ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية الخميس23 مايو أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية تري أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد نجحت في الفترة الأخيرة في استعادة سيطرتها على الأرض. وقالت المجلة - في تقرير بثته على موقعها الالكتروني - إن المخابرات الألمانية غيرت من نظرتها تماما للحرب الأهلية المندلعة في سوريا ، حيث باتت تعتقد بأن القوات الموالية للرئيس السوري تمر حاليا بفترة من الاستقرار لم تمر بها منذ اندلاع الانتفاضة السورية ، وأن الجيش النظامي لديه القدرة حاليا للقيام بعمليات ناجحة ضد القوات المعارضة. وأضافت أن رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية جيرهارد شيندلر قد أعلن في اجتماع سري لمجموعة من السياسيين العاملين بالوكالة التقييم الجديد للموقف في سوريا ، موضحا أن المعارضة السورية تمر بظروف عصيبة مقابل استعادة نظام الأسد للسيطرة والاستقرار. وأشارت المجلة إلى التحول الذي رصدته المخابرات الألمانية في الشأن السوري ، ففي صيف العام الماضي أعلن شيندلر لمسئولين بالحكومة الألمانية وأعضاء بالبرلمان توقعه بأن يسقط نظام الأسد في وقت مبكر من العام الجاري كما أكد رؤيته تلك في أكثر من مناسبة ومقابلة إعلامية ، موضحا أن وضع الإمدادات العسكرية غير المنتظمة لقوات الأسد آنذاك وأعداد المنشقين المتزايدة بين صفوف ضباط الجيش السوري قد تعجل بما أطلق عليها "مرحلة سقوط النظام" في دمشق. غير أن المخابرات الألمانية خلال الأشهر الماضية رصدت تحولات دراماتيكية في واقع الحرب في سوريا ، وهو ما ظهر في عرض شيندلر خلال الاجتماع السري للواقع الجديد ، فقد نجحت قوات الأسد في إقامة خطوط إمداد حيوية لضمان وصول كميات من الأسلحة والمواد الأخرى اللازمة للقتال إلى مواقع تواجدها ، كما نجح النظام السوري في توفير الوقود اللازم للدبابات والطائرات بعد أن كان عدم توافره يمثل أزمة حقيقية للجيش النظامي في مرحلة سابقة. ووفقا للمخابرات الألمانية ، فإن الوضع الراهن في سوريا لا يسمح لقوات الأسد بصد هجمات المعارضة فحسب ، بل إن الجيش النظامي يمكنه أيضا استعادة بعض المواقع التي استولت عليها المعارضة في وقت مضى ، ورغم أن الجيش السوري ليس بالقوة التي تمكنه من إلحاق الهزيمة بالقوات المعارضة حاليا ، إلا أنه قادر على الحفاظ على الوضع الحال ومنع المعارضة من الاستيلاء على المواقع التي يسيطر عليها. وقالت مجلة دير شبيجل إن تقييم المخابرات الألمانية للوضع في سوريا يتسق إجمالا مع التقارير الوادرة من هناك ، حيث أصبح بإمكان القوات النظامية فرض سيطرتها مجددا على المنطقة الممتدة من دمشق إلى حمص بما في ذلك المناطق الساحلية القريبة من حمص ، والأكثر من ذلك فإن قوات الأسد نجحت مؤخرا في طرد القوات المعارضة من عدة أحياء متاخمة للعاصمة السورية وقطعت خطوط الإمداد الخاصة بها لتغذية الجنوب والغرب بالسلاح والمواد القتالية الأخرى. وبحسب شيندلر ، فإن الجماعات المعارضة دخلت في صراعات مع بعضها البعض لانتزاع السيطرة على مناطق بعينها كما أن القوات النظامية لم تكتف بقطع خطوط الإمداد فحسب ، بل قطعت أيضا طرق إجلاء المقاتلين المصابين. وأوضح أن أية معركة جديدة بين طرفي الصراع في سوريا ستؤدي لإضعاف المعارضة بشكل أكبر ، مشيرا إلى أنه باستمرار القتال على النحو الذي شهدته الأسابيع الأخيرة فإن قوات الأسد يمكنها استعادة السيطرة على النصف الجنوبي من سوريا كاملا نهاية العام الجاري بينما قد يظل النصف الشمالي تحت سيطرة القوات المعارضة مع إحكام الأكراد لسيطرتهم على المناطق الخاصة بهم.