لن يجدي النواح الآن، لن ينفعنا البكاء كالنساء علي قدس.. لم نحمها كالرجال. زهرة المدائن اختطفت منذ عقود ونحن - عربا ومسلمين- كالأصنام لم يهتز لنا جفن، لن يثني لطم الخدود سمسار أمريكا الأهوج عن قراره الكارثي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إلي القدسالمحتلة. لن يمسح العويل بصقة راعي البقر عن وجوهنا جميعا، نحن شيعنا رجولتنا ونخوننا منذ أن فرطنا في أرضنا وعرضا بكل هذا التخاذل، نحن فقدنا الحياء منذ أن أهدينا احفاد القردة والخنازير في صمت مخز مدينة السلام مسري الأنبياء ومهد الأديان.. حتي لا نضلل أنفسنا ونقتل ما تبقي من ضمائرنا علينا الاعتراف باننا وقبل أمريكا وإسرائيل سلمنا القدس في لفة هدايا لاعدائنا. الدولة العبرية قبل 37 عاما بالتمام والكمال اعلنت أن القدس عاصمة أبدية لها ولم يرد عليها سوي الحناجر الفارغة والتي يشبه حديثها إلي حد بعيد الصمت.. الكونجرس الأمريكي اصدر منذ 22 عاما قانونا يقضي بنقل السفارة إلي زهرة المدائن فماذا فعلنا؟ للحق لم نفعل شيئا وكأننا أموات وأكوام من عظام!! الآن وبعد أن طعننا السمسار بهذا القانون المشئوم فماذا نحن فاعلون؟ اغلب الظن أننا سنقيم مأتما كبيرا.. ونبكي فوق جسد القدس المسلوب ونستقبل فيه كل محترفي الضجيج والحنجورية والخطب النارية التي لا تساوي ثمن الحبر والأوراق التي كتبت عليها ثم ينفض العزاء سريعا ونحتضن وكستنا وننام!! يا أمة الفرص الضائعة ونحن في سبيلنا لنلقي مصير الأمم المنقرضة مازالت أمامنا فرصة حتي ولو من باب الحفاظ علي ماء الوجه، لماذا لا يشعل العرب ثورة قانونية وقضائية أمام محاكم العالم لاثبات حقوقنا في القدس المنهوبة؟ تري لو كلفنا انفسنا ومنذ صدور قانون نقل السفارة عناء إقامة دعوي قضائية أمام القضاء الأمريكي والمحافل الدولية ضد هذا القانون الباطل باعتباره مخالفا لكل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية لكان هذا القانون نسنا منسيا!! هذه ربما تكون فرصتنا الأخيرة وإذا لم يحدث هذا فإن القدس ستكون لهم وسيظل لنا الخزي والعار.