قبل شهر ونصف علي انطلاق دورته الثانية (من 20 إلي 26 فبراير المقبل) يواجه مهرجان أسوان لأفلام المرأة أزمة مالية، فالمهرجان الذي بدأ العام الماضي مواكباً لدعوة الرئيس السيسي بأن يكون 2017 عام المرأة المصرية واجه صعوبة شديدة في خروج دورته الأولي لقلة الدعم المادي المتاح له، ومع ذلك أصر القائمون عليه ضرورة الدفع لخروجها، وكان لديهم كل الحق في ذلك، فقد انطلق من محافظة أسوان الساحرة التي تغيب السينما عن أهلها ولا يوجد بها سوي دار عرض سينمائي واحدة لا تروي ظمأ مدنها العشر ولا سكانها الذين تجاوزوا المليون و300 ألف نسمة. وفي الوقت الذي تقدم وزارة الثقافة للمهرجان دعماً لوجستياً وكذلك وزارة السياحة، إضافة إلي إسهامات المركز القومي للمرأة، تظل حاجته إلي سيولة مالية لشراء حقوق عرض الأفلام وشحنها واستئجار معدات عرضها وإقامة حفلي الافتتاح والختام وتفاصيل عديدة تستلزم إنفاقاً مالياً مباشراً، خاصة وهو يقيم دورة استثنائية تحمل اسم المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد ويحتفي بها بعد أن نجح حسن أبوالعلا مدير المهرجان في دعوتها . وكان المهرجان باختيارات أفلامه وندواته وورش صناعة الأفلام، طاقة نور لأهل أسوان لإطلاعهم علي تجارب سينمائية مهمة دفعت النساء وطالبات الجامعة للمشاركة في منتدي المرأة والورش الفنية التي أقامها للتدريب علي صناعة الأفلام القصيرة، وهو ما جعل رئيس المهرجان محمد عبد الخالق يقرر مشاركة أبناء أسوان بتجاربهم في الدورة المقبلة، ولو أنه نجح في ذلك سيكون قد أصاب أحد أهم أهدافه في اكتشاف المواهب السينمائية من أبناء المدينة. لقد حققت الدورة الأولي للمهرجان كثير من أهدافها وكان من المتوقع أن تجد حماساً من المحافظة ورجال الأعمال بها، لاسيما والمهرجان يقوم بدور مزدوج في نشر ثقافة السينما والاحتفاء بمبدعاتها، ويحقق ترويجاً سياحياً للمدينة بعيداً عن الملايين التي تنفق في الدعاية المباشرة ولا تحقق نفس المردود، وفي كل مهرجانات الدنيا صغيرة أو كبيرة يشارك أبناء المدينة في دعمها لأنهم المستفيد الأول بما يساهم في إثراء مدينتهم، فهل هناك من يسارع ويستجيب فوراً لدعم مهرجان أسوان الذي يملك الكثير من المقومات؟!