثارت هذه المعلومات موجة عارمة من الفرح في صفوف أنصار كيتا الذي سبق وشغل منصب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان في عهد الرئيس السابق يمادو تماني توري، كما زاد من مصداقيتها تولي قوة من الجيش في الساعات الماضية حراسة منزل المرشح كيتا. غير أن إدارة حملة زعيم الجبهة من أجل الديمقراطية والجمهورية سوميلا سيسي، رفضت ما اعتبرته "تسريبات مغرضة" معتبرة أن المرشح سيسي يتقدم على جميع منافسيه في ست محافظات من أصل ثمانية من بينها موبتي وسيكاسو، في حين أعلن المرشح سيسي وزير المالية السابق أن "الأرقام التي بحوزته تؤكد أنه لا مفر من إجراء جولة ثانية".