استصلاح 25 ألف فدان ..صوامع .. عمارات سكنية .. ومحطات وقود الأهالي : ننتظر زيارة الرئيس وأرسلنا له قبلة علي رأسه مع كامل الوزير بين مدينة قنا ونجع حمادي منطقة تطل علي نهر النيل وتمتد إلي الصحراء لم يسمع عنها أحد من قبل كانت محرومة ومظلومة وفجأة فتحت لها طاقة القدر فتم ضمها ضمن مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان إنها قرية المراشدة مركز الوقف بمحافظة قنا. خمس عشرة ساعة قطعتها «الأخبار» للوصول إلي قرية المراشدة بمحافظة قنا التي يتم فيها استصلاح 25ألف فدان، كمرحلة أولي ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان أحد المشروعات القومية الكبري التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الرحلة لم تكن سهلة أبدا،فبعد استقلال القطار من القاهرة والوصول إلي مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، فيما يقرب ثماني ساعات،ثم قطار آخر إلي مدينة دشنا، ومنه إلي معدية نيلية للوصول إلي غرب النيل حيث مركز الوقف والذي تتبعه اداريا قرية «المراشدة» ثم استقلال سيارة خاصة للعبور والوصول إلي المنطقة التي تعمل بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. «المراشدة» التي تقع في الوسط بين مدينة قنا عاصمة المحافظة ومدينة نجع حمادي،تطل علي نهر النيل أمام دشنا،مساحتها55.37كم مربع ويبلغ عدد سكانها27.574ألف نسمة كما أن عدد سكان الوقف 36.487نسمة تقوم بالزراعة داخل زمام المركز 38كم والزراعة خارج الزمام 11.5كم. البداية مع الوصول إلي الشاطئ الآخر من النيل وتحديدا في الثانية عشرة ظهرا بمجرد النزول من المعدية نسأل عن السيارات التي تتحرك ناحية المراشدة حيث أماكن المشروع فيأتي الرد من المواطنين والسائقين المتواجدين هناك : دا مكان بعيد وفي الصحراء مينفعش حد يروح ليه دلوقتي. لكن لم يكن لنا خيار آخر فتوجهنا بسيارة خاصة وبصحبة أحد المواطنين ليكون دليلا في الطريق. بدأنا الرحلة إلي هناك وبمجرد أن وطأت أقذمنا شعرنا أن حدثا كبيرا في الطريق إلي هذه القرية المنسية لسنوات والمظلومة علي حد وصف أهلها،فنجد علي أول الطريق المؤدي للمشروع شاهدنا حملات كبيرة من النظافة وطلاء الأرصفة والتي تتم بالاشتراك بين الوحدة المحلية لمركز الوقف ومركز دشنا. عدد من العمال ويقف معهم اثنان من المسئولين د.قدري الشعيني رئيس مدينة الوقف والمهندس حسني أبوزيد رئيس مدينة دشنا يقومون بطلاء الأرصفة والتشجير وحملات النظافة وإزالة التعديات في الطريق المؤدية للمشروع الجديد. نتركهم ونتحرك لمسافة 5كيلو مترات أخري حيث مدخل قرية المراشدة الصحراوي،حيث شاهدنا من بعيد غبارا يصل إلي السماء وأسطولا من سيارات النقل والبلدوزرات ذهابا وإيابا في طريقها لمواقع العمل،فتحمل المعدات ومستلزمات ومعدات البناء وغيرها. عندما تمتد ببصرك إلي المناطق المحيطة لا تري سوي الغبار الناتج عن عمل البلدوزارات وسيارات النقل الثقيل التي تشق الأرض وتقوم بعمل التسويات وتمهيد الأرض. نتجه لمسافة 5كيلو مترات أخري بعمق الصحراء لنترك سيارتنا ونمشي علي أقدامنا لعشرات الأمتار فالطريق المؤدية للمشروع ممهدة حديثا في قلب الصحراء لاتتحمله السيارات العادية حيث أولي مواقع العمل مشهد يأخذك للوهلة الأولي شمس حامية ودرجة حرارة مرتفعة جدا ورجال يعملون في صمت لايعلم عنهم أحد شيئا ، فترصد «الأخبار» أرضا منبسطة علي مساحات شاسعة حبلي بالمياه وأشبه بخلايا نحل منتظمة ومجموعات عمل مقسمة تواصل العمل علي مدار اليوم 24ساعة ..الجميع يعمل من العامل للمشرف للسائق لقائد المجموعة لمشرف الموقع لمدير المشروع فكلهم «أيد واحدة» يهدفون إلي غايتهم وهي حفر الآبار في المناطق التي سيتم زراعتها وتحويلها إلي جنة خضراء. وبرغم أن هذا المشروع لم يمر علي البدء فيه أكثر من شهر إلا أن الشكل بدأ يتغير فمعدات حفر حديثة تخترق الأرض ومياه بدأت تخرج حيث تم حفر 3آبار حتي الآن وتم توصيلها بأجهزة ري حديثة. كلنا ولاد مصر التقينا بإحدي مجموعات العمل التي تقوم بتركيب معدات الري والتي لم تكن من أبناء المحافظة، فوجدنا العامل من محافظة والسائق من محافظة أخري ؛الفني من الصعيد والمشرف من مدينة ساحلية ..فكل أبناء مصر يشاركون في الحدث الأهم بناء بلدهم يقول فتحي رمضان من محافظة المنوفية طالب بكلية الشريعة والقانون ويعمل فني تركيب أجهزة ري بالمشروع :عندما علمت أن المشروع تحت إشراف الجيش سعدت،فأنا عملت من قبل في مشروع الفرافرة،ولما الرئيس افتتح المشروع كنت بتابعه في التليفزيون كنت بحكي للناس وأتفاخر اني اشتغلت في المشروع اللي بيفتتحه الرئيس دا شغلي،مضيفا بادعي ربنا أن المشروع دا كمان ينجح لأنه سيعطي مساحات لعمل الشباب وهيكون مصدر خير كتير. يقف بجواره زملاؤه أحمد زعقوقة من الشرقية وأحمد عبدالمعطي وقائد فريق العمل محمد موسي،ومحمد الجندي وعبدالمعطي الذين سعدوا بوصول «الأخبار» إليهم فرحين بعملهم ، رفعوا علامات النصر أثناء تصويرنا للعمل بالموقع،مؤكدين أنهم ينتظرون نتيجة جهدهم عندما يرون هذه الأرض تحولت إلي خضراء وأن هذا المشروع هو خير لمصر وأن الزراعة شئ كبير ومذكورة في القرآن «عمارة الأرض»،يضيفون أن الجيش يوفر لهم جميع الإمكانيات للعمل. نتجه إلي موقع آخر لحفر الآبار فنجد شبكات الري مرصوصة علي خط كبير وبئر بدأ يخرج منه الماء ودخل مرحلة التطهير من أجل خروج مياه نظيفة منه ،العمال يمسكون بطرف حبل من أجل سحب إحدي المواسير الثقيلة من ماكينة الحفر وآخرون يرفعون التربة بجوار البئر في بريمة الحفر، خلفهم تري المياه تخرج ولكنها بلون الطين. 3 آبار يقف سيد يونس من طنطا المسئول عن 6 ماكينات حفر مرتديا البدلة الزرقاء الخاصة بالعمل وخوذة تقيه من حرارة الشمس يتابع العمل ويوجه الفنيين والعمال يبتسم عندما يرانا ويرحب بنا،ويتحدث عن سير العمل قائلا : الإمكانيات هنا عالية جدا،الحفارات جديدة علي الزيرو، ونحن نقوم بتشغيلها. يضيف: نفذنا 3آبار بعمق 250مترا وبإنتاجية تفوق120مترا في الساعة،وكل ماكينة تنتهي من عمل بئر تدخل علي عمل الآخر،ويتم ربط بئرين ببعضهما بجهاز ري محوري يقوم بري 90فدانا. بنزرع علشان نحصد يحكي عن شعوره بأنه مبسوط: عايزين الدولة تشتغل وتنفذ شغل دي حاجة كويسة،أنا هنا عندي 60عاملا فاتحين بيوت، الشركة تقوم بتسكينهم وإعاشتهم، الشغل كتير،لكن الثمرة لم تظهر بعد، الناس مستعجلة ولازم الأمور تتاخد بصبر،احنا بنزرع ومستنيين نحصد ودا خير لولادنا وبنية أساسية. وعن أسلوب وظروف العمل يقول :العمل هنا 24ساعة مقسمة علي ورديتين كل منها 12ساعة الوضع ليلا في العمل أفضل لأن الشمس حامية ودرجة الحرارة مرتفعة في ساعات النهار. ليس الهدف خروج المياه فقط،فهناك مراحل أخري لتنقيتها ففي خلف الموقع يوجد كومبريسور لتطهير المياه بعد انزال المواسير الدائمة للبئر ومولد للكهرباء وكشافات كبري لإضاءة موقع العمل ليلا. عبدالله فرج السيد والذي يعمل إداري حفر الآبارمن محافظة الشرقية يأتي بسيارته الربع نقل يسأل العمال عن حاجتهم وماينقصهم ويضع في صندوق السيارة بعض المتطلبات الخاصة بالعمل ،يقول :دوري هو عمل الإعاشة والديزل وتوفير أي متطلبات للمواقع ،هنا فيه ضغط جامد وفيه حركة وأمل حاجة تفرح لأني شغال في بلدي،أملي في ربنا وفي الرئيس واحنا معاه والجيش هنا موفر كل المتطلبات. وفي الموقع الثالث الرئيسي بدأت تدب الحياة فيه أماكن التمركز لعمليات الحفر والكامبات للإعاشة وخزانات كبري للمياه،ومنطقة العمل الخاصة بالمنصة التي سينطلق منها افتتاح المشروع وهو الموقع الذي تفقده اللواء كامل الوزير والمحافظ وعدد من القيادات لمتابعة العمل في الفترة الماضية،رفع الكل شعار لامجال للحديث أو الكلام الشعار المرفوع هو العمل فقط ، فالعمل أهم من التصوير أو الحديث. لم تنته جولتنا فما زالت في بدايتها نتحرك بعد ذلك في اتجاه الطريق السريع قنا – نجع حمادي لنمر بمكان عمل ووضع طبقات من الأسفلت ومعدات تسوية حيث يتم العمل بنشاط كبير ليتضح لنا أن العمل يجري في مهبط جديد للطائرات بجوار محطة لتموين الوقود «وطنية» علي مساحة مايقرب من 10آلاف متر التي افتتحت منذ أيام قليلة لخدمة المنطقة والأهالي والمشروعات الجديدة، وتقدم الخدمات التي يحتاجها المواطن من خدمات التموين بالسولار والبنزين وورش الزيوت والإطارات ومغسلة للسيارات بجانب قسم كبير للأغذية والمشروبات. زيارة الرئيس لاحديث في المدينة سوي عن الزيارة المرتقبة للرئيس الكل يأمل ويمني النفس بزيارة الرئيس سواء من العاملين بالمشروعات أو أهالي المراشدة والوقف ومركز دشنا المواجه لمركز الوقف،فزيارة الرئيس تعني لهم الكثير سواء من مشروعات جديدة يطلبونها مثل مصانع لتجفيف البصل أو مصانع الصلصة أو الحصول علي وعود لجعل فرص العمل بهذه المشروعات من نصيب أبناء المنطقة والمناطق المجاورة أو مشاكل ليعرضوها علي الرئيس،وعلي حد وصفهم زيارة أعلي مسئول في الدولة تختلف عن أي مسئول فهو رأس الدولة. الجميع يتوقع مواعيد للزيارة مختلفة عن الأخري لكن العامل المشترك بينهم هو انتظار هذه الزيارة. حماس أهل المراشدة وسعادتهم مرسومة علي وجوههم يتطلعون لمستقبل أفضل حالا ..وجه أهالي قرية المراشدة رسالة حب وإعزاز وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي وأنهم أرسلوا قبلة علي رأسه طلبوا من اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية توصيلها نيابة عنهم للرئيس. يقول حمام علي عمر أحد القيادات الشعبية بالمنطقة : لنا أمل ورجاء فشباب وأهالي منطقة المراشدة ظلموا كثيرا ولم يشكوا بل كانوا عونا وسندا ويدا بيد للقيادة السياسية،ولكن جاء الأمل والرجاء ليكون لهم نصيب في الأراضي المستصلحة في المشروع الذي ينفذ حاليا بقيادة القوات المسلحة بالطريقة والآلية التي ترونها حتي نشعر أن الأرض التي اختزنها الله لنا،ونعيش عليها لنا نصيب منها. وأن يكون لأبناء المراشدة ومركز الوقف عموما نصيب من العمالة والتوظيف في المشروعات التي تقام علي أرض المراشدة وخاصة مشروع الصوامع. ويقول منتصر حلمي أحد المواطنين :إن قرية المراشدة تتجمل هذه الأيام في انتظار كبار المسئولين لافتتاح المشروعات الكبري في بلدنا بعد أن كانت طي النسيان،مؤكدا أن الطفرة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام لم تحدث في تاريخ المراشدة. أما سليمان محمود ونجارعبدالكريم فيؤكد ان علي تطلعهما لأن يكون هناك نصيب لأهالي المراشدة من هذه المشروعات سواء في توزيع الأراضي علي الشباب أو توفير الوظائف وفر ص العمل في المشروعات. ويضيف مواطن آخر أن وجود القوات المسلحة وفر الأمن والأمان وأزال التعدي عن الأراضي،وجعل الخارجين عن القانون والبلطجية يبتعدون عن المنطقة وعن الاراضي وساعد ذلك في حل المشاكل. صوامع المراشدة جانب آخر مضئ في المراشدة ونحن نمر علي الطريق السريع وقبل دخول الطريق الصحراوي نجد لافتة كبري مكتوبا عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إدارة الأشغال العسكرية، مشروع إنشاء صوامع المراشدة بمحافظة قنا سعة تخزينية 60ألف طن وأن المالك هي الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين «الأخبار» رصدت علي الواقع الانتهاء من إنشاء الصوامع وبدء العمل التجريبي عند الدخول إلي البوابة الرئيسية للصوامع يتم استيقافك من قبل الأمن ولم يتم السماح بالدخول إلا بعد الحصول علي اذن من مدير المشروع وبعد المرور من البوابة الرئيسية تجد أمامك الميزان ويتم وزن الأقماح التي تدخل الصوامع بداخله وخلايا التخزين التي تقدر ب12خلية بالإضافة إلي نظام التشغيل الخاص بتخزين وتفريغ الغلال. ويقول المهندس أحمد حسن مدير المشروع :إن مشروع الصوامع يتم تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وسعتها التخزينية 60ألف طن بعدد 12خلية لتخزين القمح مقامة علي مساحة 29ألف و500متر مربع وتأتي ضمن مشروعات المنحة الإماراتية لصوامع الغلال بمصر المرحلة الأولي منها 25صومعة. وأضاف حسن ل»الأخبار» أن هذه الصوامع ستخدم منطقة شمال قنا من مراكز الوقف ونجع حمادي وفرشوط وأبوتشت وأراضي الاستصلاح الزراعي علي الطريق الصحراوي الغربي. وأشار إلي أن المشروع استغرق 18شهرا ، حيث بدأ في يناير 2015وسينتهي في 30 يونيو وأنه الآن في مرحلة تجارب التشغيل،وسيكون جاهزا للافتتاح في نهاية يونيو،موضحا أن الأرض التي اقيمت عليها الصوامع مملوكة لبنك التنمية والائتمان الزراعي،أما الإدارة فهي للشركة القابضة للصوامع والغلال. وعن أهمية هذا المشروع يقول :إنه مشروع قومي مبشر واقتصادي متميز،ويأتي ضمن 25صومعة بسعة تخزينية مليون و500ألف طن اجمالي المرحلة الأولي وأنه سيرجع مصر لعهد سيدنا يوسف،فسيجعل مصر أكبر مخزن للغلال في الشرق الأوسط،وسيوفر الهدر والهالك في الغلال وسيزيد المخزون الاستراتيجي لمصر من الأقماح والغلال،ومن الممكن تخزين الذرة الرفيعة أيضا. مدينة سكنية جديدة وفي منطقة حاجر الوقف أو الوقف الجديدة تم الانتهاء من بناء 86عمارة سكنية جديدة،بمعدل 2064وحدة سكنية نفذت منها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة 30عمارة وجهاز التعمير 6عمارات،كما تنفذ 50عمارة. تم البدء في انشاء هذه العمارات في بداية عام 2014وتم الانتهاء من تشطيب 36عمارة في 30أبريل الماضي وسيتم تسليم باقي العمارات في شهر يوليو المقبل. وتتكون الوحدة السكنية من 3غرف وصالة وحمام ومطبخ،وبنظام تشطيب فاخر حسب وصف المسئولين،الذين أكدوا أن هذه المنطقة بها مدارس وثانوي تجاري صناعي ومدارس ابتدائية وإعدادية ومعاهد أزهرية،ومدرسة للتربية الفكرية ومدرسة تجريبية للغات وكل الخدمات موجودة في هذا المكان. ووسط هذه العمارات يوجد مركز شباب كبير علي مساحة 10آلاف فدان به مجموعة ملاعب وجاري تطويرها،وحضرت لجنة من وزارة الشباب والرياضة ومجلس الوزراء بحضور محمد الفنجري وكيل وزارة الشباب والرياضة، لمعاينة الموقع لعمل حمام سباحة وملاعب للرياضات المختلفة. علي الجانب الآخر من النيل تقع مدينة دشنا حيث موقع العمل في تجديد مستشفي دشنا المركزي الذي تقوم بالإشراف عليه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ..جهد كبير يقوم به العاملون في المشروع فيواصلون العمل بالليل والنهار من أجل الانتهاء من المستشفي في موعده المحدد حيث إنه يخدم أكثر من 250ألف مواطن في دشنا وقراها.