حالة من الرعب والقلق تعيشها الأسرة الحاكمة في قطر، بسبب التداعيات السريعة والخطيرة مع عدد من الدول العربية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها بسبب مواقفها المشبوهة ودعمها الدائم للكيانات والتنظيمات الإرهابية.. تأتي هذه المخاوف بالتزامن مع تحركات لعدد من المعارضين والرافضين لحكم الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وتأسيس ائتلاف للمعارضة القطرية في جنيف بهدف الإطاحة بنظام تميم نظراً لسوء استخدامه للسلطة، وتقديم تميم للمحاكمة وإعلان حكومة إنقاذ من جنيف، خاصة بعد اعتقال المعارض القطري الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني من قبل السلطات القطرية ووضعه رهن الإقامة الجبرية ومصادرة جميع متعلقاته، تزامناً مع أنباء تعرض وزير الدفاع القطري خالد العطية لمحاولة اغتيال. تواصلت »أخبار اليوم» مع عدد من المعارضة القطرية لمعرفة تداعيات الأحداث في الإمارة وما قد تسفر عنه الأحداث في الأيام المقبلة. يقول المستشار علي الدهنيم، المعارض القطري والضابط السابق بالمخابرات القطرية أن الأزمة العربية - القطرية ستتأزم أكثر من وضعها الحالي لأن قطر لن ترضي بالشروط التي وضعتها الدول العربية لقبول عودة قطر من جديد. فالإدارة القطرية تري في هذه الشروط تركيعاً لها. والمواطن القطري لا يستطيع الوقوف في وجه النظام، لأن الأسرة الحاكمة عملت علي تهميشه فهو لا يمارس حقه في السياسة والفكر بشكل واضح أو صريح لأنه لا يملك الأدوات والمؤسسات التي تؤهله للقيام بذلك وبالتالي الوقوف بوعي أمام النظام القطري. كما أن هناك دستورا معطلا ولا برلمانا منتخبا ولا حرية رأي.. الشعب ضد سياسة الأسرة الحاكمة في قطر التي أدخلته في صراع مع الأشقاء العرب. هم يريدون تغيير النظام لكنهم يخشونه. ويقول عن احتضان قطر للإخوان المسلمين والوقوف ضد إرادة الشعب المصري، إن قطر لها نفوذ كبير مع الإخوان المسملين ولها أيضاً علاقة قوية بإسرائيل والموساد الإسرائيلي، ولها أجندة متشابهة مع إسرائيل، فالدوحة تصنع الإرهاب وترعاه في المنطقة، فهي من قَوت ودعمت الإخوان لحكم مصر.. والآن هي تعيد صناعة الفكر المتطرف والإرهابيين من أجل تنفيذ أجندتها من أجل مصلحتها فقط دون الاعتبار إلي عدم استقرار جيرانها أو المنطقة بشكل عام. ويوضح أن المعارضة القطرية الوليدة في جنيف تعمل للإطاحة بتميم، وهي خطوة جيدة، والأسرة الحاكمة في قطر تعيش في حالة من الرعب بسبب تحركات المعارضة في الخارج من أجل الإطاحة بها. وأنه لابد من دعم هذا الائتلاف من قبل الدول العربية لتفعيله علي الأرض.. فهذا الائتلاف يحتاج إلي الدعم اللوجيستي والمادي كي يكون هيئة فاعلة تقف بوجه النظام القطري الذي يعمل منذ سنوات علي زعزعة استقرار الدول العربية. ان الإدارة الأمريكية الحالية تحاول إصلاح ما أفسدته إدارة أوباما.. فالرئيس ترامب رأي أنه لا يمكن محاربة داعش دون ترك من يموله، فهو يري أن قطر هي الأب الروحي لداعش والجماعات المتطرفة التي تهدد منطقة الشرق الأوسط. ويشير إلي أن قرار مقاطعة قطر، هو أول الإجراءات التي ستتخذها الدول العربية وأن هناك إجراءات أخري سيتم تفعيلها في الأيام المقبلة، مشيراً إلي أن إيران لن تنفع الدوحة في هذه الأزمة، فإيران تري أننا أعداء وليس حلفاء ولا يوجد قواسم مشتركة بيننا، هي فقط تريد الاستفادة من الوضع الحالي لمصلحتها الشخصية، والتقارب القطري - الإيراني في هذه الأزمة قد يزيد من عزلة قطر وخروجها من مجلس التعاون الخليجي. وتوقعت مني السليطي المعارضة القطرية، ان يكون هناك احتمالان لسيناريوهات الأزمة الحالية أولهما احتواء خليجي للأزمة عبر وساطة دولية قوية، والثاني قد يكون احتمالية الاشارة بالتدخل العسكري من الدول التي أصدرت قرار المقاطعة مع قطر، فما يحدث الآن هو هدوء يسبق العاصفة. وأوضحت أنه مثلما تقوم الحكومة القطرية بدعم الإرهاب الخارجي تقوم أيضاً بإرهاب داخلي للشعب القطري فالمواطن القطري يعيش أشد أنواع الإرهاب، حيث أعلنت مؤخراً وزارة الاتصالات القطرية ان اتصالاتهم مراقبة وحذرتهم من الحديث في الأزمة وأي شخص يتحدث في ذلك الأمر لابد من الإبلاغ عنه.. وبينت أن الشباب القطري يتم التغرير به وإلحاقهم في معسكرات التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرهما من أجل تنفيذ سياسات قطر الإرهابية.. وأعتقد أنه إذا كانت هناك مساعدة خارجية، فالشعب القطري قد يثور ضد الحكومة والأسرة الحاكمة في قطر. وتري أن ما يحدث الآن مع قطر أمر طبيعي، فهي من خانت أولاً أشقاءها العرب، فقطر خانت مصر والسعودية والإمارات وغيرها من الدول العربية باستضافتها قيادات الإخوان وإيوائهم ودعم الجماعات المتطرفة وزعزعة استقرار المنطقة وارتمائها في أحضان إيران. فمصر دولة ذات سيادة ولا يجب التدخل في شئونها أو معاداتها والدول العربية والخليجية لدينا معهم مصالح مشتركة وأمن قومي عربي واحد. ولقد ساندت مصر قطر في حرب الخليج، وكيف تنسي الدوحة وقوف مصر بجانبها، وكيف لا تدرك قطر أن العداء بين إيران والعرب هو عداء عنصري بالدرجة الأولي؟ قطر تري في إيران أنها المنقذ وتعتمد علي الإيرانيين علي أساس أنهم أكثر وفاء من العرب، ولذلك تحتمي بهم، ولا نغفل أن هناك مجموعة من الحرس الثوري الإيراني يحمون الأمير تميم في قصره، وهم يتحدثون العربية بطلاقة ويرتدون ملابس قطرية. وتتوقع أن يتزايد التعاون الأمريكي - العربي في الفترة المقبلة لدحر الإرهاب، مشيرة إلي أن الخاسر في هذه المعركة ستكون الدوحة لرعايتها للإرهاب والإرهابيين، وسوف ينبذها المجتمع الدولي، فمشكلتها أنها لا تري سوي مصلحتها والتي تضعها فوق أي اعتبار، حتي ولو كان علي حساب جيرانها، وهو ما سيقودها إلي الانهيار.