سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة أمريگية: التعامل مع »الإسلام السياسي« تحول جذري في سياسات أمريگا الخارجية قطع المعونة عن مصر يعني خلق باگستان جديدة في الشرق الأوسط
الإخوان فتحوا لأمريكا طريقا للتواصل مع العالم العربي و جاءوا بانتخابات حرة
أوباما قالت صحيفة هيرالد تريبيون الامريكية ان مصر كانت مسرحا لأكثر التغييرات الجذرية التي شهدتها السياسة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس باراك اوباما وذلك بتحول طريقة تعاطي امريكا مع جماعة الاخوان المسلمين من جماعة منبوذة إلي كيان يحظي بكامل الدعم الامريكي. ورأي الكاتب الصحفي روجر كوهين أنه انطلاقا من مبدأ أنه من الافضل ان يكونوا معي بدلا من أن يكونوا ضدي، فإن العلاقات الامريكيةالجديدة بالتيارات الاسلامية في مصر امتدت لتشمل الجناح السلفي المتشدد الذي تعددت زيارات قادته للسفارة الامريكية ولامريكا نفسها لتعلم كيف تسير الديمقراطية. وعلي الرغم من ادراك امريكا ان هناك امورا علي شاكلة حقوق المرأة لا يمكن مناقشتها مع السلفيين إلا أن ذلك لا يمنع ان يكون هناك حوار حول المصالح المشتركة بين الطرفين. ويري الكاتب ان هذا التحول الدرامي في الدعم الامريكي من الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إلي الجماعات الاسلامية كان الخيار الصحيح والانخراط في علاقات مع الاسلام السياسي في الشرق الاوسط امرا مفيدا ويجب أن يمتد هذا النموذج في التعامل لدول أخري في المنطقة. وفي الحقيقة فإن اوباما لم يكن امامه خيار آخر حيث إن البديل الوحيد لدعم الرئيس مرسي الإخوان كان هو عزلهم دوليا وقطع المعونة عنهم وانتظار فشلهم، ولكن كان سيؤدي بالضرورة إلي تعزيز التطرف وسقوط مصر في دوامة انهيار اقتصادي محتوم بعد أن يضرب الفقر اركانها، وهو ما يرغب الغرب في تجنبه. وحتي خيار دعم القوات المسلحة وسيطرتها علي السلطة مرة أخري كان سيؤدي إلي نفس النتائج ربما مع إضافة فاتورة اراقة الدماء. لقد جربت امريكا من قبل قمع الشرق الاوسط باسم الاستقرار، ولم تجن سوي مجتمعات حاضنة للارهاب لشعوب مقهورة في ظل حكم استبدادي. علي الاقل. الاخوان جاءوا بانتخابات حرة نزيهة وإذا فلشوا سيرحلون مثل ما جاءوا وهذا هو جوهر الديمقراطية. ويري الكاتب ان الوقت قد حان لامريكا لتتغلب علي مشكلة التواصل مع العالم العربي من خلال العمل مع القوي الحقيقية في المجتمعات العربية بدلا من اوهام المنطقة الخضراء. ويتساءل الكاتب: ما الذي يمكن ان يحدث لو قطعت امريكا معونتها لمصر وحولت انتباهها لمكان آخر.. وبدأ جنرالات المستقبل بالدول العربية في تحويل وجهة تدريبهم من امريكا الي مكان آخر.. ما النتيجة؟ باكستان جديدة وهذا ما لا ترغب امريكا في ان تنتهي اليه مصر. ويري الكاتب ان الرئيس مرسي قد بدأ التواصل مع امريكا مبكرا من خلال طرح خطط للاستثمار والتعهد بالقضاء علي الفساد والمناشدة من اجل عودة النشاط السياحي وطلب استمرار المنحة الامريكية وعلي امريكا ان تستغل هذا النفوذ من اجل دفع مرسي الي منطقة المنتصف بعيدا عن جذوره الاخوانية وإلي حيث يجب ان تكون مصر »الجديدة« خاصة انه يبدو علي استعداد لتقديم تنازلات. ويتساءل الكاتب: لماذا يقتصر هذا التحول الجذري في السياسة الخارجية الامريكية علي مصر؟ واذا كانت امريكا قد وجدت من خلال الحوار، لا المواجهة ان جماعة الاخوان يمكن ان تتحول الي جماعة براجماتية فلماذا ترفض المصالحة بين حماس وفتح بالرغم من ان الآراء حول الجماعتين تشبه الي حد كبير ما كان يثار حول الاخوان والسلفيين في مصر؟ واذا كانت امريكا قد تمكنت عبر مصر التي يقطنها ربع العرب من التواصل مع العالم العربي بشكل صحيح فعليها الاستفادة بشكل اكبر من سياسة كسر التابوهات لانها الوسيلة الوحيدة للمضي قدما في الشأن المصري والفلسطيني والاسرائيلي.