مسيرة إلى ديوان عام المحافظة أسبوع آخر من المعاناة عاشته بورسعيد وأهلها في فعاليات العصيان المدني الذي كانت المدينة الحرة سباقة في إعلانه وتطبيقه كأول مدينة مصرية تصعد من اعتراضها علي الحكومة والنظام وكأن شهر فبراير كتب فيه علي بورسعيد أن تعيش المعاناة وتستنزف طاقتها بين سندان حرب الشوارع التي عاشتها عقب جلسة النطق بالحكم في قضية مباراة الاهلي والمصري ودفعت المدينة ثمنا غاليا بسقوط 42 من شبابها ضحايا لهذه الأحداث وبين مطرقة العصيان المدني الذي استنزف المدينة اقتصاديا وكبدها خسائر فادحة.. وكان نفس الشهر قد شهد سقوط 74 من مشجعي الاهلي لقوا مصرعهم في حادث ستاد بورسعيد المشئوم.. ومع ذلك فشعار أبناء المدينة لا تراجع ولا استسلام أمام الحكومة والنظام طالما لم يحقق الهدف الأول والرئيسي لكل أبناء بورسعيد وهو القصاص للشهداء ورد الاعتبار للمدينة بضم شهدائها إلي قائمة شهداء الثورة فالكرامة عند البورسعيدية تسبق التعويضات المادية أو محاولات الاسترضاء التي قدمتها الرئاسة بإعادة المنطقة الحرة وتخصيص عوائد مالية سنوية من ايرادات قناة السويس لتنمية المحافظة وفي ظل التباعد بين مواقف الطرفين تظل الأحداث مرشحة للتصاعد إلي مدي لا يعلمه أحد. دخلت بورسعيد حالة العصيان المدني منذ الأحد الماضي وكان قرار العصيان هو الخيار الأخير الذي دعا اليه التراس المصري عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة وسقط خلالها 24 قتيلا وأكثر من الف جريح وقد حاول أبناء بورسعيد لملمة الجراح والقصاص لدماء الشهداء وطالبوا كثيرا في مظاهرات سلمية القصاص للشهداء وتحديد ومعاقبة القاتل والتي تلقي المدينة فيها المسئولية علي وزارة الداخلية كما طالبت المدينة باعتذار من الرئاسة عما أصابها من اهانات وضغوطات مورست عليها في شكل عقاب جماعي لأبناء بورسعيد وكان المطلب الأهم هو ضم ضحايا الأحداث إلي قائمة شهداء الثورة ولكن هذه المطالب قوبلت بالتجاهل التام سواء من قبل الرئاسة أو الحكومة وبدأت دعاوي العصيان المدني تتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال المظاهرات حتي كان موعد بدء التنفيذ في الأحد الماضي والذي دخلت معه المدينة بمدارسها ومصالحها الحكومية ومرافقها في حالة شلل تام ولكن احتفظت بورسعيد بقيمة مهمة خلال أيام العصيان وهي ان تكون فعالياته سلمية دون اية تدمير أو تخريب في المنشآت العامة او الممتلكات الخاصة. معاقبة بورسعيد ويقول البدري فرغلي الناشط السياسي وعضو مجلس الشعب السابق: نحن أمام مشكلة حقيقية وحملة منظمة من الحكومة والنظام لمعاقبة بورسعيد والتي تدفع ثمنها غاليا منذ أكثر من عام حيث اصيبت المدينة في مقتل في مصدر الرزق الرئيسي لابنائها وهو التجارة التي يعمل بها أكثر من 90٪ من أبناء بورسعيد وقد تجمد هذا النشاط وحوصرت بورسعيد نفسيا واقتصاديا وتوقفت الرحلات ثم جاء العقاب الأقسي باهدار دماء شبابها برصاص الداخلية ليسقط عشرات الشهداء وآلاف المصابين ولم يجد شباب بورسعيد استجابة لصرخاتهم ولا لصرخات أسر الشهداء.. وأقولها بكل وضوح أن الرئيس محمد مرسي والحكومة لم يفهما شعب بورسعيد جيدا فهذا الشعب تعود علي تقديم روحه فداء لوطنه لكن ليس بأيد مصرية وعندما رفعت المدينة مطالبها بالقصاص للشهداء بتعيين قاض مستقل فقد مللنا الأسلوب العقيم للتحقيق في قضايا قتل الشهداء منذ قيام الثورة سواء من لجان تقصي الحقائق عديمة الجدوي أو من التحقيقات الهلامية فلم نر ادانة واحدة في قضايا قتل الثوار باستثناء حسني مبارك وحبيب العادلي كما أن كلمة اعتذار واحدة لم تصدر من الرئاسة أو تعزية لأسر شهداء بورسعيد لإطفاء النيران المشتعلة في صدور أبناء بورسعيد.. ولكن النظام الحالي يفتقد الرؤية الواضحة للتعامل مع الازمات كما انه يتعامل بنفس أسلوب نظام حسني مبارك في آخر أيامه بالقرارات المتأخرة التي تصبح عديمة الجدوي او غير مؤثرة بعد ان كانت مطالب ملحة بعد الإعلان عنها من الجماهير وهكذا صار الأمر بالتجاهل لمطلب ضم ضحايا بورسعيد لشهداء الثورة وجاء بدلا منها قرارات تعتبرها بورسعيد رشوة مرفوضة فتعيين قاض مستقل للتحقيق هو أمر وجوبي علي الدولة وقرار عودة المنطقة الحرة وتخصيص جزء من إيرادات قناة السويس هو إعادة لحقوق سلبت من بورسعيد منذ سنوات طويلة وإذا لم تعد المنطقة الحرة بكل مميزاتها كمنطقة استيراد وحيدة في مصر للسلع التي كانت تتميز بها مثل الملابس والأجهزة والالكترونيات وغيرها وإلا فلا جدوي من هذا القرار طالما ظل الاستيراد مفتوحا كما أن حصة بورسعيد من مبلغ 400 مليون جنيه من إيرادات قناة السويس سنويا ستكون هزيلة لا تكفي لمشروع واحد من مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب مثلا ولماذا لا تخصص نسبة من إيراد شركات الغاز الطبيعي العاملة علي أرض المحافظة لتنميتها وكذلك تخصيص نسبة من الوظائف بها لأبناء بورسعيد التي تعاني من أكبر معدلات للبطالة بين شبابها وأقول إن الحكومة تدفع الامور لمزيد من التأزم والتصعيد وإذا استمرت علي هذا الموقف فإن القادم مخيف. درس من الشباب ويقول أمين وجدي عضو التيار الشعبي: شباب بورسعيد الذي دعا للاعتصام قدم درسا للشعب المصري في المطالبة بالحقوق مع الحفاظ علي المصالح الوطنية وهذا راجع إلي ان شباب المحافظة نشأ في بيئة تعرف معني الوطنية وجينات الانتماء لمصر المغروسة بداخله فهو حفيد اجيال قدمت أرواحها فداء لمصر ضد قوي العدوان المختلفة وترسخت داخل نفوس شباب بورسعيد قيمة رفض الظلم والدفاع عن الحق حتي لو تكلف ذلك بذل الأرواح.. ولكن بأي منطق وأي عقل تهدر أرواح شباب بورسعيد بأياد مصرية الظلم هنا أكبر وأفدح فقد أخذت المدينة ثأرها من قوي العدوان التي دنست أرضها وحققت الانتصار عليها ولكن الثأر هذه المرة طلبناه بشكل متحضر بتفعيل القانون وتحديد الجاني الحقيقي من خلال تحقيق شفاف بقاضي تحقيق مستقل كما أن المطلب الرئيسي بضم شهداء المحافظة لشهداء الثورة وهذا حق لهم.. ولماذا تكيل الرئاسة بأكثر من مكيال، ألم يصدر الرئيس محمد مرسي قرارا منذ شهر بضم شهداء مباراة الأهلي لشهداء الثورة فلماذا التعنت في ضم شهداء بورسعيد ورغم تعنت الرئاسة في تحقيق مطالب بورسعيد ورغم الغضب العارم من أبناء بورسعيد ضد النظام فإن شباب بورسعيد احتفظ بقيمة الاعتصامات السلمية والعصيان السلمي ونؤكد اننا بدأنا طريق ولن نعود فيه ابدا. رسالة من والد شهيد ووسط أحزان من قلب اعتصره الألم من فقدان نجله الوحيد.. يقول عبده الدالي والد الشهيد أحمد الذي سقط برصاصة طائشة في محيط سجن بورسعيد بعد ان أدي دوره في نقل بعض المصابين في أحداث منطقة السجن: ابني أعطي صوته في انتخابات الرئاسة للرئيس محمد مرسي ولم يكن يدري أنه سوف يفقد حياته برصاصة من نظامه ولن يهدأ لنا بال حتي نقتص لأرواح الشهداء وليس ابني فقط من الجاني ولكن المؤلم أن تخرج تصريحات من الرئيس ورموز نظامه وحكومته بوصف شهداء بورسعيد بالبلطجية وهم ليسوا كذلك فهم شباب من خيرة شباب مصر منهم خريجو جامعات ومواطنون شرفاء لم يسجل لأحدهم أو معظمهم محضر مخالفة واحد فكيف يرفعون أسلحة ويطلق عليهم أنهم بلطجية: النيران المشتعلة في قلوبنا تدعونا وبكل قوة إلي مناشدة الجميع ابتداء من الرئيس وكل مسئولي الدولة ومن يطلقون علي أنفسهم انهم نخب سياسية أو حزبية أن دماء الشباب التي سقطت في كل محافظات مصر وليس بورسعيد تدينكم وعليكم أن تكفروا عن خطاياكم وتبذلوا كل جهودكم لوقف حمامات الدم في كل البلاد وكفانا نزيفا وفقدانا للأرواح وحافظوا علي أغلي ثروات مصر وهم شبابها وانا بصفتي أب شهيد وأنا اعلن تضامني مع العصيان المدني وأقول للرئيس اننا لا نستجدي تعويضات مالية أو خلافه فبعد فقدان الابن لن تعوضه اموال الدنيا ولكن رد الاعتبار للشهداء والاعتذار عن هذه الجريمة يمكن ان يخفف من النيران المشتعلة في قلوب كل أبناء بورسعيد والتي يكاد كل شارع فيها الآن مصاب بكارثة فقدان شهيد أو جريح من الاحداث المؤسفة التي وقعت علي أرض المدينة. خسائر فادحة ومن الآثار السلبية للعصيان المدني النزيف الاقتصادي الذي أصاب بعض المرافق الحيوية وعلي رأسها المنطقة الحرة العامة للاستثمار والتي تعد أكبر قلعة مصرية لتصدير الملابس الجاهزة للخارج حيث تشكل مصانع الملابس الجاهزة ببورسعيد 40٪ من نسبة الصادرات المصرية من الملابس الجاهزة للخارج وقد تأثرت مصانع المنطقة بالمظاهرات الحاشدة التي جمعت بين الفريقين في أيام العصيان. ويقول مجدي كمال مدير جمعية مستثمري المنطقة الحرة ببورسعيد أن الاقتصاد عموما معروف أنه يتأثر سلبا وإيجابا بحالة الأمن في المناطق التي تقام بها المشروعات الاقتصادية وهو ما وقع في بورسعيد فلنا أن نعلم أن توقف مصانع المنطقة الحرة في بورسعيد عن العمل يعني خسارة مالية تقدر بحوالي 17 مليون جنيه في اليوم الواحد بسبب توقف شحنات التصدير والغرامات التي تفرض علي أصحاب المشروعات والأخطر من ذلك أن الشركات العالمية المستوردة للملابس ترتب أمورها بشكل دقيق يكاد يصل ليس بتحديد الأيام فقط بل بساعة وصول شحنات الملابس إليها لأنها تتعامل بنظام اقتصاديات السوق وعندما تشعر بعدم الاستقرار أو وجود قلاقل في مناطق التصنيع تؤخر وصول شاحنات الاستيراد لها فإنها تتحول وبسرعة لمناطق أخري وهو ما يهدد مصانع الاستثمار في بورسعيد إذا استمر تعطيل العمل في مشروعات المنطقة الحرة والأعباء كبيرة علي أصحاب هذه المشروعات والتي يعمل بها اكثر من 37 ألف عامل فإجمالي رواتب العاملين بها يصل إلي 100 مليون جنيه شهريا فكيف يمكن تحمل نزيف هذه الخسائر الكبيرة ولا نريد أن نصل إلي ما هو أخطر بما يؤثر علي امكانية استمرار هذه الشركات في عملها ويكفي ان نقول أن أسبوع العصيان المدني في بورسعيد تسبب في خسائر لمشروعات المنطقة الحرة بها بما يقرب من 60 مليون جنيه. وفي المقابل أكد جابر العطار تاجر ببورسعيد ان خسائر الأسواق التجارية في بورسعيد مستمرة ليس فقط منذ بدء العصيان المدني ولكن منذ المباراة المشئومة بين المصري والأهلي حيث عاشت بورسعيد بعدها فيما يشبه الحصار بعد توقف الرحلات التي كانت تأتيها من المحافظات وهي العماد الرئيسي لانعاش الأسواق وأصبح الركود هو السمة الأساسية لبورسعيد ووصل الحال بالعديد من التجار إلي أوضاع صعبة فهناك حالات إفلاس والكثير منهم تراكمت عليه الديون والدولة لن ترحم بورسعيد وخاصة النظام السابق والذي ساعد بكل جهده لالغاء المنطقة الحرة وهي بشكلها الحالي منطقة منقوصة وليس لها من اسمها نصيب فمصر مليئة بالمناطق الحرة التي تستورد من الخارج ولم يعد لبورسعيد ميزة وفي أسبوع العصيان المدني وبعد الاغلاق شبه كامل لمحال المدينة والتي كانت تعتمد علي النذر اليسير من حجم التجارة البينية بين أبناء بورسعيد بعضهم البعض فقط فإن متوسط الخسارة اليومية لحركة تداول البضائع والتزامات رواتب العاملين في المحلات التجارية وغيرها يمكن أن يصل إلي مبلغ يترواح من 10 إلي 15 مليون جنيه يوميا ولم يعد من الممكن احتمال هذا الامر وتأثيراته الأخيرة علي العاملين في مجال التجارة في بورسعيد والذين يمثلون أكثر من 90٪ من تعداد سكانها. كارثة حقيقية وتعد قضية إغلاق ميناء شرق بورسعيد في ثالث أيام العصيان المدني هي الكارثة الحقيقية كما وصفها بذلك اللواء أحمد شرف رئيس هيئة موانئ بورسعيد وقال الأمر يعد غريبا ويحمل ألغازاً كثيرة فهل يمكن أن نربط بين أزمة ميناء العين السخنة والتي ما كادت تنتهي حتي اندلعت الأحداث في بورسعيد صبيحة اليوم التالي مباشرة ولتتجه الامور لإغلاق ميناء شرق بورسعيد الميناء الأول حاليا في حوض البحر المتوسط بعد ان وصل حجم التداول به إلي ما يقرب من 5 ملايين حاوية سنويا ودخل في مصاف الموانئ العالمية فمن له مصلحة في اجهاض هذا الصرح العملاق خاصة أن التراس المصري اعلن براءته من عملية إغلاق الميناء وتداعيات إغلاق الميناء خطيرة حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلي هروب الملاحة المتعاملة معه إلي الموانيء الأخري والأسوأ ان رحلات الحاويات التي كان مقررا دخولها الميناء يمكن ان تتجه إلي أقرب المواني لشرق بورسعيد وهي المواني الاسرائيلية فهل يقبل أبناء بورسعيد ان يكونوا هم من ينشطون الحركة في الموانئ الاسرائيلية علي حساب ميناء بورسعيد وهم أحفاد وأبناء الأبطال الذين قاوموا العدوان الإسرائيلي في حربي 56 و 67 وحققوا النصر عليهم في 73 والخسائر المادية صحيح أنها كبيرة وتتجاوز ال 5 ملايين جنيه يوميا ولكن التداعيات هي الأخطر من هروب خطوط الملاحة وإذا حدث ذلك فإن الأمر سيستغرق وقتا طويلا من الزمن لدي وكلاء وملاك السفن والخطوط الملاحية لاقناعهم للعودة لميناء بورسعيد أو إلي الموانيء المصرية كما اننا في ميناء غرب بورسعيد نعمل في ظروف غير طبيعية وبنظام غريب فالتظاهرات تجبرنا علي اغلاق أبواب الميناء ويقتصر العمل علي شحن وتفريغ السفن علي أرصفة الميناء فقط وكلما سمحت الحالة الأمنية والهدوء النسبي امام بوابات الميناء نقوم باخراج الشاحنات المحملة بالبضائع وهو أمر صعب ان يستمر الحال عليه ونأمل أن يعود الاستقرار سريعا ليس لبورسعيد فقط ولكن إلي ربوع مصر كلها. ظاهرة إيجابية ووسط الأيام الصعبة التي عاشتها بورسعيد وحالة الشلل التي أصابتها أثناء العصيان فان الظاهرة الايجابية التي برزت بين الأحداث السلبية ، ان المدينة للمرة الثانية بعد أحداث العنف لم تشهد أي اختناقات أو أزمات في توافر المواد الغذائية والتموينية كما أكد ذلك صفوت عمار مدير مديرية التموين وقال أن أول يومين فقط من أيام العصيان أحجمت الشاحنات لنقل المواد البترولية عن الوصول إلي بورسعيد وحدث عجز بنسبة 50٪ في السولار فقط حيث ان أرصدة البنزين بمختلف انواعه تكفي المحافظة لمدة أسبوعين وبسرعه تم تدارك هذا الامر وعادت عمليات تدفق السولار بمعدلاتها الطبيعية ولم تشهد بورسعيد أي تكدس في محطات البنزين كما لم تشهد اي تكالب من المواطنين علي تخزين السلع والأغذية نظرا لتوافرها ولم يحدث أي ارتفاع في أسعار السلع وتجري عمليات متابعة يومية لتأمين وصول شاحنات المواد الغذائية والبترولية كما تجري عمليات مراقبة الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار وربما كانت مديريتا التموين والصحة هما الجهتان فقط اللتان تواصل العمل بهما في أيام العصيان دون بقية المصالح الحكومية الأخري. وبعد عرض الموقف لأيام وساعات العصيان المدني في بورسعيد فإن المتغيرات تتحقق علي أرض المدينة بشكل يومي ولكن تبقي حقيقة واحدة ثابتة وهو ان استمرار حالة التباعد والتنافر فيما بين أبناء بورسعيد وبين الحكومة ومؤسسة الرئاسة وعدم الاستجابة لمطالب المدينة وعلي رأسها حقوق الشهداء سيؤدي ذالك إلي ما لا يحمد عقباه وإلي أبعد مدي لايمكن لأحد تحديده. خسائر بور سعيد 200 مليون جنيه في أسبوع أستمرت حالة النزيف الأقتصادي لبورسعيد المنهكة أقتصاديا منذ احداث مبارة المصري والأهلي العام الماضي وجاءت دعوة العصيان المدني لتجهز علي البقية الباقية من أقتصاد المدينة حيث أصاب العصيان الذي دعا إليه ألتراس جرين أيجيلز التراس النادي المصري للمطالبة بحقوق شهداء احداث بورسعيد يوم الأحد الماضي أصاب المدينة بالشلل التام حيث خلت المصالح الحكومية من موظفيها خوفا من حدوث احتكاكات أو تضامنا مع الاعتصام وتعطلت المدارس تماما في مدينتي بورسعيد وبورفؤاد علي الرغم من بدء النصف الثاني من العام الدراسي يوم الاحد. ويقول اللواء احمد شرف رئيس هيئة مواني بورسعيد ان استمرار العصيان أثر سلبا علي الحركه داخل مواني الهيئة حيث تم إخلاء المباني الادارية تماما من الموظفين وإغلاق أبواب الميناء وأقتصر العمل في ميناء غرب بورسعيد علي عمليات شحن وتفريغ السفن علي أرصفة الميناء فقط وبعد التصعيد الذي وصل لقطع طريق ميناء شرق بورسعيد تم إغلاق الميناء تماما وتوقف عن العمل وتكدست الشاحنات الخاصة بنقل البضائع والحاويات علي الطريق المؤدي للميناء وقدرت الخسائر اليومية لتوقف العمل بموانئ بورسعيد بمتوسط 6 إلي 7 ملايين جنيه يوميا. وعلي جانب اخر أكد حسام جبر رئيس جمعية مستثمري بورسعيد أن خسائر المنطقة الحرة للأستثمار بلغت17 مليون جنيه يوميا باجمالي 51 مليون جنيه وقال جبر ان المنطقة الحرة للاستثمار بها أكثر من 50 مصنعا يعمل بها قرابة 37 ألف عامل يتقاضون مرتبات شهرية تبلغ 100 مليون جنيه وقال ان مصانع المنقطع مرتبطة بعقود مع الشركات الأجنبية وبمواعيد تسليم محددة وغرامات تأخير بألاف الدولارات يدفعها أصحاب المصانع عن كل شحنة متأخرة مع أمتناع أصحاب سيارات النقل والحاويات عن القدوم للمنطقة خوفا من أحداث سلبية والأجواء المشحونة بالمدينة. وقال مصدر مسئول بالغرفة التجارية أن النشاط التجاري والذي يعمل به أكثر من 90٪ من أبناء المدينه متوقف تماما والذي كان يتراوح حجم التعاملات فيه بين 10 إلي 15 مليون جنيه يوميا مع أحجام الرحلات عن القدوم للمدينة وإغلاق أصحاب المحال خوفا علي ممتلاكتهم من أي احداث تخريب. ولعل الجانب الوحيد الذي لم يتأثر بالعصيان هو المواد الغذائية والبترولية حيث اكد صفوت عمار مدير التموين ببورسعيد أن المدينة لم تشهد اي نقص بالسلع الغذائية بالأسواق والمجمعات الأستهلاكية والمخابز و كذالك دخول سيارات الخضر والفاكهة بشكل طبيعي للمحافظه ما لم تشهد محطات الوقود أي أزدحام أو عجز في البنزين والسولار ولم يتم الأبلاغ عن شكاوي في زيادة أو التلاعب بأسعار أي سلعة.