حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع من الإسراف في الأوقات وتضييعها فيما لا فائدة فيه. وقال في رسالته الأسبوعية: الوقت هو الحياة ولا يمكن استرجاعه، وعمرك ينتهي بمروره! وهو رأس مالك في هذه الحياة، فلا تصرف جزءًا منه من غير فائدة وعمل تنتفع به في الدنيا والآخرة، ويعود عليك وعلى أمتك بالخير والنفع، واعلموا أن الواجبات أكثر من الأوقات، فعاون غيرك على الانتفاع بوقته، وإن كان لك مهمة فأوجز في قضائها".
ووجه المرشد رسالة الى المسلمين قال فيها " ايها الإخوان المسلمون لا تيئسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد. ولا زال في الوقت متَّسع، ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد. والضعيف لا يظلّ ضعيفًا طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين" .. واستطرد "إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام؛ لتُخَلِّصه مما هو فيه من آلام، وإن الدَّور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وترجون من الله ما لا يرجون، فاستعدوا واعملوا اليوم، فقد تعجزون عن العمل غدًا " .
وحث المرشد العام على ضرورة التعاون بين الافراد لرفعة شأن الأمة والوصول بها إلى بر الأمان، وذلك من خلال التساند بين أبناء الأمة في عمل الخير ونشر المعروف بين الناس، وأيضا خُذلان دعاة الإثم والعدوان، وألا تمتد إليهم يد للمساندة أو التعاون، فضلا عن النصح بكفِّ الأيدي عن الأذى، قائلا ان ذلك هو " سرُّ خيرية الأمة الإسلامية، وأساس رسالتها التي تقوم على دعوة الناس جميعًا لعمل الخير والمعروف وكل ألوان البروإزالة الظلم والمنكر بالنصح والإرشاد والحكمة وتطهير المجتمع من المعاصي.
وأضاف المرشد العام أن بالتعاون بين أفراد الأمة يمكننا الخروج مما يحيط بنا من فتن، ونقدر على اجتثاث بذور الفساد، وغرس أشجار الخير والمعروف، وتحويل الطاقات الخاملة إلى طاقات منتجة، وسدّ العجز في بعض المهارات التي يحتاجها المجتمع، ومن الجهود المتضامة، والخامات المبعثرة قائلا " نستطيع أن نشيد اقتصادًا متينًا وأمة حيَّة قوية، ونحن أمة التكافل والتكامل، ولا عجب في ذلك، ألا ترى أن الأنهار التي تجري من حولنا ليست إلا قطرات المطر تجمعت وشقت لها طريقًا؛ لتمنح الحياة في كل أرض سارت فيه، "فلا يحقرنَّ أحدكم من المعروف شيئًا".
وشدد بديع على انه لا يصحُّ أن نُلقي بتبعة الارتقاء بالأمة والنهوض بها على الدولة، أو المؤسسات، ونقف موقف المتفرج، أو تستمر ثقافة أن البلد بلدهم التي كانت وقت النظام البائد تدفع إلى السلبية وعدم الولاء أو الانتماء، وأيضًا كل المجهودات التطوعية كانت معطَّلة أو يتم محاربتها، ولا بد أن يتم تغيير هذا الشعور، وتنطلق كل الطاقات في عصر الحرية والولاء والانتماء لمصر الثورة ولمشروعها العظيم، وعلينا الآن أن نملك زمام المبادرة، ويتقدم كل مواطن بما يملك وبما يستطيع من عمل صالح ينفع الناس ويعود عليهم بالخير، ومن لا يستطيع ذلك فليحثّ غيره على العمل والمساهمة في البناء .
واشار المرشد الى ان التكافل الاجتماعي أساس متين لمواجهة الشدائد التي قد تعترينا ونحن نسترد حريتنا، قائلا " يجب علينا أن يفيض بعضنا على بعض وأن يواسي بعضنا بعضًا، والواجد يحمل الفاقد، ومن له فضل يمنحه لغيره.. واستطرد "إن أبناء الوطن جميعًا يجب عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم، ويساهموا في حلِّ ما يعترضنا من مشاكل أو يواجهنا من صعوبات تراكمت من الحكم السابق الفاسد، ويعمل الكثير على أن يجعل منها عقبة كؤودًا في بناء الأمة ونهضتها، ونعمل جميعًا على أن نمسح عن الناس آلامهم، ونسدّ جوعتهم، ونكسوا عريانهم" .