حالة من الارتياح سادت الشارع المصري بعد الاعلان من جديد عن لقاء السوبر المصري السعودي بمشاركة النادي الأهلي، وهذه الحالة لم تأت من فراغ، بل جاءت عن اقتناع تام من كل الأطراف، فالزمالك بطل الكأس لعب مباراة السوبر الاولي امام شقيقه الهلال السعودي، وقدم عرضا رائعا وفاز بالبطولة والاحترام والمكافأة المالية وعاد الي القاهرة يحمل كأسا تحمل اسما عزيزا علينا جميعا. أما الأهلي فتأجلت مشاركته لأسباب فوق ارادته لانشغاله بالبطولة الافريقية، والتي صعد الي النهائي فيها للمرة الثانية علي التوالي محاولا تحطيم أرقامه القياسية في هذه البطولة. وهاني ابوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري ساهم بقوة في تذليل العقبات وانهاء جزء كبير من الخلافات بين كل الأطراف بمشاركة العقلاء من رجال الدولة هنا وهناك وهو ما كان له أكبر الاثر في تجاوز الخلافات والمشاكل والعقبات والتي كان أيضا للاتحاد السعودي لكرة القدم ورجاله دور كبير في تجاوز كل خلافات الماضي والعمل علي فتح صفحة جديدة ومهمة في تدعيم العلاقات الرياضية المصرية السعودية والعمل علي وضع أسس جديدة وواضحة من أجل أن تستمر هذه البطولة للابد خصوصا وأنها تحمل اسمين عزيزين علي العالم العربي أجمع. ولكن لابد من الوقوف علي الأخطاء التي حدثت سابقا ومحاولة عدم تكرارها مرة اخري حتي لا نقع في نفس الأخطاء من جديد، وشخصيا أري أن البيانات المتبادلة بين الاتحاد المصري والنادي الأهلي ثم تعليق السيد تركي آل الشيخ لما تناولته من زوايا ايجابية رغبة واضحة في بداية صفحة جديدة هي أفضل ما أفرزته هذه الازمة والتي استمرت لفترة غير قصيرة وأشعلت النيران عبر صفحات التواصل الاجتماعي حتي وصلت إلي بعض الجماهير الثائرة والتي كادت ان تنهي كل محاولات الصلح بين جميع الاطراف.. وبالتحليل الهاديء لما حدث نجد أن كل الاطراف رابحة وأولهم نادي الزمالك الذي شارك وتألق وفاز، ثم النادي الأهلي والذي أثبت أن مبادئه وتقاليده ستعيش دوما والي الابد طالما ظل هناك أشخاص علي رأس إدارة الأهلي يقدرون ويعرفون معني القيم والمباديء. أيضا المستشار تركي آل الشيخ بكلماته الطيبة والتي حملت الكثير من معاني التقدير للطرفين وأيضا ترحيبه الشديد بعودة النادي الأهلي وتكراره بأنه أحد محبي هذا النادي العظيم، لذا فأنا أرجو من كل الأطراف أن يستفيدوا من هذه التجربة الصعبة وان يبدأوا فورا في وضع بروتوكول للتبادل الكروي بين مصر والسعودية أكبر دولتين في المنطقة علي مستوي المنتخبات بكافة أعمارها والأندية أيضا، كما أنني أطالب الكبار في مصر والسعودية بأن يكون هناك توحيد في معسكرات الاعداد داخل مصر والسعودية وخارجها للاستفادة من حالة الوفاق والوئام التام التي تجمع بين كل الاطراف، وهذا الأمر يطول شرحه لنحقق الاستفادة الكاملة.. كلمة أخيرة .. كل التحية لل»جنود» المجهولين الذين نجحوا في اذابة الخلافات وأعادوا الأمور الي طبيعتها وهذا عهدنا بهم علي الدوأم.