أعجبني ان اسمع حكاية شابين كانا في طريقهما من مدينة أكتوبر إلي قلب القاهرة.. وإذا بهما تقع عيناهما علي سيارة فاخرة تجري امامهما والذي يقودها شاب مشكوك في أمره.. لأن منظره لايوحي انه سائق.. ولاصاحب سيارة.. فقام الشابان بملاحقته فأحس بمطاردتهما له فحاول الافلات منهما، الأمر الذي يؤكد أن السيارة ليست سيارته وانها مسروقة والذي يقودها هو واحد من البلطجية. وظل الشابان يطاردان السيارة المسروقة، ونقل أحدهما بتليفونه المحمول أو صافها للشرطة فقابلتهما علي الطريق سيارة شرطة وأخرج قائدها مسدسه الميري واطلق اربع رصاصات في الهواء.. فاستسلم البلطجي وأوقف السيارة وبتفتيشه عثر معه علي قطعة سلاح »ومطواه قرن غزال« واعترف انه استولي علي السيارة من صاحبها بتهديده بالقتل، فأجبره علي مغادرة السيارة واستولي عليها. أبطال هذه القصة رأيتهما بعيني في برنامج تليفزيوني عن الأمن علي القناة الاولي وقد تابعت تفاصيله لأن الحكاية شدتني، وكنت معجبا بالشابين.. ومتأثرا بلحظة عودة السيارة إلي صاحبها الذي كاد يصاب بالسكتة القلبية من الفرحة وهو يحضن الشابين.. والبلطجي ماثل أمام الشرطة يعترف بجريمته.. .. الحكاية كأنها حلم.. لم أصدق ان الدنيا بخير ولاتزال فيها الشهامة والرجولة، فبعد ان كان الناس يهربون من مثل هذه المواقف.. اصبح هم الذين يواجهون البلطجية.. فقد كان الشارع المصري مصابا بالسلبية.. وكنا نري الناس يتجمعون كثيرا في الاحداث وبدلا من ان يتصدروا للبلطجية، كانوا يتصدوا للشرطة.. فعندما يعتدي احد رجال الشرطة علي سائق »ميكروباص« نري العشرات تجمعوا وحاولوا ضرب رجل الشرطة لا لشئ.. وهذه هي طبيعة الشارع المصري يتجمهر تعاطفا مع المقبوض عليه دون أن يعرف حقيقته.. من هنا تراجع الأمن.. وحدث الانفلات في الشارع المصري.. وكون ان الصورة تتغير الان ونري وقفة شهامة من الشارع المصري مع الأمن.. فهذه ملامح تبشر بعودة الامن إلي قوته.. واختفاء الانفلات الأمني.