نسيم محمل بالشوق يرفرف بين جنبات قلبه كلما رآها.. وعين تلمع ببريق الحب معلنة عشقه لها.. لم يقو علي مصارحتها بمشاعره فهي تحمل مؤهلا جامعيا في حين عجز هو عن الحصول علي الشهادة الإعدادية. تقدم »أحمد» لخطبة »مني» وهو متيقن من رفض أبيها له.. إلا أنه فوجئ بموافقته لسمعته الطيبة وسمعة والده الحسنة. تمت الخطبة وخلال فترة قصيرة اقتربت منه »مني» واحبته كثيرا وتعلقت به في حين ازداد »أحمد» هياما بها وظل يعمل ليلا ونهارا.. حتي يستطيع تجهيز مسكن الزوجية.. ولكن حدث مالم يكن في الحسبان.. فقد توفي صاحب الورشة.. وأغلقها أبنائه لحين إشعار آخر.. وجد »أحمد» نفسه ضائعا وفشل في الحصول علي عمل وتوقف فيما قد بدأه في مسكن الزوجية .. وطالت فترة الخطوبة وحينما جاء الموعد المتفق عليه لاتمام الزواج تهرب »أحمد» وطلب من والد »مني» اعطائه فرصة أخري ولكن هيهات فقد طالت المدة حتي وصلت عامين.. وهنا قرر والدها انهاء الخطبة. رفض »أحمد» وتوسل إليه ولكنه أصر وتم ذلك في جلسة عرفية حضرها اعمام »مني».. بعدها خرج أحمد هائما علي وجهه لايدري ماذا يفعل.. نيران الغضب اشتعلت في قلبه.. أيام تمر وصورتها لاتفارق خياله.. حاول مهاتفتها اكثر من مرة ولكنها اعتادت غلق الخط في وجهه تنفيذا لاوامر والدها. حتي كان ذات يوم سمع من الجيران أنه ستتم خطبة حبيبته لابن عمها جن جنونه وأعماه الغضب وقرر رد الصفعة لوالد حبيبته. أضمر في نفسه انتقاما قاسيا.. أحضر زجاجة بها بنزين وذهب إلي منزل مني.. وجدها تقف مع والدتها.. هرول إليها.. سكب الزجاجة بأكملها عليهما.. أشعل فيهما النيران.. لحظات وتجمع الأهالي وعلا دخان الحريق علي أصوات صراخ الحضور الذين أسرعوا بإطفاء النيران.. ونقلوا مني ووالدتها الي المستشفي.. أقر الأطباء أن الحروق من الدرجة الثالثة..توفيت الام أولا.. ولحقت بها ابنتها .. تم القبض علي »أحمد» وفي البداية أنكر واقر بأن مني هي من أشعلت النيران في نفسها ووالدتها..ولكن الشهود أقروا بانه الجاني الأصلي للجريمة.. واحيل الي محكمة جنايات المحلة الكبري لتقضي بإعدامه شنقا بعد استطلاع رأي فضيلة المفتي.. وقد صدر الحكم برئاسة المستسار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد السعدني و عصام سلمان.