بعد كل عام منصرم تتبقي بعض القضايا التي لم تحسم بعد، لتظل تداعب عقول وأذهان الشعوب والمفكرين والسياسيين في جميع أنحاء العالم ومن بين هذه القضايا التي لم تحسم، ليس فقط العام الماضي بل منذ عدة عقود، الصراع بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية فمع بداية كل عام جديد، يتنبأ المحللون بمصير الكوريتين الذي سينتهي بحرب دامية في نهاية المطاف. ولكن عام 2102 عام مختلف جداً بالنسبة لمستقبل الكوريتين، وذلك بعد وفاة كيم يونج ايل الذي حكم كوريا الشمالية بيد من حديد طوال 71 عاماً، بالإضافة الي التجارب النووية المتتالية لإاستعراض قواه أمام العالم ولكن هل يختلف الوضع بين الكوريتين بعد تسلم ابنه الأصغر كيم جونج اون السلطة ليكون خليفة له؟ يري بعض المراقبين أنه أمر مستحيل، فقد أعلنت كوريا الشمالية غداة استلام كيم جونج أون السلطة وتشييع جنازة والده الضخمة، أن علي كوريا الجنوبية ألا تتوقع أي تغيير في سياستها تجاهها، وتستبعد إمكانية مباشرة حوار بين البلدين فقد أرادت بيونج يانج إبلاغ هذه الرسالة الي من وصفتهم ب: »الحمقي في العالم« و»الدمي في كوريا الجنوبية« في بيان صادر عن لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية التي تعد أقوي هيئة في البلاد. هكذا، ازداد الأمر سوءاً بين الجارتين بعد دعوات الي التمرد ضد النظام الشمالي وجهتها بعض الأطراف من سول الي الكوريين الشماليين وأيضا لعدم السماح بالمشاركة في جنازة كيم يونغ إيل إلا لوفدين كوريين جنوبيين. وجاءت ردود الأفعال الكورية الشمالية غاضبة للغاية حيث قالت مقدمة الأخبار في قناة تليفزيونية محلية بلهجة تهديد: »إن بحر دموع شعبنا وجيشنا، التي سالت كالدماء، ستقضي علي المتمردين ليتحول الي بحر من الانتقام الذي سيحرق المتمردين واحدا واحدا إن أصوات البكاء ستتحول الي دوي رصاص سيزلزل الأرض تحت أقدام الدمي«. انقسم خبراء الشأن الكوري الي فريقين، الأول يري أنه علي الرغم من انتقال السلطة في كوريا الشمالية بعد وفاة »كيم يونج إيل« بطريقة سلمية وسلسة، إلا أن القيادة الجديدة قد تسعي من أجل إظهار قوتها الي اختلاق أزمة مع كوريا الجنوبية، أزمة قد تخرج عن السيطرة لتندلع الحرب بين الجارتين، وتجر إليها قوي أخري مثل أمريكا والصين ويبقي العزاء الوحيد في القضية الكورية أن الصين نفسها تلعب دور الكابح لجماح بيونج يانج، لأن مصلحتها تكمن في الاستقرار وعدم اندلاع أزمة علي حدودها. أما الفريق الآخر فيراهن علي أن تعيين زعيم جديد علي رأس كوريا الشمالية لا يعني بالضرورة أن يتبع نفس نهج والده ولكنه يمكن أن يشارك في المحادثات السداسية (الولاياتالمتحدة وروسيا والكوريتان والصين واليابان) لنزع السلاح النووي الكوري الشمالي خاصة بعد ان أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تأمل في العمل مع كوريا الشمالية بعد فترة الحداد علي وفاة كيم يونج إيل.