مهما قيل عن مساويء مكتب التنسيق للقبول بالجامعات، يظل هو النظام الوحيد الذي يشيع تكافؤ الفرص بين المصريين، يكفي أن ابنة الرئيس عبد الناصر لم يتح لها مجموع الثانوية العامة الالتحاق بإحدي الجامعات الحكومية، فأدخلها والدها الجامعة الأمريكية، لكن لتطوير هذا النظام وإدخال قدرات ومواهب الطلاب الناجحين في الثانوية العامة، ضمن معايير الالتحاق بالكليات الجامعية، سواء من ذوات القمة أو القاع، يمكن إدخال تنسيق داخل التنسيق، بمعني أن تجري جميع الكليات اختبارات تحريرية وشفوية لجميع المتقدمين، وحتي لا تتدخل الواسطة والمحسوبية وكروت التوصية وتليفونات التزكية، يمكن إجراء تنسيق مجموع درجاته من 400 درجة ( النظام الذي اتبعته كلية الإعلام عامي 1971 و1972 ) يكون الامتحان التحريري فيه من 100 درجة ومثلها للشفوي، وتكون النسبة المئوية لمجموع الطالب في الثانوية العامة من مائة، فإذا حصل علي 97% مثلا يكون له 97 درجة، وأخيرا مجموع اللغتين من مائة، أي أن الإجمالي من 400 درجة، وبذلك يمكن أن نصل إلي معيار موضوعي لقياس قدرات الطالب ومدي استعداده للالتحاق بالكلية التي يريدها، فمن الممكن أن يحصل الطالب علي 99% في الثانوية العامة، إلا أنه قد يحصل علي 60 درجة في امتحان القدرات الشفوي مثلا ومثلها في التحريري في الوقت الذي يكون فيه حاصلا علي 100 درجة في مجموع اللغتين، وهذا يعني أن مجموعه في التنسيق الجديد هو(99+60+60+100=319) أو العكس يمكن أن يحصل طالب آخر علي 80% في الثانوية العامة و90 درجة في الامتحان التحريري ومثلها في الشفوي و75 درجة في مجموع اللغتين، ليصبح مجموعه (80+90+90+75=355) فهذا يعني أنه أجدر من الأول في الالتحاق بهذه الكلية لأن امتحان القدرات الشفوية والتحريرية أثبتت مواهبه، وسيكون التنسيق الجديد مبتدئا بأعلي الدرجات، فمثلا يمكن أن يتفوق طالب في الثانوية العامة بمجموع 99% ويكون مجموعه في الامتحان الشفوي 95 ومثلها في التحريري ويكون حاصلا علي الدرجات النهائية في مجموع اللغتين، ومن ثم فهو الأجدر علي الالتحاق بالكلية التي تقدم لاختباراتها التحريرية والشفوية، وإذا كانت كل كلية قد حددت عدد المقبولين بها، فسوف تبدأ بالحاصلين علي أعلي الدرجات من إجمالي مجموع تنسيق التنسيق وهو 400 درجة، نزولا إلي مجموع آخر طالب ينتهي عنده عدد المقبولين، وبذلك يكون عندنا معيار موضوعي يجمع بين التفوق في الثانوية العامة والمواهب والقدرات التي تؤهل الطالب للكلية التي يرغبها، والتفوق في اللغة التي أصبحت معيارا مهما في المناهج الحديثة، ولو لعبت الواسطة دورا في الامتحان الشفوي فلن يكون لها تأثير لأن هناك 3 معايير أخري، ولو غش الطالب في الثانوية العامة، فسيكشفه الامتحان الشفوي والتحريري. إذن علينا أن نحافظ علي ما يتيحه مكتب التنسيق من تكافؤ الفرص مع تطوير نظامه، جربوا تنسيق التنسيق، لأنه يحقق العدل للجميع.