الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«العمل» تحرر 6185 محضرًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 22 يومًا
انتخابات مجلس النواب.. أسماء محافظات المرحلة الثانية
جامعة قناة السويس تشارك في معرض تراثنا الدولي (صور)
أسعار الخضروات اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 بأسواق الأقصر
سعر الذهب اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 وعيار 21 للبيع.. خبير يكشف توقعات الفترة المقبلة
مساء اليوم.. الجيزة تعلن قطع المياه 6 ساعات عن هذه المناطق (تفاصيل)
الفيدرالي الأمريكي والإغلاق الحكومي، هل تتغير قواعد اللعبة بعد تهديد ترامب؟
وزير الزراعة: لا تهاون مع المتلاعبين بالأسمدة.. ووقف الدعم في هذه الحالة
تكريم الشركات المصرية المساهمة في صيانة "كيما" بحضور وزير قطاع الأعمال
«اعتقدنا أنه هجوم نووي».. انفجار مصفاة نفط يثير الرعب في لوس أنجلوس (صور)
جيش الاحتلال ينشئ موقعا عسكريا قرب شارع الرشيد بمدينة غزة
أول تعليق من الفصائل الفلسطينية حول خطة ترامب
سلوت يثير الجدل بشأن إصابة نجم ليفربول.. ويكشف موقف إيكيتيكي
كرة القدم النسائية، الأهلي يواجه فريق مسار في بطولة الدوري اليوم
بوستيكوجلو: لا يمكنني التحكم في رأي الجماهير بشأن المطالبة بإقالتي
مصرع شخصين وإصابة آخر في انقلاب سيارة بطريق رأس غارب- الغردقة
مخرج «استنساخ»: سامح حسين مغامر واعتبره رمزًا تأثرت به كثيرًا
وعكة صحية تضرب محمد زيدان، تعرف على التفاصيل
أفضل الأعمال المستحبة في يوم الجمعة.. الإفتاء توضح
استشاري تغذية علاجية: الأضرار المحتملة من اللبن تنحصر في حالتين فقط
فوائد السمك للطفل الرضيع وشروط تقديمه
طارق الشناوي يشيد بفيلم «فيها إيه يعني»: مختلف وجريء.. يُبكيك ويُضحكك
غدًا.. استكمال محاكمة سارة خليفة و27 متهمًا بتخليق المواد المخدرة وتصنيعها
مواعيد مباريات الجمعة 3 أكتوبر.. البنك الأهلي ضد المصري والدوري الإنجليزي
الصين تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
الزمالك يختتم تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة غزل المحلة
أحمد ربيع يقترب من الظهور الأول مع الزمالك
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 3-10-2025 في محافظة قنا
إسرائيل تستهدف منظومة دفاعية لحزب الله في جنوب لبنان
بريطانيا..مقتل 2 وإصابة 4 في هجوم دهس وطعن خارج كنيس يهودي
هل تتحقق توقعات ليلى عبد اللطيف بثراء 4 أبراج فى أواخر عام 2025؟
بوتين يحذر أمريكا من تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك
القنوات الناقلة مباشر لمباراة مصر ضد تشيلي في كأس العالم للشباب 2025
موعد شهر رمضان 2026 .. تعرف على غرة الشهر الكريم وعدد أيام الصيام
ليلى علوي تنهار من البكاء خلال مهرجان الإسكندرية.. اعرف التفاصيل
تصريح صادم من سماح أنور عن المخرجة كاملة أبو ذكري
محافظ الإسكندرية عن التكدسات المرورية: المواطن خط أحمر ولن نسمح بتعطيل مصالحه
القبض على المتهم بالشروع فى قتل صاحب محل بالوراق
«كوكا حطه في جيبه».. أحمد بلال ينتقد بيزيرا بعد مباراة القمة (فيديو)
استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله
رياض الخولي أثناء تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي: "أول مرة أحضر مهرجان .. وسعيد بتكريمي وأنا على قيد الحياة"
سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال
الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حدث تاريخي.. أول ترشيح مصري منذ 20 عامًا
نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة
مختار نوح: يجب محاسبة محمد حسان على دعواته للجهاد في سوريا
مدرسة المشاغبين، قرار صارم من محافظ القليوبية في واقعة ضرب معلم لزميله داخل مكتب مدير المدرسة
اللجنة النقابية تكشف حقيقة بيان الصفحة الرسمية بشأن تطبيق الحد الأدنى للأجور
بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية
انتداب المعمل الجنائي لفحص حريق مخزن وشقة سكنية بالخانكة
حزب الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية
نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة| فيديو وصور
أتربة عالقة في الأجواء .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025
«هيدوب في بوقك».. طريقة سهلة لعمل الليمون المخلل في البيت
ضيفي ملعقة «فلفل أسود» داخل الغسالة ولاحظي ماذا يحدث لملابسك
انفصال 4 عربات من قطار بضائع بسوهاج
أسعار الخضروات في أسيوط اليوم الجمعة 3102025
منافسة ساخنة على لوحة سيارة مميزة "ص أ ص - 666" والسعر يصل 1.4 مليون جنيه
الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
حديث في الثقافة
الأزهر منارة الفگر الوسطي
الإمام الأكبر أ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
نشر في
أخبار اليوم
يوم 29 - 03 - 2013
الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب
جامعة الأزهرِ الشريفِ، أقدَمُ جامعةٍ عَرَفَها العالمُ، وأكبرُ معهدٍ علميٍّ عريقٍ وَقَفَتْ مآذِنُه وقِبَابُه تتحدَّي الزَّمانَ وتُطِلُّ علي الوجودِ مِن سماءِ ألفِ عامٍ أو يزيدْ، وَصَفَهُ علماءُ التاريخِ بأنَّه أقدمُ جامعةٍ علي وجهِ الأرضِ، ولا يَعْنُونَ بطبيعةِ الحالِ أنَّه أقدمُ الجامعاتِ نشأةً وظهورًا؛ فقد كانت هناك جامعاتٌ ومعاهدُ في مصرَ وغيرِها تسبِقُ الأزهرَ وتتقدَّمُه، مثلُ جامعاتِ منف وهليوبوليس في العصرِ الفرعونيِّ، وأكاديميةِ
الإسكندريةِ
ومكتبتِها في العصرَينِ البطلميِّ والرومانيِّ، وأكاديميةِ
أثينا
في العصرِ الهلينيِّ، لكنْ هذه الجامعاتُ -وغيرُها كثيرٌ- قد بَادَتْ وأصبحتْ أثرًا بعد عينٍ، بينما بَقِيَ الأزهرُ الشريفُ عامرًا بالبحثِ والدرسِ وطلبِ العلمِ والمعرفةِ منذ نشأتِه قبلَ عشرةِ قرونٍ وحتي يومِ الناسِ هذا.
وقد عَرَفَتْ مصرُ قبلَ الجامعِ الأزهرِ ثلاثةَ جوامعَ كبري: جامعَ عمرو بنِ العاص بمدينةِ الفسطاطِ الَّتي أنشأها هذا الصحابيُّ الجليلُ عَقِبَ فتحِه مصرَ سنةَ إحدي وعشرينَ للهجرةِ (641م)، وجامعَ مدينةِ العسكرِ الَّتي بناها الجنودُ العباسيُّونَ بعدَ القضاءِ علي آخرَ خليفةٍ أُمَوِيٍّ بمصرَ، عامَ ثلاثٍ وثلاثينٍ ومئة من الهجرة (750م)، وجامعَ مدينةِ القطائعِ الَّتي أنشأها أحمدُ بنُ طولونَ عامَ ستٍ وخمسينِ ومِئةٍ من الهجرة (780م) ، غيرَ أنَّ الجامعَ الأزهرَ الَّذي بُنِيَ -بعد ذلك- كان هو المنارةَ الَّتي ادَّخَرَتْهَا العنايةُ الإلهيَّةُ لتكونَ مركزًا لحكمةِ القرآنِ والسُّنَّةِ وعلومِ العقلِ والنقلِ، وأذواقِ القلبِ ومواجيدِهِ، ومعارفِ الروحِ وأسرارِها.
والأزهرُ هو أوَّلُ مسجدٍ أُنْشِئَ بمدينةِ
القاهرةِ
، بعدما خطَّطَها وبناها جوهرُ الصِّقليُّ، الَّذي وُلِدَ بصقليَّةَ (300 ه)، ونشأَ في المغربِ وتفرَّدَ بالجمعِ بين التَّبحُّرِ في علومِ الدِّينِ والمهارةِ في قيادةِ الحروبِ، وقد شَرَعَ في بناءِ الجامعِ الأزهرِ في الرابعِ والعشرينَ مِن جمادي الأولي سنةَ تسعٍ وخمسينَ وثلاثمئةٍ مِن هجرةِ النبيِّ (4 أبريل 970 م)، وأُقيمت الصلاةُ فيه في رمضانَ سنةَ إحدي وستِّينَ وثلاثمئةٍ ه (يونيو 971 م)، وقد كان مخططًا لهذا المسجدِ الكبيرِ أن ينشُرَ ثقافةً خاصَّةً ومذهبًا عقديًّا بعينِه، هو المذهبُ الشيعيُّ الإسماعيلي الَّذي كان المذهبَ الرسميَّ للدولةِ آنذاكَ، إلَّا أنَّ الأقدارَ أرادَتْ له أمرًا آخرَ مُختلفًا تمامَ الاختلافِ، إذ ما لَبِثَ أن صارَ منارةً تُشِعُّ مِنها أنوارَ جميعِ العلومِ الإسلامِيَّةِ الَّتي ارتبطَتْ بالقرآنِ والسُّنَّةِ واجتهاداتِ أئمَّةِ أهل السنة والجماعة علي اختلافِ مذاهبِهم ومشاربِهم.. وقد انفرَدَ الأزهرُ الشريفُ جامعًا وجامعةً بمَيزَتَيْنِ جَعَلَتا مِنه المرجعيَّةَ الكبري للمسلمِين:
أولي هاتَينِ الميزَتَينِ أنَّ التعليمَ الأزهريَّ يُقَدِّمُ الفَهْمَ الصَّحِيحَ للإسلامِ، ويعكِسُ وجهَهُ الحقيقيَّ النَّاصِعَ، ويعبِّرُ عن تُرَاثِ الإسلامِ بِكُلِّ تجلياتِهِ وتنوُّعَاتِه النقليَّةِ والعقليَّةِ العرفانيَّةِ، والتي مَكَّنَتْ حضارةَ المُسلمِينَ مِن استيعابِ الحضاراتِ الأخري أخذًا وعطاءً، وثراءً وإثراءً، حتي وإن اختَلَفَتْ معها دينًا وعقيدةً وسلوكًا. والأزهرُ في ثقافتِه ومناهجِه التعليميَّةِ، هو الحارسُ اليقظُ علي هذه التنوُّعَاتِ التراثِيَّةِ الَّتي جعلتْ مِن نهجِه المتميِّزِ نهجًا حواريًّا تعدُّديًّا، يَنْفِرُ مِن الانكفاءِ علي مذهبٍ واحدٍ يُرَوِّجُهُ ويصادرُ بِه المذاهبَ الأخري الَّتي تقلَّدَها المسلمُونَ عبرَ التاريخِ وأهَّلتهم لأن يتأثَّرُوا ويُؤَثِّرُوا فيما حولهم مِن حضاراتِ
الأممِ
وتجلياتِها الثقافيَّةِ والعِلْمِيَّةِ والفنيَّةِ.. 1إنَّ الأزهرَ الشريفَ لا يزالُ حتي هذه اللحظةِ يُطَبِّقُ المنهجَ التعدُّدِيَّ في دراسةِ التُّراثِ، فأساس الدَّرسِ فيه في الفقهِ مذاهبَ أهلِ السُّنَّةِ (الحنفي والمالكي والشافعي والحنفي) كما يُدَرِّس علي سبيل المقارنة مذهبِ الشيعةِ الإماميَّةِ، ومذهبِ الزيديَّةِ، ومذهبِ الإباضيَّةِ، يُدَرِّسُها لطُلَّابِهِ بِحُسْبَانِها مذاهبَ تاريخية وجدت في تاريخنا وعَبَّرَت بشكل أو بآخر عن فهمها للإسلام، كما يُدَرِّسُ بالأساس عقائد أهل السنة والجماعة بكل أطيافهم: الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث، كما يُتيحُ للطالب معرفة نظريّات المعتزلةِ والجَبْرِيَّة، والشِّيعَة والإباضِيّة، بمُخَتلِفِ مدارسِهِم في القديمِ والحديثِ، لا يُقْصِي أحدًا، ولا يَحْجُرُ علي هذه المدرسةِ أو تلكَ، ثُمَّ هو يُدَرِّسُ الفلسفةَ اليونانيَّةَ، والفلسفاتِ الشرقيَّةَ القديمةَ، وفلسفاتِ العصرِ الوسيطِ ومدارسَ الفلسفةِ الحديثةِ والمعاصرةِ، ويُدَرِّسُ الأديانَ السماويَّةَ: اليهوديَّةَ والمسيحيَّةَ، ويري أنَّ قضايا الخلافِ بينَه وبينها لا تُفسدُ وِدًّا ولا تقطعُ رَحمًا، ويعملُ علي توسيعِ دائرةِ الاتِّفَاقِ الَّتي تأتلفُ فيها جميعُ الرسالاتِ الإلهيَّةِ ويتعانقُ فيها كلُّ الأنبياءِ والرُّسُلِ، وتَرُدُّهم جميعًا إلي أصلٍ واحدٍ وأَرْوِمَةٍ مشتركةٍ، ونحنُ الأزهريِّينَ نؤمِنُ بوَحْدَةِ الدِّينِ الإلهيِّ وأُخُوَّةِ الأنبياءِ الَّتي قرَّرَها القرآنُ الكريمُ منذ أربعةَ عشرَ قرنًا مِن الزَّمَانِ، قبلَ هذه الدَّعَوَاتِ الحديثةِ الَّتي تُنَادِي في الغربِ الآنَ بوَحْدَةِ الرِّسَالاتِ الإبراهيميَّةِ. ونحفظُ في ذلك الحديثَ النبويَّ الشريفَ الَّذي يُقَرِّرُ أنَّ ((الأنبياءَ إخوةٌ لعَلَّاتٍ، أمهاتُهم شتَّي ودينُهم واحدٌ)).
والأزهرُ يُعَلِّمُ حقوقَ الإنسانِ علي نحوٍ أقوي وأتمَّ مما تقولُه برامجُ
الأممِ
المتَّحِدَةِ عن هذه الحقوقِ، بل نَزعُمُ أنَّ الممارساتِ العمليَّةِ لهذه الحقوقِ في ظلِّ حضارةِ الإسلامِ تُعَدُّ أُنموذَجًا صَعْبَ المنالِ والمحاكاةِ إذا ما قِيسَ بهذه التّطبيقاتِ المتعثِّرَةِ الكَسِيحةِ الَّتي تُمارِسُها كُبري حضاراتِ القرنِ الواحدِ والعشرينَ، وحَسْبُكَ مما ثَبَتَ -تاريخيًّا- أن تعلَم أنَّ حضارةَ الإسلامِ الَّتي أظلَّتْ العالَمَ مِن شرقِه إلي غربِه في غضون ثمانينَ عامًا فقط، وحيَّرتْ مُؤَرِّخِي الحضاراتِ في تفسيرِها وتعليلِها ما كان لها أن تَنْتَشِرَ هذا الانتشارَ السَّرِيعَ، لولا أنَّ ثقافتِها ترتكزُ علي مبدأِ ((المساواةِ بينَ النَّاسِ)) وتكريمِ بني آدمَ جميعًا، مهما تناءتْ أماكنُهم واختلفتْ أزمانُهم وتعدَّدَتْ ألوانُهم وأجناسُهم، ولولا تأسيسُها علي وَحْدَةِ الأصلِ الإنسانيِّ الَّتي رسَّخَها القرآنُ في قولِه تعالي »يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ« [النساء:1 وطبَّقَها نبيُّ الإسلامِ في مجتمعِ الفوارِقِ الطبقيَّةِ والتفاخُرِ بالأحسابِ والأنسابِ، وأعلن في هذا الوسطِ الموبوء بأمراضِ العصبيَّة وذُلِّ الاستعبادِ، ((أنَّ النَّاسَ سواسيةٌ كأسنانِ المشطِ، وأنَّه لا فضلَ لعربيٍّ علي عجميٍّ ولا لقُرَشِيٍّ علي حَبشيٍّ إلَّا بالتقوي))، ((وأنَّ النَّاسَ رجلانِ، رجلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كريمٌ علي اللهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ علي اللهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخَلَقَ اللهُ آدمَ مِن ترابٍ.
أما المَيزَةُ الثانيةُ الَّتي يقتضي المقامُ أن نلفِتَ النظرَ إليها ونحنُ نتحدَّثُ عن الأزهرِ، فهي أنَّه يَدرسُ في تعليمِ الأزهرِ الجامعيِّ ما يزيدُ علي آلاف الطلبة من الجنسين مِن 104 دولٍ، ويَدرسُ في تعليمِه قبلَ الجامعيِّ ما يزيدُ علي ألفِ تلميذٍ صغيرٍ وافدٍ مِن مختلفِ أرجاءِ الدنيا، كما تُسَجِّلُ الرابطةُ الدوليةُ لخريجي جامعةِ الأزهرِ ما يقرُبُ مِن خمسينَ ألف خِرِّيجٍ منتشرين في أنحاءِ العالمِ. وكأنَّ الأزهرَ جامعًا وجامعةً يختزلُ في أروقَتِه أبناءَ العالَمِ الإسلاميِّ كُلِّه، يُعَلِّمُهم صحيحَ الدِّينِ حِسْبَةً لوجهِ اللهِ تعالي ومِن ميزانيَّتِه الماليةِ الخاصَّةِ. وما نظنُّ أنَّ هذه المَيزَةَ أُتِيحتْ لمؤسَّسةٍ علميَّةٍ أخري غيرَ الأزهرِ، وأنها مع مَيزَاتٍ أخري، هيَّأَتْ الأزهرَ لأن يكون صوتُه صوتَ الإسلامِ ومرجعيَّتَهُ المرجعيةُ الكبري للمسلمِينَ، وكيف لا وقد تحرَّرَ مِن كُلِّ الضغوطِ والأجنداتِ السياسيَّةِ والمذهبيَّةِ والطائفيَّةِ، والتي أسهمتْ -مع غيرِها مِن الأسبابِ - إسهامًا غير واعٍ ولا متبصِّرٍ في تقديمِ العذرِ لبعض الغربيِّينَ في نظرَتِهم العدائيَّةِ للإسلامِ، حين وضعوا المسلمِينَ كُلَّهم بأزهرِهم في سَلَّةِ التشدد والتطرُّفِ، وتحدَّثُوا عن حضارتِهم حديثًا مُنكَرًا يعلمون أنَّه حديثٌ مفتري وكاذبٌ ومصنوعٌ لتحقِيقِ المطامِع والأغراضِ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الأزهر والثورة
من التاريخ المشرق إلى المستقبل الغامض .. الأزهر والثورة
الفِرق الدينية والأحزاب السياسية.. مقاربة فكرية ومماثلة ميكانيزمية
الأزهر والأوقاف ونقابة الأشراف:
إقامة ندوات شيعية في مصر تفريق لوحدة الأمة
الإمام الأكبر: الحوار هو الحل نبحث عن طريق وسط.. للخروج من الأزمات وحماية الشعب من التمزق
أبلغ عن إشهار غير لائق