لم أتوقع نجاح ثورة الشباب،واعتبرتهم شوية عيال. ولقد فرحت بها جدا.. جدا.. جدا،وأيقنت ساعتها أن هذا ليس زماننا وإنما زمان الشباب. كانت هذه كلمات أطلقها الكاتب الكبير محسن محمد بمنتهي الصدق والوضوح، تعليقا علي ثورة 52 يناير. لقد احترمته كثيرا.. لأنه لم يدع بطولات زائفة ولم يحاول أن يصور نفسه العراف الأكبر الذي تنبأ باندلاع الثورة أو الفيلسوف العظيم الذي يقرأ ما وراء الأحداث.. ولأنه لم يضع خارطة للثوار ليسيروا علي هداها. ما أجمل الصدق مع النفس ومع الغير! نريد أن نتخلص من مرض الكذب وتزييف الحقائق وادعاد البطولات. كنا نتعايش من قبل مع هذه الآفات. الكذب كان سياسة الدولة منذ أكثر من ستين عاما. فانتشر الكذب بين الناس. وأصبح كل واحد يكذب علي الآخر وإن نجح في خداعه يعتبر نفسه عبقري زمانه! في الدول المتقدمة الحرة،لا يحتاج المواطن أن يكذب.. لأنه يشعر انه قوي. ولا يعرف الخوف ولا يلجأ إلي تزييف الحقائق أو التعتيم. ليتنا نبدأ بأن نُعَودْ أبناءنا علي الصدق والصراحة ونزرع فيهم الشجاعة والقدرة علي الحوار. لا نعاقبهم إن قالوا الحقيقة بل نكافئهم علي كلمة الحق. يجب أن نتخلص من نقيصة الكذب لأنها تشوه أعمارنا وتزيف تاريخنا. نحتاج اليوم إلي الصدق والوضوح.. والبعد عن المراوغة،لنسير بخطوات ثابتة نحو مستقبل أفضل! اللهم احمنا من الكذابين الذين خربوا البلد وهم يؤكدون لنا أنهم يرفعونها إلي عنان السماء.